الطاقة- النفط

"أوبك": آليات جديدة لمواجهة تقلبات السوق وتقليل الصدمات المستقبلية في الصناعة

"أوبك": آليات جديدة لمواجهة تقلبات السوق وتقليل الصدمات المستقبلية في الصناعة

أكدت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أن المرحلة الحاسمة التالية من خطة تعاون المنتجين التي سوف تتبلور في اجتماع فيينا في 22 حزيران (يونيو) الجاري سوف تركز على الحفاظ على الإنجازات السابقة في إعادة التوازن إلى السوق النفطية، إضافة إلى العمل على عودة الانتعاش التدريجي في الاستثمارات وتعزيز مستويات الثقة في الصناعة.

وقال تقرير حديث للمنظمة الدولية، إن تحقيق ذلك من الآن وصاعدا سوف يتم من خلال إطار عمل أوسع وأكثر مؤسسية للتعاون يستند إلى المبادئ الأساسية للإعلان المشترك والتأكد من توافر عناصر الإنصاف والشفافية، لافتا إلى إعلان محمد باركيندو الأمين العام البدء في بحث تطوير مقاييس وآليات تصميم للمساعدة في اتخاذ قرارات مواجهة الصدمات المستقبلية والتقلبات الشديدة في السوق.

وطالب التقرير بقية المنتجين وكل المعنيين بالسوق النفطية بالتنبه جيدا إلى ضرورة بذل كل جهد ممكن لتجنب حدوث فجوة محتملة في الإمدادات وهو الأمر الذي يمكن أن يشكل تحديًا خطيرًا للصناعة على المدى المتوسط إلى الطويل.

وقال تقرير منظمة "أوبك" عن زيارة الأمين العام محمد باركيندو إلى أذربيجان: إن هذا الأمر ليس ضروريًا فقط للحفاظ على مستويات الإنتاج الحالية في ظل انخفاض ونضوب طبيعي للحقول بنسبة تبلغ في المتوسط 4 في المائة إلى 5 في المائة ولكن أيضًا لضمان تدفق مستمر من إمدادات النفط الخام لتلبية الطلب المتزايد بسرعة على المدى الطويل، مشيرا إلى أن ذلك سيكون أيضا أمرا رئيسا للتوسع الاقتصادي العالمي في المستقبل.

وجدد التقرير الدعوة إلى منتجي النفط العالميين للانضمام إلى "أوبك" وشركائهم من خارج المنظمة لمواصلة العمل من أجل تحقيق استقرار دائم في سوق النفط العالمية، مشيرا إلى أن جميع أصحاب المصلحة الرئيسين سوف يستفيدون من التعاون المشترك بما في ذلك المستهلكون.

وأفاد التقرير بأن أحد أكبر التحديات وأكثرها إلحاحا أمام السوق النفطية هو ضمان وجود مستويات ملائمة من الاستثمار بطريقة يمكن التنبؤ بها لتلبية متطلبات العالم في المستقبل، لافتا إلى أنه حتى الآن في عام 2018، ارتفعت وتيرة الاستثمار تدريجياً ومع ذلك لا يتم مشاهدة ما يكفي من الاستثمارات القوية في مشاريع الدورة الطويلة التي تعتبر أساس العرض المستقبلي وأساس مستقبل هذه الصناعة.

وفي سياق متصل، مالت أسعار النفط الخام إلى التراجع بسبب توقعات قيام "أوبك" وحلفائها المستقلين باتخاذ قرار زيادة الإنتاج في اجتماع فيينا في الشهر الجاري ودعم الانخفاضات حدوث زيادة غير متوقعة في مستوى مخزونات النفط الخام الأمريكية.

وتترقب السوق نتائج الاجتماع الخليجي في الكويت غدا السبت بين وزراء الطاقة والنفط في السعودية والإمارات والكويت وسلطنة عمان الذي يأتي في إطار تنسيق المواقف والسياسات قبل اجتماع "أوبك" الموسع في 22 حزيران (يونيو) الجاري.

وفي هذا السياق، قال لـ"الاقتصادية"، روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للداراسات الاقتصادية، إن اجتماع المنتجين في 22 حزيران (يونيو) الجاري من الاجتماعات المهمة والصعبة حيث تقوم السعودية وروسيا بمهمة جديدة وهي إقناع المنتجين بالعودة إلى زيادة الإنتاج وذلك بعد 17 شهرا من نجاحهما في المهمة السابقة وهى إقرار خفض الإنتاج الذي قاد السوق إلى تعاف ملحوظ وانتعاش قياسي في مستوى الأسعار عند أعلى المستويات في أربع سنوات.

وذكر أن الإشارات السعودية - الروسية بزيادة الإنتاج كانت كفيلة بتهدئة الصعود المحموم للأسعار، حيث بات أمام المنتجين الكبيرين فترة قصيرة لا تتجاوز ثلاثة أسابيع لتحقيق التوافق بين المنتجين على تعديل المسار من خلال نفس منظومة العمل وهى الإرادة الجماعية والتوافق المشترك مع الاتفاق أيضا على حجم الزيادة وآليات تنفيذها وهى مهمة ليست سهلة نتيجة اختلاف وتباين مواقف ومصالح المنتجين المشاركين في الإعلان المشترك.

من جانبه، أكد لـ"الاقتصادية"، رينهولد جوتير مدير قطاع النفط والغاز في شركة سيمنس العالمية، أن ليس كل الدول المنتجة قادرة على زيادة إنتاجها في المرحلة الحالية وبالتالي فإن الأمر سيكون محصورا في ملعب عدد محدود من دول الخليج إلى جانب روسيا وبالتالي قد يعارض منتجون آخرون زيادة الإنتاج رغبة منهم في الحفاظ على مستويات سعرية عالية لتعزيز مواردهم وتقوية اقتصاداتهم.

ولفت إلى أن "أوبك" تقوم بدراسات عميقة ومستفيضة لتطورات السوق ومن هنا ستعمل على تحذير بعض المنتجين من مغبة الأسعار شديدة الارتفاع للنفط الخام، حيث إنها تؤثر سلبا في الطلب وتضعف اقتصادات المستهلكين ومن ثم فإن الأسعار الملائمة المتوسطة للمنتجين والمستهلكين على السواء هي الحل الأفضل لاستقرار السوق وتعزيز نمو الاقتصاد الدولي.

من ناحيته، قال لـ"الاقتصادية"، أرتوراس فيفراس مدير الاستثمار في فكتوريا بنك بدولة مولدوفا، إن تعزيز الاستثمارات النفطية خطوة ملحة ومطلوب من كل المنتجين العمل على دعمها، مشيرا إلى الخطط الروسية الواسعة في هذا المجال.

واعتبر أن الأسعار المرتفعة في الفترة الماضية كانت محفزا على التخطيط لاستثمارات أوسع وأكثر تنوعا خاصة في مشاريع المنبع النفطية.

وذكر أنه رغم التزام روسيا بكل اتفاقاتها مع "أوبك"، إلا أن الشركات الروسية تنتظر منذ فترة قرار العودة إلى زيادة الإنتاج للاستفادة بكثير من طاقاتها المعطلة جراء اتفاق خفض الإنتاج، مبينا أن روسيا قد تسعى إلى قرار يتضمن أكبر زيادة إنتاجية ممكنة للسوق في المرحلة الحالية.

وفيما يخص الأسعار، تراجعت أسعار النفط قليلا أمس، عقب صعودها في الجلسة السابقة، مع تركز أنظار المستثمرين على زيادة مفاجئة في مخزونات النفط الخام الأمريكية وترقبهم لزيادة محتملة في الإنتاج حين يجتمع المنتجون داخل "أوبك" وخارجها في حزيران (يونيو) الجاري.

وتعافت أسعار النفط أمس الأول، في الوقت الذي عبر فيه البنك المركزي الروسي عن الحذر بشأن خطط زيادة إمدادات النفط، بينما يرى بعض المحللين عوامل أساسية إيجابية في السوق رغم احتمال زيادة الإمدادات.

وتراجع خام القياس العالمي مزيج برنت 38 سنتا أو 0.5 في المائة إلى 77.12 دولار للبرميل بحلول الساعة 06:43 بتوقيت جرينتش، بعدما صعد 2.8 في المائة عند التسوية السابقة.

ونزل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 20 سنتا أو 0.3 في المائة إلى 68.01 دولار للبرميل، بعد أن ارتفع 1.48 دولار أو 2.2 في المائة إلى 68.21 دولار عند التسوية السابقة.

وتتراجع المخزونات العالمية إلى حد كبير، لكن مخزونات الخام الأمريكية ارتفعت مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 25 أيار (مايو) الماضي، إلى 434.9 مليون برميل، بحسب بيانات معهد البترول الأمريكي. وفاقت البيانات تقديرات المحللين الذين توقعوا انخفاضا قدره 525 ألف برميل.

كما انصب التركيز على الزيادة المحتملة في إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول والمنتجين خارجها بما فيهم روسيا. وناقشت السعودية أكبر منتجي "أوبك" وروسيا زيادة الإنتاج بنحو مليون برميل يوميا.

وأنهى النفط الخام الأمريكي تعاملات أمس الأول، مرتفعا بنسبة 2.1 في المائة، في ثاني مكسب يومي على التوالي، مع استمرار عمليات التعافي من أدنى مستوى في ستة أسابيع 65.79 دولار للبرميل.

وصعدت عقود برنت بنسبة 3.1 في المائة، في ثاني مكسب يومي على التوالي، وبأكبر مكسب يومي منذ 10 نيسان (أبريل) الماضي ، ضمن عمليات التعافي من أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع 74.47 دولار للبرميل.

وفي بيانات غير رسمية أعلن معهد البترول الأمريكي أمس الأول، ارتفاع المخزونات التجارية في الولايات المتحدة بنحو مليون برميل للأسبوع المنتهي 25 أيار (مايو) الماضي، في ثاني ارتفاع خلال الثلاثة أسابيع الأخيرة، وأشارت توقعات الخبراء إلى انخفاض بنحو 0.5 مليون برميل.

وبالنسبة للإنتاج الأمريكي فقد استقر الأسبوع السابق عند إجمالي 10.72مليون برميل يوميا، وهو أعلى مستوي للإنتاج في الولايات المتحدة على الإطلاق، وتشير التوقعات إلى زيادة الإنتاج لمستوى قياسي جديد.

وحجبت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أسعار سلتها ليوم أمس، بسبب العطلة العامة في فيينا.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط