Author

إيران .. الرضوخ وإلا فأقسى العقوبات في التاريخ

|

منذ قفز الخميني وطغمة الملالي معه عام 1979 على أكتاف ثورة الشعب الإيراني وسرقتها منه بعد تصفيات وإعدامات لقيادته السياسية وناشطيه ومفكريه وعلمائه واضطرار الملايين من شعب إيران إلى الهروب للخارج، ظلت حكومة الخميني مسكونة بهوس الجمع بين ولاية الفقيه وحلم كسروي فارسي وعلى أساس هذا المعتقد الهجين الشاذ والظلامي، راحت تحت ستار شعار تصدير الثورة تعربد بإثارة الفتن والنزاعات لزعزعة المنطقة بزراعة أذرع إرهابها في لبنان والبحرين وسورية والعراق واليمن، مستخدمة كل أنواع الجرائم من تفجير وقتل وتدمير، ولم تفلح دول الخليج العربية في ثنيها عن كف شرورها وتدخلاتها الخطيرة.
واليوم بعد كل هذا السجل الشنيع من الإرهاب والتوغل في المنطقة والعالم خصوصا، وقد اتخذت من توقيع الاتفاق النووي معها غطاء لتمعن في عربداتها الشنيعة تواجه مصيرا محتوما للرضوخ لإملاءات ما تقضيه دواعي الأمن والسلام العالميين. وقد كانت صدمتها الكبرى إذ أعلنت الولايات المتحدة انسحابها من الاتفاقية، وها هي الآن قد سمعت تصريحات بومبيو وزير الخارجية الأمريكي عن السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران وتأكيده أنه ليس أمام إيران سوى خيار واحد هو الرضوخ لما يراد لها أن ترضخ له من إيقاف لبرنامجها النووي وبرنامج صواريخها الباليستية وكف يدها عن التدخل في شؤون المنطقة وسحب جميع ميليشياتها وأذرعها الإرهابية، وإلا فإن عليها أن تواجه أقصى العقوبات في التاريخ وبما يضمن تماما أن لا مجال أمامها لأن تعربد كما كانت تفعل في السابق.
لقد كان وقع انسحاب أمريكا من الاتفاقية، وما أعلنه وزير الخارجية الأمريكي من عقوبات تنتظرها هي الأقصى في التاريخ، وقع الصاعقة على حكومة الولي الفقيه في طهران فقد ارتج عليها وترنحت أقاويل أركان هذه الحكومة من المرشد الأعلى إلى رئيس الجمهورية إلى وزير خارجيتها، وكانت المكابرة اللفظية الجوفاء هي عنوان ما أطلقوه من تصريحات يعرفون هم مسبقا أنها هباء في أدراج الرياح. وليس التلويح لبقاء أوروبا وفق شروطها سوى نوع من حفظ ماء وجه لا ماء فيه أصلا. فأوروبا رغم كل التصريحات السياسية والمداولات والقول بالإبقاء على توقيعهم والمضي وفق ما جاء في الاتفاقية والإيحاء إلى ملحقات أخرى عليها لكي تبقى سارية المفعول، ما هو إلا كلام لا يعدو سوى التعبير عن عجز عن مواجهة حق مستحق. ويمكن القول إن موقف أوروبا الذي تزايد إيران فيه ما هو إلا رفض رمزي وحديث أوروبي للاستهلاك الإعلامي، فأوروبا ليست من الحماقة أن يدفعها لعاب مصالحها مع إيران لكي تتهافت على نحو 20 مليار دولار من الاستثمار في إيران مقابل 267 مليار دولار حسب الميزان التجاري لأمريكا عام 2016.
وإذا كان هذا هو الحال مع أوروبا، فلن يكون الحال بأحسن منه مع الصين وروسيا وبعض دول آسيا، فلم يعد بمقدور العالم أن يغض الطرف أو يسد المسامع عن التوحش الإيراني وعما تمثله حكومة الولي الفقيه في طهران وميليشيات الحرس الثوري وأذرعه العنيفة في المنطقة وخلاياه الإجرامية في العالم من تهديد شديد الخطر على السلام والأمن في العالم ولذلك تعرف إيران قبل غيرها أنها تحت قصف التهديد لهذه العقوبات الأقصى في التاريخ قد حشرت في زاوية الرضوخ لما يراد لها أن ترضخ له، ولن يجديها هذا الهياج الإعلامي ولا مراوغتها في تملق الشعب الإيراني للوقوف معها وهو الشعب الذي منذ سنوات تختزن صدوره نذر عواصف الإطاحة بها والخلاص منها.

إنشرها