Author

تطوير مراكز الرعاية الصحية

|
يدعم تحويل مراكز الرعاية الصحية الأولية إلى منافذ خدمة متكاملة عملية تخصيص القطاع الصحي. هذه المراكز لا تزال تعاني النقص في عدد من الجوانب، كالنقص في الكوادر والتجهيزات والعلاقات مع الحي وسكانه، رغم أنه توجد تجارب ملهمة يمكن البناء عليها خصوصا في المناطق النائية حيث مركز الرعاية الصحية جزء من تركيبة المجتمع. أذكر أن الطبيب في أحد مراكز الرعاية كان يقدم نصائحه في المسجد ويقابل كثيرا من السكان لإقناعهم بالتوجه للمركز والاستفادة من خدماته، وكثيرا ما شاهدت الطبيب نفسه يحضر الحفلات والمناسبات المختلفة لأنه كان جزءا من التركيبة. تلكم مبادرة مميزة يمكن أن تتعامل معها الوزارة بشكل أكثر فعالية، عندما يكون الطبيب والممرض في موقع بعيد عن المراكز العلاجية الكبرى. تسهم العلاقة الإيجابية بين المركز ورواده في رفع الحس الصحي، ومحاصرة الإصابات والأمراض التي تحتاج إلى متابعة مستمرة، وخصوصا المنتشرة بين كبار السن كالضغط والسكري والأمراض ذات العلاقة بالبيئة التي قد تنتشر فجأة لأي سبب. دقة الملاحظة وقرب الطبيب من السكان سيسهم بلا شك في كشف كثير مما قد ينتشر بين الناس من الأمراض الخطرة أو الوبائية. في الإطار نفسه يأتي قرار وزارة الصحة بربط المراكز تقنيا بالمستشفيات المشرفة عليها، أو التي تقع في المنطقة الجغرافية معها ليكون بداية تكوين شبكة أمان صحي تدعم عملية تخصيص القطاع بطريقة تضمن وصول الخدمات للجميع، وتحسين تلك الخدمات. عملية الربط هذه ستسهم في توحيد كثير من المفاهيم والاستفادة من المبادرات الجيدة التي تقدمها المراكز الصحية الناجحة للتحول إلى طريقة عمل توحد الإجراءات وتفعل النجاحات وتنشر حسن الأداء كوسيلة لحماية كل المستفيدين. أزعم أن توجه مسؤولي التخصيص للمواقع الأكثر نجاحا بناء على الإحصائيات المتوافرة، سيكون بداية جيدة لعملية الربط الإلكتروني، وسيسهم في إيجاد إجراءات عمل قياسية للجميع تجعل حسن الأداء مهمة أولى، وتوزيع المسؤوليات تابعا لها. فإن تحسن الأداء في المراكز الصحية وحققت المأمول منها، فذلك سيؤدي لانخفاض الضغط على المستشفيات وهذا بالتالي سيسهم في تركيز العمل في المستشفيات وإنجاحها. المهم أن تكون العملية مبنية على أسس صحية وتنفذ بشكل علمي لتحقق المأمول منها.
إنشرها