Author

صفارة الإنذار

|

 

في تسعينيات القرن الماضي، ومع بدء عملية تحرير الكويت من العدوان العراقي، انطلقت صفارات الإنذار في عدد من مناطق المملكة، وظهر وقتها المذيع سليمان العيسى ـــ يرحمه الله ـــ عبر شاشة التلفزيون، مقدما سلسلة نصائح خاصة بالسلامة، لتفادي صواريخ سكود التي واجهتها صواريخ باتريوت وأبطلت تأثيرها.

بالأمس، انطلقت صفارات الإنذار في الرياض، لتعيد تنشيط ذاكرة ذلك الجيل، الذي كان قد تعود على صفارات الإنذار، وكان ينطلق صوب الأماكن التي تم فيها التصدي للصواريخ للفرجة عليها.
تحررت الكويت، وغاب شبح تلك الصواريخ، لكن ذاكرة حرب تحرير الكويت التي خاضتها المملكة ببسالة، واستضافت بلادنا خلالها جيوشا من أمريكا وكثير من دول العالم، بقيت في أذهان الأوفياء.
كان تحرير الكويت، أحد القرارات الشجاعة التي أخذتها المملكة وتحملت كثيرا من الأعباء الاقتصادية والسياسية بسببه. من المؤسف، أن أطفالا لم يعاصروا هذه التحديات، لا يعرفون عن تضحيات المملكة. لكن هذه المواقف النبيلة، تكررت جيلا بعد جيل. ومثلما أخذ الملك فهد يرحمه الله بجسارة قرار تحرير الكويت، قرر الملك عبد الله ـــ يرحمه الله ـــ أن يتصدى للمحاولات الإيرانية التي كانت تستهدف تهديد أمن واستقرار البحرين. وكانت المملكة وبقية دول الخليج عند حسن الظن، إذ سارعت قوات درع الجزيرة لمواجهة هذا التدخل الإيراني الغاشم. وعلى المسار نفسه، كانت المملكة عند حسن الظن، عندما استغاثت بها الشرعية اليمنية إثر التغول الذي مارسته الميليشيا الحوثية بتحريض ودعم من إيران، فأخذ الملك سلمان بن عبد العزيز، يحفظه الله، قراره التاريخي بالتصدي لهذه التجاوزات، وكانت عاصفة الحزم مظلة تحالف عربي قادته المملكة انتصارا لعروبة اليمن وشرعيته.
كانت صفارات الإنذار التي انطلقت بالأمس مجرد تجربة أعلنت عنها المديرية العامة للدفاع المدني مسبقا. لكنها أعادت للذاكرة التضحيات التي بذلتها المملكة من أجل أشقائها. هذه حقائق لا يتجاهلها سوى ناكر جميل.
حفظ الله المملكة وقيادتها وأهلها من كل شر.

إنشرها