ثقافة وفنون

المجلة العربية .. وصية الفيصل ومكسب الأمة

المجلة العربية .. وصية الفيصل ومكسب الأمة

المجلة العربية .. وصية الفيصل ومكسب الأمة

منتصف السبيعينات الميلادية كان الوسط الثقافي والاجتماعي العربي على موعد مع أمر سام أقره الملك فيصل بن عبدالعزيز يوجه بتأسيس مجلة شهرية ثقافية مصورة. وحين يقال في ذلك الوقت - المزهوّ للتو بانتشار الصور الملونة ـ إن المجلة المقبلة ثقافية مصورة؛ فهذا يحمل بين طياته كثيرا من العمل والجهد الذي لا يخل بالضرورة من تحد قد لا يدرك طبيعته الجسورة من يعيشون اليوم ترف صور وسائل التواصل المتحركة والمتنوعة وسرعات الإنترنت العالية.
ورغم مقتل الملك فيصل بن عبدالعزيز قبل صدور العدد الأول، إلا أن أخاه الملك خالد بن عبدالعزيز أصر على تنفيذ توجيه الفيصل وعده بمستوى الوصية التي يجب تنفيذها ليصدر العدد الأول من المجلة العربية، حاملا على غلافه صورة الملك الراحل فيصل وملمحين شامخين من الحرمين الشريفين إيذانا بتدشين العمل الثقافي السعودي المصور عربيا وإسلاميا وفقا لمعايير وسطية ثابتة ومعتدلة حملتها المجلة الوليدة نبراسا، تهتدي به في تحريرها الأدبي وإخراجها الفني منذ تأسيسها وحتى اليوم الذي تحتفي فيه الأوساط الأدبية والثقافية بعددها الـ 500.
أكثر من 40 عاما والمجلة العربية ليست حكرا على ثقافة أو آداب بلد المنشأ بل امتداد لثقافة عربية وإسلامية واسعة تماشيا مع رسالة السلام والإخاء التي يحملها وطن الحرمين الشريفين بثقله الروحي والسياسي وما يمثله بالنسبة لكثير من قراء المشرق والمغرب على حد سواء. لتفتح أعمدة المجلة وزواياها أبوابها لكتاب وصحافيين عرب واعدين وآخرين معروفين حملوا على عواتقهم جنبا إلى جنب مع أشقائهم السعوديين لواء التنوير والتثقيف على أكمل وأتم وجه.
تثقيف لم تقف المادة يوما في وجهه بدعم ورعاية من وزارة الثقافة والإعلام. كما لم يعان يوما نقصا في الكوادر البشرية المؤهلة للقيادة والإبداع. ما جعلها من المجلات النخبوية المنافسة على المستويين العربي والإسلامي. ورصيدا ثمينا يضاف للقوة الناعمة السعودية العازمة دوما على التأثير الإيجابي النافع والمعتدل في محيطيها الإقليمي والعالمي.
قوة ناعمة سعودية تعاقَب على قيادتها وإدارتها نخب سعودية عرفت بثرائها المعرفي وباعتدالها الموقفي. منذ إطلاقها بإشراف المؤسس الأديب الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ، ورئاسة تحرير رجل السياسة والثقافة الدكتور منير العجلاني وصولا إلى رئيس تحريرها وعراب صورتها الجديدة محمد السيف، تشهد المجلة الثقافية المصورة العريقة تحت إدارته وبمعونة شباب سعودي ملهَم وملهِم نقلة نوعية على مستوى التحرير الثقافي والإخراج الفني والحضور التقني ما يتماشى ومجريات عصر الصورة الجديد.
وتبقى المجلة العربية الزاخرة بسير الفضلاء العطرة وكتاباتهم الأثيرة، أدبا وفنا واجتماعا، مكسبا أمميا وحضاريا يروي قصة عمل جماعي وإرثا جمعيا تزهى به ذاكرة الوطن، كما تزهى وتفخر دوما بوعائه الحافظ والمحافظ على مر عقود.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون