الطاقة- النفط

الطريق ممهدة أمام مزيد من الارتفاعات في أسعار النفط

 الطريق ممهدة أمام مزيد من الارتفاعات في أسعار النفط

قال تقرير "أويل برايس" الدولي، "إن الطريق إلى مزيد من الارتفاعات في أسعار النفط الخام بات واضحًا إلى حد كبير، لكن ليس حتميا كما يتصور البعض".
وأفاد التقرير بأن هناك كثيرا من الأسباب التي تجعل سوق النفط تواجه تحديات ومخاطر متزايدة، ما يعزز بقاء أسعار النفط الخام عند أعلى مستوياتها منذ عام 2014، مشيرا إلى أن إنتاج فنزويلا النفطي يتهاوى بشكل سريع ويمكن أن ينخفض بشكل أسرع في الفترة المقبلة، بسبب ارتفاع المديونية والأزمة السياسية والعقوبات الأمريكية.
ولفت التقرير إلى أن المحفز الأكثر وضوحا في السوق خلال الأسبوع الماضي كان انسحاب الولايات المتحدة من الصفقة النووية الإيرانية، ما أدى إلى تعرض جزء كبير من الصادرات الإيرانية من النفط الخام إلى الخطر.
وبين التقرير أن الحفاظ على أساسيات سوق جيدة وتوازن العرض والطلب بشكل مستقر أصبح أمرا يمثل صعوبة وتحديا كبيرا خاصة بالنسبة إلى المنتجين، حيث من المتوقع أن يتفوق الطلب على العرض على مدار الشهور المتبقية من العام الجاري، إلى جانب توقع هبوط المخزونات العالمية دون متوسط السنوات الخمس.
وفي سياق متصل، استهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على تسجيل تراجع بفعل النشاط المحموم لأنشطة الحفر الأمريكية التي تبشر باستمرار اتساع الإمدادات الأمريكية وتقلل المخاوف نسبيا من تفوق الطلب على العرض.
وتواصل منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" بالتعاون مع حلفائها المستقلين، عملية إحكام السوق وتضييق المعروض النفطي بنسب امتثال مرتفعة على الرغم من التراجعات الحادة في إنتاج فنزويلا المتوقعة في إيران، بينما يحاول الاتحاد الأوروبي وقف العقوبات على طهران وإنقاذ الاتفاق النووي بعد الانسحاب الأمريكي.
وفي هذا الإطار، قال لـ "الاقتصادية"، دان بوسكا كبير الباحثين في بنك يوني كريديت البريطاني، "إن أسعار النفط الخام تمضي قدما وبخطوات متسارعة على طريق تحقيق مزيد من المكاسب والصعود المتصل، وإن تخلل الأمر بعض التوقف والتعثر بسبب عوامل طارئة". وأشار إلى أن الإنتاج الأمريكي الوفير يحقق بعض التوازن مع الانخفاضات الحادة في إنتاج المنتجين التقليديين، لكنه في الوقت نفسه يواجه صعوبات قد تحول دون تحقيقه نفس مستوى النمو الحالي لفترة طويلة خاصة ما يتعلق باختناقات خطوط الأنابيب.
وأوضح أن الصعوبات التي تحد من حفاظ الإنتاج الأمريكي على وفرة الإمدادات هي التي جعلت مصارف دولية تتوقع استمرار صعود الأسعار حتى إن بنك أوف أمريكا ميريل لينش ذهب إلى توقعات بأن يصل سعر البرميل إلى 100 دولار خلال العام المقبل 2019.
من جانبه، أكد لـ "الاقتصادية"، روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، أن سوق النفط الخام أصبحت أكثر إحكاما وتشديدا بفعل اتفاق تخفيض الإنتاج بين "أوبك" وحلفائها إلى جانب الأزمات الإنتاجية والاقتصادية في إيران وفنزويلا وأنجولا وغيرها من الدول المنتجة، لافتا إلى أن مستوى الإمدادات الحالية غير مواكب للنمو السريع في مستويات الطلب حاليا ومستقبلا.
وأفاد بأنه لا يمكن التنبؤ بدقة بتطورات وضع السوق النفطية، لافتا إلى أن حمى صعود الأسعار قد تهدأ نسبيا إذا تم التوصل إلى تسوية للأزمة الإيرانية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ما قد يؤدي إلى تقلص المخاوف من تراجع الإمدادات النفطية من إيران.
من ناحيته، قال لـ "الاقتصادية"، ماركوس كروج كبير محللى شركة إيه كنترول لأبحاث النفط والغاز، "إن صناعة النفط والغاز تعيش بالفعل أجواء إيجابية في المرحلة الراهنة بسبب الصعود المستمر في الأسعار، وتوقع تسجيل مستويات أعلى في النصف الثاني من العام الجاري وفي العام المقبل".
ولفت إلى أن مشروعات المنبع ما زالت حذرة في التعامل مع التغيرات الحالية في الأسعار وفي ظروف السوق، حيث إن تجربة تهاوي الأسعار في النصف الثاني من عام 2014 ما زالت ماثلة في الأذهان، لذا اختار المستثمرون التمسك بسياسات خفض تكاليف الإنتاج ورفع مستويات الكفاءة والاعتماد على التقنيات المتطورة، مبينا أن الإقبال على المشروعات طويلة الأجل ما زال بطيئا على الرغم من قوة الطلب ونتيجة للمخاوف من تقلبات السوق.
من جهتها أكدت وكالة الطاقة الدولية، أن إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة أصبح حاليا هو العامل الوحيد الذي يبقي الأسعار تحت السيطرة ويحد من ارتفاعات مفرطة وقياسية، بينما تدفع عوامل السوق والعوامل الجيوسياسية حاليا في اتجاه مستويات قياسية جديدة من الارتفاع.
وأوضح تقرير للوكالة الدولية، أن الإنتاج الأمريكي أضاف أكثر من مليون برميل يوميا منذ أيلول (سبتمبر) الماضي، لافتا إلى أن التقديرات تظهر أن الإنتاج الصخري الأمريكي سيرتفع إلى 11.9 مليون برميل يوميا في عام 2019.
ورجح أن ينهى العام المقبل عند مستوى أكثر من 12 مليون برميل يوميا مقارنة بمستوى 10.5 مليون برميل يوميا سجله في الشهر الماضي، مبينا أن السوق ستشهد ضخ 1.5 مليون برميل إضافية إلى المعروض النفطي خلال الـ 18 شهرا المقبلة.
وفيما يخص الأسعار، نزلت أسعار النفط عن أعلى مستوياتها في عدة أعوام الذي سجلته الأسبوع الماضي في ظل ارتفاع مستمر في أنشطة الحفر الأمريكية، ما ينبئ بزيادة الإنتاج بينما ظهرت مقاومة في أوروبا وآسيا للعقوبات الأمريكية علي إيران المصدر الكبير للنفط.
وسجل برنت 76.79 دولار للبرميل عند الساعة 0648 بتوقيت جرينتش بانخفاض 33 سنتا بما يعادل 0.4 في المائة عن آخر تسوية.
وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 70.44 دولار للبرميل بانخفاض 26 سنتا أو 0.3 في المائة.
وفي الأسبوع الماضي سجل برنت وخام خرب تكساس أعلى مستوياتهما منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2014 عند 78 دولارا و71.89 دولار على الترتيب مع توقع الأسواق انخفاض الصادرات النفطية الإيرانية كثيرا مع بدء ظهور تأثير العقوبات الأمريكية في وقت لاحق من العام.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط