الطاقة- النفط

"جولدمان ساكس": انخفاض النفط "مؤقت" .. والنظرة المستقبلية لا تزال صعودية

"جولدمان ساكس": انخفاض النفط "مؤقت" .. والنظرة المستقبلية لا تزال صعودية

أكد بنك "جولدمان ساكس" الدولي، أن التراجعات الحالية في أسعار النفط الخام مؤقتة، وأن النظرة المستقبلية لأسعار النفط لا تزال صعودية.
وقال البنك في تقرير إن خطة السعودية وروسيا المتوقعة لزيادة الإنتاج بعد أكثر من عام من القيود والتخفيضات الإنتاجية تجيء في توقيت جيد، بعدما نجحت الشراكة بين المنتجين في التخلص من حالة التخمة العالمية السابقة في الإمدادات، مشيرا إلى أنه حتى لو زادت الدول في "أوبك" وخارجها لمستويات الإنتاج بمقدار مليون برميل يوميا، فإن ذلك سيعوض فقط حالة انخفاض الإنتاج بشكل اضطراري في بعض الدول مثل فنزويلا ونيجيريا وأنجولا، إلى جانب إيران التي دخلت أخيرا على خط تراجع الإنتاج.
وأضاف "جولدمان ساكس"، أن الطلب المتزايد وتخفيضات الإنتاج من قبل "أوبك" وحلفائها ساعد على إنعاش أسعار الخام من أسوأ انهيار في السنوات الأخيرة.
ولفت التقرير إلى أن تراجع الأسعار في الفترة الحالية سيكون محدودا، ولن يهبط مرة أخرى إلى مستوى عام 2014، مشيرا إلى أن البنك ملتزم بموقفه المتفائل، ويرى أن التراجع الحالي مؤقت.
ونقل التقرير عن محللين دوليين أن الوضع الحالي للسوق النفطية في ضوء قوة نمو الطلب ومستويات التعطل في الإنتاج المتصاعدة كلها عوامل تمهد الطريق لحدوث مزيد من تراجع المخزونات على نحو واسع وكبير.
وتابع التقرير أن الوضع الراهن يتطلب من منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" اعتماد اقتراح رفع الإنتاج من خلال زيادة إضافية في العام المقبل، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيزيد من تقليص الطاقة الاحتياطية المحدودة بالفعل في العام المقبل.
ونوه إلى أن الأسعار تتراجع بالفعل بعد أن أشارت السعودية وروسيا الأسبوع الماضي إلى أنها ستعيد زيادة بعض الإنتاج، الذي تقلص في إطار اتفاق جمع 22 دولة منتجة أخرى، مشيرا إلى أنه يجري حاليا وقبل الاجتماع الحاسم في فيينا استشارة معظم المنتجين حول اقتراح إعادة زيادة ضخ الإمدادات.
ونقل التقرير عن سهيل المزروعي وزير الطاقة في الإمارات ورئيس منظمة "أوبك" الدوري، أن المجموعة كلها ستقرر ما إذا كانت ستعدل الإنتاج أم لا؟ لافتا إلى أن أغلب الدول على قناعة بأن السوق استعادت التوازن بشكل جيد في نيسان (أبريل) الماضي.
وذكر أن التنفيذ التدريجي لخطة زيادة الإنتاج بمقدار مليون برميل يوميا لن يحول دون بقاء السوق في حالة عجز نسبي في المعروض خلال الربع الثالث، وإضافة إلى ذلك فإن الاضطرابات المستمرة في فنزويلا والخسائر المحتملة من إيران بسبب العقوبات الأمريكية المتجددة على طهران من المرجح أن تعوض جزئيا هذا العرض المرتفع.
وأضاف أن وتيرة نمو الطلب ستستمر حتى لو كان سعر خام برنت 80 دولارا للبرميل، مشيرا إلى أن هناك مشكلات في البنية التحتية تشكّل عوائق أمام زيادة الإنتاج في أمريكا الشمالية، مشددا على أن توازن سوق النفط العالمي سيحتاج إلى مزيد من الزيادات من "أوبك" وروسيا عام 2019.
وجدد البنك الأمريكي توقعاته السابقة بأن سعر خام برنت سيسجل 82.50 دولار للبرميل في الربع الثالث، كما يرى زيادة المخاطر على الأسعار في النصف الثاني من 2018-2019، حيث ستتجه إلى تسجيل مزيد من الارتفاع.
في سياق متصل، أوضح لـ "الاقتصادية"، جوران جيراس مساعد مدير بنك "زد أيه إف" في كرواتيا، أن أسعار النفط الخام تتجه إلى الانخفاض بعدما تم شبه توافق بين السعودية وروسيا على العودة إلى زيادة الإنتاج بعد نحو 17 شهرا من تطبيق خفض الإنتاج بشكل ناجح وبمستويات امتثال مرتفعة.
وأضاف جيراس أن الخام الأمريكي يعاني تراجع الأسعار بمستوى يفوق خام برنت، حيث اتسع الفارق بينهما إلى تسعة دولارات، وهو مستوى قياسي غير مسبوق، لافتا إلى أن اختناقات خطوط الأنابيب ومصاعب البنية التحتية التي تواجه الإنتاج الأمريكي كانت لها تأثيرات واسعة على الصادرات الأمريكية التي لم تنمُ بمستوى الإنتاج الوفير نفسه حاليا.
ومن جانبه، يقول لـ "الاقتصادية"، فيتوريو موسازي مدير العلاقات الدولية في شركة "سنام" الإيطالية للطاقة، إن ارتفاع أسعار النفط الخام إلى مستويات قياسية هي الأعلى في أربع سنوات خلال الفترة الماضية فاقم الأعباء الاقتصادية على الدول المستهلكة التي عانت كثيرا ارتفاع فواتير استيراد النفط الخام والإنفاق الباهظ على الوقود، مشيرا إلى سعي الدول المستهلكة إلى التواصل مع الدول المنتجة لتخفيف تلك الحالة التي تضر بالاقتصاد العالمي وبمستويات الطلب.
وأشار موسازي إلى أن قناعة المنتجين بأن المرحلة الحالية والمستقبل الأفضل لن يتحقق من دون التكامل والعمل الجماعي من كل الأطراف هو ما دفع كبار المنتجين للتحرك وبحث فكرة زيادة الإنتاج مرة أخرى إيمانا منها بأن استقرار وتوازن السوق في مصلحة الجميع، وأن الأسعار المفرطة في الارتفاع تضر أيضا بالجميع.
ومن ناحيتها، تقول لـ "الاقتصادية"، جولميرا رازيفا كبير الباحثين في المركز الاستراتيجي للطاقة في أذربيجان، إن نمو الطلب القوي كان العنصر المهيمن على الأسواق في الفترة الحالية وفي المستقبل أيضا، مشيرة إلى أن نمو الطلب ساعد "أوبك" وحلفاءها على سرعة إعادة مستوى المخزونات إلى المتوسط في خمس سنوات وامتصاص الفائض في وقت قياسي.
وأوضحت رازيفا أنه على الرغم من تخفيض وكالة الطاقة الدولية لتوقعات نمو الطلب بسبب الارتفاع السريع في الأسعار، إلا أن "أوبك" تؤكد أن ارتفاع الأسعار لم يصل بعد إلى المستوى الذي يؤثر سلبا في الطلب الذي ما زال قويا ومرشحا لمزيد من النمو في السنوات المقبلة.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، تباينت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية أمس، لكنها ظلت تحت ضغط من جراء التوقعات بأن تضخ السعودية وروسيا مزيدا من الخام لتخفيف أثر نقص محتمل في الإمدادات.
وبحسب "رويترز"، ارتفع خام القياس العالمي برنت في العقود الآجلة 21 سنتا أو 0.28 في المائة إلى 75.51 دولار للبرميل بعدما بلغ عند التسوية السابقة أدنى مستوياته منذ الثامن من أيار (مايو) عند 75.30 دولار للبرميل.
وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.11 دولار أو 1.64 في المائة إلى 66.77 دولار للبرميل لتقبع قرب أدنى مستوياتها منذ 17 نيسان (أبريل).
وقال بنك "أيه.إن.زد" في مذكرة: "بدأ المستثمرون يأخذون في حسبانهم احتمال قيام السعودية وروسيا بزيادة إنتاج النفط الخام.. غير أن الشكوك ما زالت قائمة؛ إذ إن أي اتفاق سيبرم خلال اجتماع "أوبك" في حزيران (يونيو).
وفرضت المخاوف من أن تزيد السعودية وروسيا الإنتاج ضغوطا على أسعار النفط، بجانب ارتفاع إنتاج النفط في الولايات المتحدة.
وناقشت السعودية وروسيا زيادة إنتاج النفط من داخل "أوبك" وخارجها بنحو مليون برميل يوميا لتعويض النقص المحتمل في إمدادات فنزويلا وإيران، ومن المقرر أن تجتمع منظمة البلدان المصدرة للبترول في فيينا يوم 22 حزيران (يونيو).

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط