default Author

«الضرائب» والتغيير الاجتماعي

|


صحيح أن هناك عديدا من الأسباب الاقتصادية لفرض الضرائب على سلعة ما أو خدمة، ولكن بالنظر إلى أنواع الضرائب التي فرضت قديما وحديثا، نجد أنها وبشكل ما أسهمت في تقليل الهدر وتغيير بعض العادات الاجتماعية، ليس هذا فقط، بل غيرت في نوعية اللباس والشكل العام للأشخاص. وبجولة على أغرب أنواع الضرائب التي فرضت حول العالم قديما، ستلاحظون أن أغلبها كان للإنجليز، نظرا للترف ونوع السكن واللباس الذي كانوا يرتدونه!
ففي عام 1784، فرضت ضريبة القبعات إحدى أغرب أنواع الضرائب في التاريخ، ما دفع الناس إلى ترك ارتدائها، ولكن الحكومة لم تتركهم، ففرضت ضريبة على أي شيء يغطي الرأس حتى إن كان شعرا مستعارا. وبعدها بعشر سنوات فرضت الحكومة البريطانية ضريبة على المساحيق التي تبقي الشعر المستعار الذي كان شائع الاستخدام أبيض اللون وذا رائحة منعشة. هذه الضريبة جعلت الناس يتخلون عن مساحيق الشعر المستعار، ما جعل الشعر المستعار يبدو مزريا، وفي النهاية تخلوا عن ارتدائه تماما!
أما في ولاية تكساس، التي تميزت بزي سكانها من أحزمة مزخرفة وأحذية وقبعات رعاة البقر، رأت الولاية أن تحد منه ففرضت ضريبة على أبازيم الحزام الضخمة، ومعدات راعي البقر الأخرى. وفق قانون ولاية تكساس، فإن حزام راعي البقر يعد ملحقا بالملابس وليس قطعة أساسية!
في القرن الثامن عشر، احتاجت بريطانيا العظمى إلى البحث عن طريقة يمكن عبرها جمع الضريبة من الناس عبر إثقال كاهل الطبقة الثرية دون الفقراء، ففرضت ما يعرف باسم "ضريبة على نوافذ المنازل"، لأن الأغنياء هم من كانوا يقطنون البيوت الكبيرة ذات النوافذ، ولكن بعد أن سكن الفقراء منازل كبيرة، بدأت الاحتجاجات، ما اضطر الحكومة إلى إلغائها منتصف القرن الثامن عشر!
ولم تقتصر المسألة على النوافذ، بل تعدتها إلى ورق الجدران المزخرف، الذي كان يتباهى به الأغنياء، ليتم التحايل على هذه الضريبة بشراء ورق جدران "سادة" ومن ثم الرسم عليه!
وكي يجبر القيصر الروسي "بطرس الأكبر" شعبه على التمدن ومواكبة الأوروبيين، فرض ضرائب على اللحى، وكي يحتفظ الرجل بلحيته بموجب القانون، كان عليه أن يدفع ضريبة قدرها 100 روبل. لذلك، انتشرت في تلك الفترة ظاهرة الرجال حليقي الذقن، وأصبح مشهدا شائعا للغاية. أما أغرب ضريبة قد تسمع بها، فهي فرض عديد من الدول الأوروبية ضريبة على الغازات الصادرة من الماشية ـــ أجلكم الله ـــ بعد أن توصلت الدراسات إلى أن غاز الميثان الصادر من الماشية يشكل نحو 18 في المائة من غازات الدفيئة في أوروبا. وتتحمل الدنمارك القدر الأكبر من هذه الضريبة، حيث تصل قيمتها إلى 110 دولارات على كل بقرة تصدر الغاز!

إنشرها