FINANCIAL TIMES

مخاوف من تباطؤ ملحوظ في نمو صادرات الأسواق الناشئة

مخاوف من تباطؤ ملحوظ في نمو صادرات الأسواق الناشئة

يمكن أن ينخفض نمو صادرات الأسواق الناشئة بحدة في وقت لاحق من هذا العام، إذا أثبتت بيانات مسح اقتصادي حديث أنها دليل يُسترشَد به.
استنادا إلى اثنين من استبانات التصنيع التي تدرسها شركة كابيتال إيكونوميكس الاستشارية، التي أثبتت تاريخيا أنها أفضل مؤشرات للتنبؤ بأنماط التجارة، فإن النمو في أحجام صادرات الأسواق الناشئة ينسجم مع تباطؤ "ملحوظ" من 6 في المائة على أساس سنوي في الربع الأول من هذا العام إلى 1 في المائة فقط في الربع الثالث.
وقال ليام كارسون، الاقتصادي المختص في البلدان الأوروبية الناشئة لدى "كابيتال إيكونوميكس"، "تدهورت أحدث الدراسات الاستقصائية بصورة ملحوظة، وهناك بعض الأدلة المبكرة في أحدث البيانات الفعلية على أننا نشهد تباطؤا في نمو الصادرات من الأسواق الناشئة".
وعلى الرغم من أن "كابيتال إيكونوميكس" تعتقد أن من "غير المرجح" أن ينخفض نمو الصادرات إلى نسبة متدنية في حدود 1 في المائة، فإن أي توترات مرتبطة بالتجارة ستزيد المخاوف بشأن التوقعات لعدد من اقتصادات الأسواق الناشئة على خلفية الدولار القوي، وارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، وارتفاع أسعار الطاقة بالنسبة إلى مستوردي النفط.
وأشار كارسون إلى أن عنصر "طلبيات التصدير الجديدة" في مؤشر مديري المشتريات الصناعي للأسواق الناشئة هبط إلى أدنى مستوى له في 16 شهرا، عند 49.6 نقطة في نيسان (أبريل) ـ على مقياس حيث 50 هي الحد الفاصل بين التوسع والانكماش.
تاريخيا، مقياس مؤشر مديري المشتريات مرتبط ارتباطًا وثيقًا ببيانات التجارة "الفعلية" لأربعة أشهر مقبلة، وفي هذه الحالة التغير في حجم صادرات الأسواق الناشئة على أساس سنوي مقيسا من قبل مكتب تحليل السياسات CPB في هولندا، هو مصدر يتم تتبعه على نطاق واسع.
ومع أن مقياس CPB كان قوياً في الفترة الأخيرة، مع إشارة المتوسط المتحرك لثلاثة أشهر إلى نمو سنوي نسبته 6.3 في المائة في شباط (فبراير)، سينخفض هذا النمو إلى 1 في المائة بحلول آب (أغسطس) - أدنى قراءة منذ انهيار أسعار السلع في 2015 – في حال تبع مؤشر مديري المشتريات نزولا.
مقياس كابيتال إيكونوميكس المفضل الآخر، وهو المتوسط المرجح "لتوقعات الصادرات" في الأسواق الناشئة وهو جزء من الدراسة الاستقصائية للاقتصاد العالمي من معهد IFO، وهو مؤسسة أبحاث ألمانية، انخفض إلى أدنى مستوى له في 21 شهرًا في شباط (فبراير). مرة أخرى، هذا كان يغلب عليه أن يكون مؤشرا رئيسيا لبيانات CPB، لثلاثة أشهر مقبلة في هذه الحالة.
وقال كارسون "هناك بالفعل دلائل على حدوث تباطؤ الآن"، مشيراً إلى أنه من حيث قيمة الدولار، تراجع نمو صادرات الأسواق الناشئة في آذار (مارس). والبيانات المتوافرة في شهر نيسان (ابريل) من الدول التي قدمت التقارير مبكراً مثل الصين والبرازيل وكوريا الجنوبية وتشلي وفيتنام وتايوان "تشير إلى أن التباطؤ استمر الشهر الماضي".
كذلك لاحظ "جولدمان ساكس" تباطؤا في نمو صادرات السلع في مجموعة من 11 من بلدان الأسواق الناشئة التي تتبعها، وهو ما يتناقض مع نمو مبيعات التجزئة التي ما زالت قوية في الأسواق الناشئة.
وفي حين كان من المرجح دائمًا أن يتراجع نمو الصادرات في الأسواق الناشئة هذا العام - معدل النمو الذي تبلغ نسبته 6 في المائة الذي أبلغ عنه CPB كان مرتفعًا بشكل غير مستدام ومشوها بسبب استناده إلى قاعدة ضعيفة قبل عام - ومن غير الواضح سبب تركيز الضعف في آسيا الناشئة.
وبحسب كارسون، إذا كانت الاستبانات هي علامة على المخاوف من حرب تجارية محتملة بين الصين والولايات المتحدة، فمن المنطقي أن تكون آسيا هي الأكثر تضرراً لأنها أكثر اندماجاً في سلاسل التوريد الصينية.
وقال بهانو باويجا، رئيس استراتيجية الأصول المتقاطعة في الأسواق الناشئة لدى "يو بي إس"، "إن نمو الصادرات الكورية الجنوبية انخفض بشكل حاد في الأشهر الأخيرة، في حين تعززت البيانات الصينية في الواقع".
وأشار إلى أن الأرقام الكورية ربما تكون قد تأثرت من عوامل اللبس بشأن إعادة التفاوض أخيرا على اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة وكوريا، لكن البيانات "تتم متابعتها عن كثب" لأن أحجام الصادرات الكورية "تُظهر من الناحية التاريخية علاقة أقوى مع اتجاهات التجارة العالمية مما أظهرته بيانات التجارة الصينية".
وأضاف باويجا أن "الضعف الكوري في التصدير مثير للقلق إلى حد ما لأنه كان الرائد في نمو الصادرات في الأسواق الناشئة".
وقال جابرييل ستيرن، رئيس قسم أبحاث الاقتصاد الكلي العالمي في أكسفورد إيكونوميكس، "إن المقياس الرئيسي الذي كان يراقبه هو الإنتاج الصناعي الصيني، الذي يحمل "علاقة وثيقة بشكل لا يصدق بالتجارة العالمية"، لكنه يتقدم عليها بثلاثة أشهر".
وانخفض هذا المقياس في آذار (مارس)، ثم ارتفع في شباط (فبراير)، حيث إن التقلبات تعني أنه كان من السابق لأوانه استخلاص أي استنتاجات ذات مغزى حول ما إذا كان هناك سبب للقلق، خاصة مع عدم التوصل إلى حكم حول ما إذا كان التباطؤ غير المتوقع في النمو الاقتصادي لمنطقة اليورو في الربع الأول كان فقط بسبب الآثار الموسمية أو نتيجة شيء أكثر إثارة للقلق.
ويظل باويجا متفائلا بأن تتصاعد أحجام الصادرات من الأسواق الناشئة خلال الأشهر الـ 12 المقبلة، مشيرا إلى أنها تعتمد على الطلب على الواردات في العالم المتقدم "الذي يبدو بصحة جيدة، على الرغم من البقعة الضعيفة في الربع الأول".
لكن كارسون بدا أقل تفاؤلاً، متوقعاً أن تتعرض صادرات الأسواق الناشئة لضغوط بسبب تباطؤ محتمل للنمو الاقتصادي في الصين في النصف الثاني من عام 2018، ولأن أي زيادة في الحمائية العالمية تشكل تهديداً آخر.
وعلى المدى الطويل، يعتقد كارسون أن العالم "يدخل الآن في فترة لا يتوقع فيها أن يتجاوز نمو صادرات الأسواق الناشئة النمو العالمي"، مثلما كان الحال في فترة ما قبل 2011، باستثناء فترة ذروة الأزمة المالية العالمية.
وقال "سيكون الوضع الطبيعي الجديد سيناريو يكون فيه نمو حجم صادرات الأسواق الناشئة بالوتيرة نفسها التي يشهدها نمو الاقتصاد العالمي. 3 ـ 4 في المائة من المحتمل أن يكون المعدل الأكثر استدامة".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES