أخبار اقتصادية- عالمية

الحرب التجارية .. الجبهة الأمريكية ـــ الصينية تهدأ وتتصاعد مع اليابان

الحرب التجارية .. الجبهة الأمريكية ـــ الصينية تهدأ وتتصاعد مع اليابان

قالت وزارة الخارجية الصينية أمس، إن الصين لا تريد توترات تجارية مع الولايات المتحدة، في حين تصاعدت وتيرة التوترات بين طوكيو وواشنطن، في ظل ارتفاع فائض الميزان التجاري الياباني مع أمريكا.
ووفقا لـ"رويترز"، فإن التصريحات التي أدلى بها لو كانج المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية خلال إفادة صحفية دورية، تأتي بعدما اتفق أكبر اقتصادين في العالم على التخلي عن تهديداتهما بفرض رسوم جمركية بينما يعملان على اتفاق تجاري أوسع نطاقا.
من جهته، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أمس، إن الصين تعهدت بشراء "كميات ضخمة" من المنتجات الزراعية الأمريكية، لكنه لم يذكر تفاصيل أخرى بشأن التعهدات المزمعة من بكين عقب محادثات تجارية بين الولايات المتحدة والصين أجريت الأسبوع الماضي.
وكتب ترمب في سلسلة من التغريدات على تويتر "تجارة عادلة، أكثر، ستتم مع الصين!".
وأثنت وسائل إعلام حكومية صينية أمس، على تراجع كبير في التوترات التجارية مع الولايات المتحدة، وقالت إن الصين متمسكة بموقفها وإن البلدين لديهما إمكانية كبيرة لتعاون تجاري مفيد للطرفين.
وقال ستيفن منوتشين وزير الخزانة الأمريكي أمس الأول، إن أكبر اقتصادين في العالم اتفقا على التخلي عن التهديدات المتبادلة بفرض رسوم في الوقت الذي يعكفان فيه على اتفاق تجاري أوسع.
وأكدت بكين وواشنطن أنهما ستواصلان محادثات بشأن إجراءات لزيادة واردات الصين من الطاقة والسلع الزراعية الأولية من الولايات المتحدة لخفض العجز في تجارة السلع والخدمات بين البلدين البالغ 335 مليار دولار سنويا.
وقالت صحيفة تشاينا ديلي الرسمية إن بإمكان الجميع تنفس الصعداء بعد تراجع الحرب الكلامية، ونسبت إلى كبير المفاوضين الصينيين ونائب رئيس الوزراء ليو خه قوله إن المحادثات أثبتت كونها "إيجابية وعملية وبناءة ومثمرة".
وأضافت الصحيفة الناطقة بالإنجليزية في مقال افتتاحي "على الرغم من كل الضغط، فإن الصين لم 'تنحن'، مثلما لاحظ الرئيس الأمريكي دونالد ترمب. بل تمسكت بموقفها وأبدت دائما رغبتها في التفاوض".
وقالت "يعني مشاطرة الولايات المتحدة (الصين) هذه الرغبة في نهاية المطاف أن الجانبين تفاديا بنجاح المواجهة المباشرة والتي بدت في مرحلة ما محتومة".
وخلال جولة أولية من المحادثات هذا الشهر في بكين، طلبت الولايات المتحدة أن تقلص الصين فائضها التجاري بواقع 200 مليار دولار. ولم تتم الإشارة إلى أي رقم في بيان مشترك للبلدين يوم السبت الماضي.
لكن بعض المحللين في بكين يحذرون من أن التوتر التجاري سيستمر، وإن الصين يجب أن تستعد للمزيد من التحركات بشأن التجارة من جانب إدارة ترمب.
في المقابل، ازداد الفائض في الميزان التجاري الياباني الإجمالي بنسبة 31 في المائة في نيسان (أبريل) الماضي، مع انتعاش الصادرات بعد شهرين من التباطؤ، وسجل ارتفاعا خصوصا تجاه الولايات المتحدة وسط توتر مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب حول التجارة، بحسب أرقام أعلنتها طوكيو أمس.
ووفقا لـ"الفرنسية"، فإن الفائض الشهر الماضي بلغ 615.7 مليار ين (5.6 مليار يورو) تجاه الولايات المتحدة أي بنسبة 4.7 في المائة ليبلغ 615.7 مليار ين، بعد تراجع بنسبة 0.3 في المائة في الشهر الذي سبقه، وسط ارتفاع الطلب على السيارات وآلات البناء، وفق الإحصاءات الصادرة عن وزارة المالية.
وجاءت الأرقام الجديدة بعد أن أبلغت طوكيو منظمة التجارة العالمية الجمعة بأنها تحتفظ بالحق في فرض رسوم جمركية بقيمة 50 مليار ين (451 مليون دولار) على سلع أمريكية، توازي تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على منتجات الصلب والألمنيوم اليابانية. وأوضح الاتحاد الأوروبي إنه لا يعتزم حتى الآن استخدام الإجراءات المضادة، ولكنه أضاف أن قيامه بإبلاغ منظمة التجارية العالمية بها يترك الباب مفتوحا أمام جميع الخيارات، مع اقتراب مهلة الأول من حزيران (يونيو) المقبل، كي تتراجع واشنطن عن تدابيرها الجمركية.
وأثار ترمب في آذار (مارس) مخاوف من حرب تجارية عندما قرر فرض رسوم جمركية قيمتها 25 في المائة على واردات الصلب و10 في المائة على الألمنيوم مستهدفا خصوصا الصين، ولكن أيضا حلفاء مثل دول الاتحاد الأوروبي واليابان.
وفي تخل عن عقود من المساعي بقيادة أمريكية نحو تجارة مفتوحة وحرة، قال ترمب إن حجم الواردات الهائل إلى الولايات المتحدة يهدد الأمن القومي.
وفيما منحت واشنطن أوروبا وحلفاء آخرين حتى آخر الشهر قبل البدء بتطبيق الرسوم المثيرة للجدل، تبقى اليابان على قائمة الدول التي تواجه فرض الرسوم.
وألقى الخلاف التجاري بظلاله على العلاقة بين رئيس الوزراء شينزو آبي وترمب.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية