Author

الحذر من الدكاكين

|

أعجبني استخدام الاستشاري السعودي كلمة "دكاكين التجميل" عندما وصف مراكز جراحات وعمليات التجميل التي تستخدم الدعايات لجذب المواطنين، ويندفع كثيرون نحوها لأسباب أهمها أسلوب الجذب والأسعار المنخفضة. لن أقول إن هذا مبرر، لكن الأسعار لدينا مرتفعة للغاية وهو ما يجعل الناس يبحثون عن الحلول في الخارج.
دكاكين التجميل تظهر وتختفي فجأة، وتصطاد فرائسها بشكل احترافي خلال فترات محددة من العام، من أهم تلك الفترات الصيف حيث يبحث الناس في الخارج عن المترجمين والخدمات التي يعتقدون أنها أفضل أو أرخص. معلوم أن هناك أعدادا كبيرة من المترجمين الذين يعيشون على نشاط خديعة المرضى بالتعاون مع المواقع الجاذبة سواء كانت مصحات أو أسواق أو مراكز خدمات.
تلك الإشكالية لم تعد بحجمها السابق بسبب تحسن قدرات السعوديين في اللغة الإنجليزية وانتشار هذه اللغة في أغلب دول العالم، لكنها موجودة وعاناها كثيرون. تبقى محاولات الاعتماد على الذات أو المختصين في التعامل مع العناصر الجاذبة الأخرى، وهو يستدعي الاستفادة من الممثليات والملحقيات المنتشرة في كل الدول، ثم الاستفادة من التقنية في التعرف على هذه المنشآت ونظاميتها، رغم انتشار الخداع والعصابات التي تتخذ من استهداف السياح وسيلة لكسب الأموال وهو أمر أصبح واضحا خصوصا في أوروبا.
هنا نحتاج إلى أمرين مهمين: أولهما جذب الأموال التي تنفق في الخارج على عمليات التجميل تلك من خلال توفير عناصر دعم الاستثمار في المملكة، والعمل على المحافظة على أسعار معقولة تحافظ على الأموال في الداخل ذلك أن الأغلبية يقارنون بين الأسعار ويكتشفون أن التكلفة بشكل عام تقل عن التكلفة في الخارج بعد احتساب تكاليف السفر والإقامة في الخارج.
والثاني: التوعية المستمرة للمسافرين في الخارج وهذا أمر يمكن أن تتولاه السفارات والملحقيات التي تستطيع أن تنسق أمورها وتوفر وسائل تقنية تتعرف من خلالها على من يصلون إلى الدول التي تعمل فيها، ومن خلال هذه الوسائل تقدم رسائل بسيطة توضح المعلومات لمن يزورون تلك الدول. لا بد أن تبني السفارات على الحالات التي تمر عليها، وتكون الحلول مناسبة وواضحة، كما يجب التأكيد على فتح أبواب السفارات وفروعها والمكاتب التي تعمل فيها لكل المواطنين في كل وقت.

إنشرها