الطاقة- النفط

النفط يلامس 80 دولارا للبرميل .. عند أعلى مستوى في 42 شهرا

النفط يلامس 80 دولارا للبرميل .. عند أعلى مستوى في 42 شهرا

ارتفعت أسعار النفط أمس، إلى أعلى مستوى لها في ثلاث سنوات ونصف السنة، بدعم من شح المعروض وعقوبات أمريكية محتملة ضد إيران من المرجح أن تعطل صادرات النفط الخام من أحد أكبر المنتجين في الشرق الأوسط.
ووفقا لـ"رويترز"، فإن خام القياس العالمي برنت بلغ 79.02 دولار للبرميل، خلال تعاملات أمس، مرتفعا 79 سنتا، وهو أعلى مستوى منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2014.
وارتفع برنت 70 سنتا إلى 78.93 دولار للبرميل، بحلول الساعة 09:55 بتوقيت جرينتش وارتفع الخام الأمريكي الخفيف 40 سنتا إلى 71.36 دولار للبرميل، وهو أيضا قرب أعلى مستوياته منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2014.
وارتفعت أسعار النفط العالمية أكثر من 70 في المائة على مدى العام المنصرم بسبب الزيادة الحادة في الطلب وتخفيضات الإنتاج التي تنفذها منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" بقيادة السعودية مع منتجين رئيسين آخرين من بينهم روسيا.
وأعلنت الولايات المتحدة أنها ستفرض عقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي، ما زاد المخاوف من أن تواجه الأسواق نقصا في وقت لاحق هذا العام عندما تدخل القيود التجارية حيز التنفيذ.
وقال وليام أولوخلين المحلل الاستثماري لدى ريفكين للأوراق المالية "التزام السعودية وباقي أعضاء أوبك بتخفيضات الإنتاج عامل رئيس في دعم السعر في اللحظة الحالية، إضافة إلى احتمال انخفاض الواردات من إيران بسبب العقوبات". ويرتفع الطلب العالمي بشكل حاد.
وأظهرت بيانات أمس، ارتفاع معدلات تشغيل مصافي التكرير في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، 12 في المائة في نيسان (أبريل) مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، إلى 12.06 مليون برميل يوميا، في ثاني أعلى مستوى مسجل على أساس يومي.
وأنهى شح المعروض في الأسواق تراكم الإمدادات العالمية التي خفضت أسعار النفط بين نهاية 2014 وبداية 2017.
وأظهرت بيانات لـ"أوبك" نشرت أمس الأول، أن مخزونات النفط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية انخفضت في آذار (مارس) الماضي، إلى تسعة ملايين برميل يوميا فوق متوسط خمس سنوات، انخفاضا من 340 مليون فوق ذلك المتوسط في كانون الثاني (يناير) 2017.
وأسعار الخام الأمريكي منخفضة بشكل حاد عن برنت بسبب الارتفاع الكبير في إنتاج النفط في الولايات المتحدة إلى 10.7 مليون برميل يوميا، ما يجعل السوق الأمريكية تتلقى إمدادات جيدة.
وتوقعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أمس الأول، ارتفاع إنتاج النفط الصخري الأمريكي نحو 145 ألف برميل يوميا إلى 7.18 مليون برميل في حزيران (يونيو) المقبل.
ومن المتوقع أن يرتفع إنتاج حوض برميان، أكبر رقعة نفط أمريكية، بمقدار 78 ألف برميل يوميا إلى مستوى قياسي جديد يبلغ 3.28 مليون برميل يوميا.
إلى ذلك، أكد تقرير "وورلد أويل" الدولي، أن منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" تمتلك بالفعل طاقة إنتاجية احتياطية كافية لضبط إيقاع أسواق النفط، وتعويض أي انخفاضات طارئة في المعروض النفطي جراء العوامل الجيوسياسية.
وأشار إلى أن فرض الولايات المتحدة عقوبات على إيران ليس أمرا جديدا وسبق أن تعاملت معه "أوبك" على نحو جيد، حيث توجد مبالغة في الحديث عن تأثيراته في السوق.
ونقل التقرير عن وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمنظمة "أوبك" في العام الجاري تأكيده الشديد على أن السعودية والكويت والإمارات لديها القدرة الكافية لتعويض أي خلل في السوق وبما يكفل استقرار وتوازن الأسواق.
وسلط التقرير الضوء على تأكيد المزروعي بشكل قاطع أنه لا يوجد قلق بشأن المعروض النفطي بفضل مخزونات "أوبك" وقدرتها المرنة على التكيف مع ظروف السوق والتعامل معها على النحو الأمثل مهما تطورت الأزمة الأمريكية - الإيرانية.
وقال التقرير الدولي إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الأسبوع الماضي ببدء خطط الانسحاب من الاتفاقية النووية الإيرانية وإعادة فرض العقوبات الأمريكية على ثالث أكبر منتج في "أوبك" جاء في وقت دقيق وفرض مزيدا من التحديات على جهود "أوبك" وروسيا وبقية المورّدين المتحالفين الذين نجحوا في جهودهم لخفض الإنتاج من أجل تصريف وفرة الإمدادات العالمية.
ودفع التقرير باحتمال أن يغير المنتجون وجهتهم في خفض الإنتاج حتى نهاية العام الجاري وذلك في أعقاب قرار ترمب، مشيرا إلى أن الصورة ستتضح في اجتماع المنتجين المقبل في حزيران (يونيو) المقبل في فيينا، لافتا إلى أنه من غير الواضح ما هو الحجم الدقيق لتقييد مبيعات النفط الإيرانية وفقا للتوجهات الأمريكية الجديدة ولكن معظم المحللين يتوقعون حدوث انخفاض مؤثر.
ولفت التقرير إلى أن الأنظار في السوق تترقب اجتماع المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، مع نظيره الروسي ألكسندر نوفاك ضمن أعمال منتدى سان بطرسبورج الاقتصادي الدولي يوم 24 أيار (مايو) الجاري الذي سيناقش الخروج الأمريكي من الاتفاق الإيراني بمزيد من التفصيل، حيث سيحدد طريقة تعامل المنتجين الكبيرين مع تداعيات القرار الأمريكي.
وأشار التقرير إلى التمسك السعودي - الروسي بدعم الجهود المبذولة لخفض الإنتاج وتعزيز أسعار النفط الخام، مبينا أن شركة روسنفت العملاقة وهي أكبر منتج للنفط في روسيا يمكن أن تعزز الإنتاج بأكثر من 100 ألف برميل يوميا.
وأبرز التقرير تأكيد بوب دادلي الرئيس التنفيذي لشركة بريتيش بتروليوم أن فرض عقوبات أمريكية متجددة على إيران قد يؤدي إلى خروج مليون برميل يوميا من السوق، مشيرا إلى أن هناك كثيرا من حالة عدم اليقين في السوق في المرحلة الراهنة.
وفي هذا الإطار، قال لـ"الاقتصادية"، جوران جيراس مساعد مدير بنك " زد أيه إف " في كرواتيا، إن اللقاء المقبل للمنتجين في حزيران (يونيو) يأتي في ظل تحديات واسعة تواجهها السوق، ومخاوف انتشرت بشأن أمن المعروض النفطي في ضوء انخفاضات حادة في عدد من الدول المنتجة مثل فنزويلا وإيران وأنجولا، وانقطاعات تحدث بين الحين والآخر في ليبيا ونيجيريا وغيرهما.
وأشار إلى أن عودة العقوبات الاقتصادية على إيران سيكون لها تأثيرات في سوق النفط ولكن "أوبك" تعودت على التعامل الجيد مع الأزمات وتجاوز تداعيات الدورات الصعبة.
وذكر أن الاجتماع المقبل – بحسب مسئولي "أوبك" – سيحدد المستوى المناسب للمخزونات خاصة في ضوء بيانات عن انتهاء الفائض السابق وتوقع انخفاض المخزونات خلال الشهرين المقبلين عن المستوى المتوسط في خمس سنوات.
من جانبه، أكد لـ"الاقتصادية"، رينهولد جوتير مدير قطاع النفط والغاز في شركة سيمنس العالمية، أن الأسعار تواصل مسيرة الارتفاعات حيث يدور خام برنت حول مستوى 78 دولارا للبرميل وذلك بدعم من بيانات لمنظمة "أوبك" تؤكد تجاوز حالة وفرة المعروض السابقة إلى جانب تأثير العوامل الجيوسياسية في السوق.
وذكر أن المنتجين في "أوبك" وحلفائهم من المنتجين المستقلين خفضوا الإنتاج بشكل يفوق المستويات المستهدفة، ما أثار بعض القلق في السوق حول مستقبل المعروض النفطي في ضوء نمو قوي ومتسارع في مستويات الطلب على النفط.
من ناحيتها، قالت لـ"الاقتصادية" الدكتورة ناجندا كومندانتوفا كبير الباحثين في المعهد الدولي لتطبيقات الطاقة، إن أسعار النفط الخام تسجل حاليا مستوى قياسيا هو الأعلى في أربع سنوات خاصة بعد صدور بيانات أخيرة عن "أوبك" تؤكد انتهاء وفرة المعروض والتخلص من فائض المخزونات.
وأشارت إلى أنه وفق المعطيات الراهنة فإن "أوبك" وحلفاءها لن يتعجلوا في الخروج من صفقة خفض الإنتاج، خاصة أن الأعين تتجه صوب عدد من الأهداف المهمة والحيوية للسوق ومنها إنعاش الاستثمارات طويلة الأجل في مشروعات المنبع التي تحتاج إلى المزيد من المستويات السعرية المرتفعة.
وتراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 74.22 دولار للبرميل أمس الأول، مقابل 74.42 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني انخفاض له على التوالي، كما أن السلة كسبت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 72.45 دولار للبرميل.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط