السياسية

إيران الملالي .. مشروع جيوسياسي للسيطرة على 3 أرباع نفط العالم

إيران الملالي .. مشروع جيوسياسي للسيطرة على 3 أرباع نفط العالم

إيران الملالي .. مشروع جيوسياسي للسيطرة على 3 أرباع نفط العالم

إيران الملالي .. مشروع جيوسياسي للسيطرة على 3 أرباع نفط العالم

تشهد المنطقة توترا على الصعد كافة، أهمها الصعيد السياسي، إذ تعبث إيران في المنطقة وتحتل عواصم عربية عدة منها صنعاء ودمشق، إضافة إلى ممارسة نفوذها بشكل كبير في كل من بيروت وبغداد، وتختلف أشكال التدخل الإيراني في المنطقة، ويلقى التصعيد الإيراني مجابهة حقيقية وتصديا عربيا تقوده المملكة العربية السعودية، وفي هذه المرة هنالك صراع عربي ـــ فارسي من نوع آخر وهو ثقافي بحت، إذ أعلن رئيس مركز الوثائق والتاريخ الدبلوماسي في وزارة الخارجية الإيرانية عن التعرف على 635 كتابا تخصصيا بمختلف اللغات حول الخليج العربي.
وأضاف رئيس مركز الوثائق بوزارة الخارجية الإيرانية: إنه تم الحصول على 6500 وثيقة باللغة الفارسية من الأرشيف البريطاني وتم لحد الآن كتابة قائمة (الفهرسة) بنحو ألفي وثيقة، إلا أنه ستتم مراجعة 15 ألف وثيقة متعلقة بالخليج (العربي)، وتم إرسال هذه الوثائق إلى جامعة الخليج (العربي) في محافظة بوشهر كي يتم الاحتفاظ بها في مركز وثائق الخليج (العربي) بالجامعة ويستفيد العموم منها، إضافة إلى إنشاء أرشيف إلكتروني في إطار مركز وثائق الخليج (العربي)، علما بأن الخبر من مصدره ينعت الخليج العربي بالفارسي لكن تمت الاستعاضة لتأكيد الحق العربي.
وتسعى المملكة إلى تحويل الصراع من صراع طائفي (سني - شيعي)، إذ إن إيران المستفيد الأول من الصراع الطائفي، الذي يمكنها التدخل في البلاد العربية ويضمن لها وجود التأييد من الداخل العربي، لذلك فإن أول خطوة لتغيير قواعد اللعبة هي تغيير نوع النزاع وتقديم صبغة بديلة لهذا الصراع، إذ يضيق الخناق على إيران ويقلل من حلفائها بالمنطقة.

زمن يعيد نفسه

شهد القرن العباسي الثالث ظهور جماعة البويهيين، وقبل الحديث عنهم لا بد من التعريف بهم، إذ إنهم جماعة ظهروا في الفترة ما بين سنة 334هـ حتى سنة 447هـ، وينحدر بنو بويه من أعالي جبال الديلم ويرجعون في نسبهم إلى ملوك الفرس الساسانية (حسب ادعائهم)، إذ استمدوا اسمهم من أبو شجاع بويه، الذي لمع اسمه أثناء عهد الدولتين السامانية ثم الزيارية، واستطاع ثلاثة من أبنائه الاستيلاء على السلطة في العراق وفارس، وكانوا يرون أنهم يتميزون بعرقيتهم فارسية معتبرين أنفسهم أنقى من باقي البشر، إضافة إلى أنهم يعتقدون بسمو الفرس على العرب.
ويعد البويهيون أول من قاموا بالطمس والتدليس وتغيير الحقائق، إذ عملوا على تحويل الدولة العباسية من السنية إلى الشيعية، كما أنهم من أوائل من وضعوا في الدين الإسلامي، إذ أمروا بإغلاق الأسواق في اليوم الـ10 من المحرم، وعطلوا البيع ونصبوا القباب في الأسواق، وعلقت عليها المسوح وخرجت النساء منتشرات الشعور يلطمن في الأسواق، وأقيمت النائحة على الحسين بن علي، وتكرر ذلك طيلة حكم الديالمة ببغداد، وأصبحت هذه الفعلة تقليدا دينيا عند الجعفرية الإمامية الاثني عشرية.

جهود لمقاومة التفريس

أدركت الحكومات العربية المحاولات الإيرانية المستمرة لتفريس الخليج العربي، فاتخذت خطوات عدة منها، بناء المتاحف والمكتبات المختصة، حتى أقيمت مراكز للتوثيق أهمها مركز الوثائق والمعلومات في السعودية، إضافة إلى لمراكز الوثائق والدراسات في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وغيرها عديد من المراكز التي تواصل الليل بالنهار لحفظ الوثائق والمعلومات التي تؤكد عروبة هذه المنطقة.
وحضرت قضايا التدليس والتزوير وغيرها في الاجتماع الـ27 للأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، إذ أقرت مشروع قانون موحد للوثائق في الخليج العربي لحمايتها، وفي مجال النشر العلمي أقر الاجتماع إصدار كتاب شامل لتاريخ دول مجلس التعاون الخليجي على أن تتولى المراكز الأعضاء إعداد وتسليم الجزء المتعلق بتاريخ دولهم، كما تم التأكيد ضمن توصيات المجتمعين على المراكز بتكليف أحد الباحثين لإعداد مادة علمية للمجلة الوثائقية الخليجية، التي أقرتها الأمانة العامة في دورة سابقة، وإقامة معرض لإصدارات المراكز الأعضاء وإصدار كتيب تعريفي شامل يتضمن معلومات عن كل مركز من المراكز الأعضاء تحت اسم الأمانة العامة.

أوهام فارسية

وفي حديث صحافي لـ"الاقتصادية" مع محمد الزغول رئيس وحدة الدراسات الإيرانية في مركز الإمارات للسياسات في أبوظبي، الذي أكد أن السجالات بين الإيرانيين والعرب حول موضوع عربية أو فارسية الخليج للوهلة الأولى سطحية، فهي في الظاهر تتعلق بنزاع تاريخي حول تسمية لمساحة مائية فقط، لكن ما وراء هذا النقاش يخفي أطماعا توسعية سياسية واقتصادية وجغرافية، ومحاولات احتلال وابتلاع لكيانات سياسية واجتماعية ودول قائمة ومستقلة.
وبين أنه ليس من الممكن تفسير كل هذا الاهتمام الإيراني بملف "تفريس" الخليج العربي بأنه محض خلاف ثقافي حول تسمية، متسائلا لماذا تقوم إيران بتأسيس عشرات مراكز الدراسات المتخصصة في الموضوع، وترعى تأليف مئات الكتب، وآلاف الأبحاث والدراسات، وعشرات الآلاف من مقالات الرأي والتقارير والتحليلات اليومية، إذ إن النظام الإيراني قرر إنشاء جامعة متخصصة في أبحاث الخليج (العربي) أطلق عليها تسميته المزعومة للخليج، كما أنشأ "الحرس الثوري الإيراني"جامعة أخرى متخصصة في الجغرافيا السياسية تعنى بتخريج كبار ضباط "الحرس الثوري"، ومنتسبي "قوات التعبئة العامة" (البسيج) في تخصصات متقدمة في الجغرافيا السياسية، وتطبيق ما يتعلمونه على ملف الخليج العربي وفق متطلبات المشروع الجيوسياسي الإيراني الكبير "جيوبوليتيك الشيعة"، واللافت أن خريجي قسم الجغرافيا السياسية في جامعة "خاتم الأنبياء" التابعة لـ "الحرس الثوري" هم من يقودون اليوم القوات المسلحة الإيرانية بمختلف فروعها، وعلى رأسهم محمد باقري رئيس هيئة الأركان المشتركة، وهو حاصل على درجة الدكتوراه في الجغرافيا السياسية.
وأوضح أنه لم يقتصر المشروع الجيوسياسي الإيراني في الخليج العربي، الذي يطبق بدعاوى ظاهرها ثقافية وتاريخية ضمن محاولات "تفريس" الخليج على الأطماع الإيرانية في ثروات الخليج من نفط وغاز وثروات سمكية وطبيعية أخرى تأخذ إيران فيها حصتها وفق الأعراف والقوانين الدولية باعتبارها دولة مشاطئة، وتطمع في حصة غيرها من الدول العربية السبع الأخرى على الضفة المقابلة للخليج، بل تتعدى أطماع الجار الفارسي ذاك إلى محاولات احتلال الجزر العربية، كما في الحالة الإماراتية، والاحتلال الغاشم للجزر الإماراتية الثلاث؛ طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى. ولم تنس المنطقة بعد، المحاولات الإيرانية في عهد الشاه لابتلاع دولة عربية كاملة، هي مملكة البحرين الشقيقة.
واختتم حديثه بأن الأوهام الفارسية البائسة لم تقف عند هذا الحد، إذ هناك من يجادل في طهران بأن مشروع إيران الجيوسياسي يجب أن يبقي التركيز على البعد الدولي أيضا، من خلال أوهام ومزاعم إمكانية فرض السيطرة على ثلاثة أرباع نفط العالم، وبالتالي وهم التحول إلى إمبراطورية اقتصادية وعسكرية مهيمنة في العالم يسيطر على عقلية القيادة الإيرانية.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من السياسية