أخبار اقتصادية- عالمية

الاستثمار الخاص يمكن أن يكون طوق النجاة المحتمل لصناعة النفط في فنزويلا

الاستثمار الخاص يمكن أن يكون طوق النجاة المحتمل لصناعة النفط في فنزويلا

رغم امتلاكها احتياطيات نفطية هائلة، تعاني فنزويلا أزمة اقتصادية طاحنة في وقت تتزايد فيه معدلات الفقر بين المواطنين بشكل مستمر.
ويقول المحلل والخبير الاقتصادى الفنزويلى خوسيه تورو هاردي إن الوضع في صناعة النفط الفنزويلية مأساوي نتيجة لانخفاض الإنتاج ونقص التمويل اللازم لعملياتها.
وأضاف تورو هاردي، وهو المدير التنفيذي السابق لشركة النفط الحكومية "بتروليوس دي فنزويلا": "انطباعي هو أننا نصل إلى نقطة تكون فيها الطريقة الوحيدة لإنقاذ صناعة النفط هي من خلال الاستثمار الخاص".
وتمتلك الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية أكبر احتياطي نفطي مؤكد في العالم ، والذي يمثل 96% من صادراتها.
لكن الهبوط الحاد في أسعار النفط ، فضلاً عن الفساد وسوء الإدارة في القطاع ، ساهم في الأزمة الاقتصادية للبلاد التي تواجه ركودا عميقا.
وساهم التضخم السنوي المرتفع للغاية في انتشار نقص الغذاء والأدوية ودفع مئات الآلاف من الأشخاص إلى الفرار من الأزمة إلى البلدان المجاورة.
وأثار الوضع في صناعة النفط القلق في الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية التي جرت أمس الأحد ، بعد أن مُنحت شركة كونوكو فيليبس الأمريكية العملاقة للطاقة مليارى دولار كتعويض من قبل التحكيم الدولي المتعلق بمصادرة مشاريع نفطية تعود لعام 2007 من قبل الحكومة الفنزويلية.
ثم تحركت كونوكو نحو السيطرة على أصول تحتفظ بها شركة "بتروليوس دي فنزويلا" في منطقة الكاريبي.
وقد التزم الرئيس نيكولاس مادورو ، الذي فاز بأغلبية ساحقة في الانتخابات الرئاسية أمس الأحد الصمت في هذه القضية.
وبدأ تباطؤ صناعة النفط الفنزويلية التي كانت تتسم بأداء جيد في عام 1999 ، عندما أطلق سلف مادورو، هوجو تشافيز، "الثورة البوليفارية" الاشتراكية ، حسبما قال تورو هاردي.
وأمر تشافيز بأن تمتلك شركة بتروليوس غالبية الأسهم في حقول النفط ومشاريع النفط الأجنبية المؤممة.
وعندما احتج موظفو الشركة ضد ما اعتبروه تسييسا لها ، قام تشافيز بفصل أكثر من 18 ألفا من موظفيها في عام 2003.
وساهم عدم وجود مهنيين ذوي خبرة، بعد موجة الفصل الجماعية تلك، في انخفاض إنتاج النفط ، الذي تراجع من 3.5 مليون برميل يوميًا في عام 1999 إلى 2.5 مليون برميل يوميًا في عام 2013 ، عندما توفي تشافيز وخلفه مادورو.
وواجه مادورو في بداية فترة رئاسته انهيارا في أسعار النفط. وتركت الأزمة شركة بتروليوس في مثل هذه المواقف المالية الصعبة لدرجة أنها كانت غير قادرة جزئيا على سداد مستحقات مورديها الذين قطعوا خدماتهم ، وفقا للخبير الاقتصادى تورو هاردي.
وقد ساهم رحيل الموردين في انخفاض الإنتاج ، الذي يبلغ الآن نحو 1.4 مليون برميل يومياً ، وفقاً لأرقام منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك".
وكان مادورو قد أعلن عن "ثورة اقتصادية" إذا فاز في الانتخابات ، لكنه لم يعط تفاصيل عن كيفية خططه لإحياء صناعة النفط.
ويرى تورو هاردي أن فنزويلا "استنفدت" نموذج إنتاج النفط التدخلي / أى القائم على تدخل الحكومة / ويدعو السلطات الفنزويلية إلى فتح هذه الصناعة أمام رأس المال الأجنبي الخاص.
واختتم هاردى بقوله إن "هذا سيشمل تغيير الإطار القانوني الذي خلفه تشافيز".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية