Author

السعودية .. تاريخ من المواقف المشرفة

|

منذ القدم والسعودية تتعرض للمخاطر بسبب مواقفها القوية من القضايا العربية والإسلامية ونصرتها للأشقاء والأصدقاء وكل من يجمعها بهم رباط الدم والعقيدة، وما صواريخ عصابة الحوثي التي يتم التصدي لها في سماء الكثير من المدن السعودية إلا امتداد لمواقفها تلك.
كان باستطاعة السعودية التعايش مع المحيط، مهما كان الخطر الذي يقع عليه، وأن تسعى إلى توافقات تحقق مصالحها مع أي طرف منتصر، ولكنها لم تفكر في ذلك في يوم، فنصرة الشعوب المستضعفة كان ديدن سياسة المملكة منذ تأسيسها على يد ــ المغفور له بإذن الله ــ الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - والمحافظة على استقرار دول الجوار وكل الدول العربية والإسلامية هو الغاية التي لا تحيد أو تتوقف عنها مهما كانت الضغوط والمخاطر.
نصرت اليمن ضد المد الناصري، وعندما تعرضت مصر للخطر في عهد الرئيس المصري جمال عبد الناصر، وبعد هزيمة 67، تناست كل التهديدات التي سعى لها جمال في تلك الفترة، وكان لها اليد الطولى في دعم مصر في قمة الخرطوم التي أعقبت حرب 67 مع إسرائيل بشهادة الرئيس المصري الراحل أنور السادات في مذكراته عندما قال: كان جمال وهو يغادر إلى الخرطوم لحضور القمة العربية يعتقد أنه سيقابل بالشماتة من السعوديين الذين ناصبهم العداء لسنوات، ولكنه وجد العكس وذهل من الموقف السعودي القوي نصرة مصر العروبة ضد الخطر الذي أحدق بها.
وفي حرب 73، كان الموقف السعودي قويا، ووقفت في وجه أكبر حليف لها ألا وهي الولايات المتحدة الأمريكية، عندما استخدمت السعودية سلاح النفط ضد كل من يقدم العون لإسرائيل ضد مصر، ولم تكترث بمصالحها مع الدول الكبرى وكان أمن مصر واستقرارها ونصرتها أولوية لم تحد عنها، ولم تغيرها الضغوط الدولية أو المخاطر التي قد تحدق بها.
أيضا كلنا يتذكر موقف الملك فهد ــ رحمه الله ــ في أزمة الغزو العراقي للكويت، وكيف وقفت السعودية حكومة وشعبا مع الأشقاء الكويتيين وخسرت الكثير من الحلفاء ومن نحسبهم أصدقاء، وقدمت مصلحة الكويت وشعبها على مصالحها وفتحت أجواءها وقواعدها لقوات الحلفاء، وقدمت المال والدم والكثير من الشهداء من أبنائها من أجل عودة شعب وحكومة الكويت إلى بلادهم.
ولم نصرة السعودية للأشقاء هنا، فمواقفها القوية في القضية الفلسطينية وأفغانستان والبحرين والبوسنة والهرسك، وفي كل أرض عربية وإسلامية تتعرض للمخاطر راسخة في التاريخ ولا يمكن أن يزعزعها من أذهان الشرفاء أقلام الخونة والحاقدين، وهي من جعلت الشعوب العربية والإسلامية ترى في السعودية عمقها الاستراتيجي وحصنها المنيع وحضنها الدافئ.

إنشرها