الطاقة- النفط

«نورث ستريم 2» .. خط أنابيب روسي مثير للجدل ينطلق في المياه الألمانية

«نورث ستريم 2» .. خط أنابيب روسي مثير للجدل ينطلق في المياه الألمانية

بدأت الأشغال التمهيدية لإقامة القسم البحري من خط الأنابيب الروسي "نورث ستريم2" في ألمانيا، وفق ما أعلنت، أمس، مجموعة الشركات التي تقودها شركة غازبروم الروسية العملاقة، وذلك قبل أيام من زيارة المستشارة الألمانية لروسيا.
وبحسب "الفرنسية"، قالت المجموعة في بيان "بدأت الأشغال التمهيدية البحرية لـ"نورث ستريم2 ايه جي" بهدف إتاحة تركيز خطوط أنابيب في خليج غريفسوالد" جنوب بحر البلطيق لاحقا".
وأضاف البيان "أن جميع الأشغال الجارية يتم تنفيذها بناء على مصادقة "السلطات الألمانية" على مشاريع البناء والاستغلال لخط الغاز نورث ستريم2 في المياه الإقليمية الألمانية".
كما بدأت الأشغال التمهيدية في فنلندا اثر مصادقة السلطات الفنلندية، وفق البيان. ويهدف خط نورث ستريم 2 إلى مضاعفة قدرات "نورث ستريم1" بحلول 2019، بما يتيح وصول مزيد من كميات الغاز الروسي مباشرة إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق وبالتالي بدون المرور بأوكرانيا.
وتعارض عدة دول أولها بولندا، المشروع الذي سيؤدي إلى تقليص عبور الغاز الروسي عبر أوكرانيا، منددة ببعده السياسي.
لكن "غازبروم" تبرر إقامة خط الأنابيب الجديد بالنمو المتوقع للطلب الأوروبي على الغاز الروسي في السنوات المقبلة.
ووجهت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ضربة للمشروع في نيسان (أبريل) الماضي بمطالبتها باستمرار دور أوكرانيا في توزيع الغاز الروسي عبر أوروبا.
وأكدت "غازبروم" حينها استعدادها لإبقاء عبور الغاز المتجه إلى أوروبا عبر أوكرانيا، لكن بحجم أقل وشرط توافر عقد مجزٍ، وهو ما رفضته كييف على الفور.
وتزور ميركل بعد غد سوتشي جنوب روسيا حيث من المقرر أن تتباحث مع بوتين خصوصا بشأن هذا الملف الذي يثير انقسام الأوروبيين.

ويسعى بيتر ألتماير وزير الاقتصاد الألماني إلى التوصل لاتفاق بين أوكرانيا وروسيا في الخلاف حول مشروع خط أنابيب الغاز المثير للجدل "نورد ستريم 2".
ووفقا لـ"الألمانية"، فإن ألتماير قال في كييف، أمس الأول، إنه يتعين العثور على حل يراعي مصالح جميع الأطراف، مؤكدا أن بلاده تأخذ مسؤوليتها تجاه أوكرانيا على محمل الجد.
ومن جانبه، ذكر فلاديمير جرويسمان رئيس الوزراء الأوكراني أن ألمانيا شريك وصديق مهم لأوكرانيا، مبينا أن الدعم في هذه القضية ثمين للغاية.
يشار إلى أن خط أنابيب "نورد ستريم 2" من شأنه نقل الغاز الطبيعي الروسي عبر بحر البلطيق إلى وسط أوروبا وغربها.
وتتخوف أوكرانيا من تراجع أهميتها بصفتها دولة عبور للغاز الطبيعي بالنسبة لروسيا. وتعد أيضا رسوم العبور للغاز الروسي مصدرا مهما للدخل بالنسبة لأوكرانيا ودول أخرى بشرق أوروبا.
ويحذر منتقدون للمشروع في الاتحاد الأوروبي من حدوث اعتماد كبير على التوريدات الروسية.
وناشدت أوساط اقتصادية ألمانية الحكومة الاتحادية، بالقيام بدور وساطة بين أوكرانيا وروسيا في مشروع خط أنابيب بحر البلطيق "نورد ستريم 2".
وقال ميشائل هارمس المدير التنفيذي للجنة المعنية بالاقتصاد الألماني في شرق أوروبا "يمكن للحكومة الألمانية القيام بالوساطة؛ لأن ألمانيا والاقتصاد الألماني يؤديان دورا مهما في المشروع".
ويسعى وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير للترويج خلال مباحثات في أوكرانيا وروسيا إلى إرساء "مبدأ شامل لسياسة الطاقة".
وصرح ألتماير، في برلين قبل التوجه إلى العاصمة الأوكرانية كييف، "هدف هذه الرحلة هو توضيح قضايا اقتصادية بالنظر إلى الطاقة والاقتصاد في ظل وضع دولي محتدم وصعب".
وأوضح هارمس أن الأمر يتعلق خلال المفاوضات بين شركة الغاز الروسية "جاز بروم" والشركة الأوكرانية "نفتوجاز" بصفة خاصة بنطاق عبور الغاز عبر أوكرانيا.
وقال، "هناك اتفاق على أنه سيكون هناك احتياج لشبكة العبور الأوكرانية؛ لأن متطلبات الاستيراد في الاتحاد الأوروبي تزداد ولأن "نورد ستوريم2" لن يكون متاحا لسنوات بكامل طاقته".
من جانبها، انتقدت أنالنه باربوك رئيسة حزب الخضر الألماني مشروع خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2"، مشيرة إلى أنه يفشل سياسة العقوبات الخاصة بالاتحاد الأوروبي بعد "الاحتلال الروسي غير الشرعي لشبه جزيرة القرم" حسب قولها.
وقالت في تصريحات خاصة لصحيفة "فيلت أم زونتاج" الألمانية، "سيتم تشغيل المشروع لأسباب متعلقة بالسياسة الاقتصادية فقط، ولكنه يعارض جميع المطالب من ناحية السياسة الأوروبية".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط