ثقافة وفنون

معاهد سينما في السعودية .. حتى تكتمل الفرحة

معاهد سينما في السعودية .. حتى تكتمل الفرحة

معاهد سينما في السعودية .. حتى تكتمل الفرحة

الفرحة بعودة "الفن السابع" إلى المملكة بعد غياب طويل امتد 35 عاماً كانت فريدة، بعد أن بدأت عجلة دور العرض السينمائي تدور في العاصمة، وبدأت أقلام الكتاب وعدسات المصورين تستعد لتصوير أفلام سعودية، تعالج القضايا المجتمعية، وترتقي بالفكر والقيم الإنسانية، وتعبر عن الهوية الوطنية، عدا عن تحقيق وظيفة التسلية والمتعة والخيال، وتقديم المملكة للعالم.
وحتى تكتمل الفرحة والتجربة السينمائية السعودية، فإن الواقع السينمائي يتطلب وجود جامعات وكليات لتأهيل جيل متميز قادر على تقديم الصورة الإبداعية، وصقل مهاراتهم على أكمل وجه لصناعة الصورة السينمائية الاحترافية.

دراسة خارج الحدود
لسنوات طويلة ظل السعوديون يطرقون أبواب المعاهد والجامعات العالمية لدراسة فن السينما، وكان اقتحام الفنانين السعوديين السينما العربية والعالمية مثل هوليوود وبوليوود مشهدا تكرر مرات عدة على أيدي عديد من المخرجين والممثلين والمنتجين، مثل الفنان الراحل خليل الرواف أول ممثل عربي وسعودي في هوليوود، والمنتج محمد التركي.
كان الخيار الأفضل الذي يستهوي السعوديين لدراسة السينما هو دراستها في معقلها الرئيس، هوليوود في الولايات المتحدة. ففي هوليوود، يتاح للطالب اكتساب الخبرات العملية على بعد خطوات من الأكاديمية أو معهد السينما، وهو خيار توفره أيضاً كليات وجامعات نيويورك وتكساس كمؤسسات تعليمية استطاعت أن توقع مذكرات تفاهم مع استديوهات هوليود.
كان السعوديون يبحثون عن الخبرات العملية والأكاديمية في تخصص غير متاح في المملكة، فيما كانت الخيارات متشعبة، تبدأ في مجال كتابة السيناريو والتصوير والإنتاج السينمائي، مروراً بالإخراج وهندسة الصوت والإضاءة، وانتهاءً بتصميم الرسوم المتحركة والمؤثرات والتمثيل.
على نحو آخر، تكشف الإحصائيات الحاجة إلى إطلاق العنان للمواهب السعودية على الشاشة الذهبية، وتخصيص كليات ومعاهد لتخريج كفاءات سعودية، ففي إحصائية كشف عنها موقع "سوليود" المتخصص في متابعة أخبار السينما، فإن عدد الأفلام السعودية المنتجة في الفترة من عام 1975م حتى 2012م بلغت 255 فيلماً، أغلبها أنتج في الـ16 عاماً الماضية، ورغم قلة هذه الأعمال مقارنة بمثيلاتها في الدول المجاورة، حصل المخرجون والممثلون السعوديون على عشرات الجوائز في المهرجانات السينمائية، العربية والدولية.

مكان وحيد
في المملكة مكان وحيد لدراسة السينما، وهو قسم الإنتاج المرئي والرقمي بجامعة عفت الأهلية للبنات، وبحسب ما اطلعت عليه "الاقتصادية" في موقع الجامعة الرسمي، فإن البرنامج الدراسي، الذي يمتد أربع سنوات بمعدل 129 ساعة اعتماد، يسعى نحو تأسيس وريادة تعليم الفنون السينمائية في المملكة، والمنافسة عالمياً.
وللبرنامج مسارات أربعة هي: الإنتاج والإخراج، الأفلام المتحركة، كتابة النصوص والسيناريوهات، الإعلام التفاعلي. وقد حرص البرنامج منذ بدئه عام 2013م على وضع معايير وشروط قياسية لالتحاق الطالبات به، تضمن وجود خريجات مؤهلات وفق أعلى المستويات، مثل المقابلات الشخصية، وخطابات التوصية، والبيان الشخصي، وشهادة الثانوية واختبار القدرات، والقدرة على التحدث باللغة الإنجليزية.
ورغم الدورات السينمائية التي تقيمها مؤسسة الأمير محمد بن سلمان "مسك الخيرية" في هذا المجال، إلا أن سحر السينما وكواليسها يتطلب دراسة معمقة، أكثر قدرة على استيعاب التطورات التقنية في هذا المجال، وتشعبات هذا الفن ومجالاته.
وبحسب إحصائيات على موقع الجامعة، فإن عدد الملتحقات بالدراسة بلغ 1039 طالبة، 86 في المائة منهن سعوديات، إذ ينضم إلى البرنامج في كل فصل نحو 120 طالبة، فيما أطلقت الجامعة دفعتها الأولى من الخريجات العام الماضي، لتتسلم 14 طالبة تركة ثقيلة، ويقع على عاتقهن أن يبحرن بالفن السابع السعودي إلى بر الأمان.

أحد أسس ثلاثة
في ندوة "المريبض" الثقافية، التي ينظمها عادة الشيخ سعود المريبض في منزله في مدينة الرياض في أول جمعة من كل شهر ميلادي، أكد العميد علي جابر، مدير قنوات مجموعة إم بي سي وعميد كلية محمد بن راشد للإعلام في الجامعة الأمريكية، أهمية دراسة فن السينما في المعاهد والكليات المتخصصة.
جابر تناول في حديثه الجمعة الماضي صناعة السينما السعودية، وكيفية النهوض بفنها والاستفادة منه، وقال إن هذه الصناعة لا بد أن تقوم على ثلاثة أسس، أولها جامعة تدرس الإخراج والكتابة وكل الفنون الإعلامية لصناعة السينما، وثانيها جهة ممولة للإنتاج، وثالثها مهرجان سينمائي يحتفي بالمنتجين الشباب والإنتاج الشبابي".
ولعل حديث مدير قنوات MBC سلط الضوء على قضية أخرى مهمة مرتبطة بصناعة السينما، وهي وجود مهرجان سينمائي يليق بالمملكة، ويشكل علامة فارقة، في ظل وجود 40 مهرجاناً سينمائياً عربيا، وعشرات المهرجانات العالمية.
المهرجان السينمائي مهمة جديدة بانتظار الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، حيث يتوقع أن ينال المهرجان اسماً متميزاً، وأنظمة ولوائح ولجنة تحكيم قادرة على استيعاب الأعمال السعودية والعالمية المشاركة، وتحديد موعد سنوي للمهرجان وسط خريطة المهرجانات العالمية، لينافس مهرجانات القاهرة ودبي ومراكش وقرطاج.

تصريحات التصوير
العقبات التي تواجه السينما السعودية بدأت تزول واحدة تلو الأخرى، فبعد أن نجحت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع في إقرار لائحة دور العرض السينمائي، واستقطاب مستثمرين عالميين في مجال السينما، ظهرت مشكلات أخرى تجلت في منح تصريحات التصوير لصناع الأفلام داخل المملكة.
فكاميرات المبدعين بحاجة إلى لوائح أكثر يسراً وأقل تعقيداً، والتنسيق مع الجهات المختصة لتسهيل الإجراءات وتقليص مدة إصدارها، ما يجعل مهمة الخروج بكاميرا التصوير أمراً لا يستحق القلق، وإجراءات وقوانين تضع صناع الفيلم في مأمن من أي مساءلات قانونية وأمنية.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون