جودة الحياة في السعودية

تم الإعلان عن الخطة التنفيذية لبرنامج جودة الحياة وهو أحد برامج "رؤية المملكة 2030" الذي يهدف إلى المساهمة في تحقيق 23 هدفا تسهم في تحسين جودة الحياة، إضافة إلى 19 هدفا مرتبطا بقابلية العيش. يسعى البرنامج إلى تحسين نمط حياة الفرد والأسرة وبناء حياة متوازنة للمجتمع، ومن خلال تهيئة البيئة اللازمة لدعم واستحداث خيارات جديدة تعزز مشاركة المواطن والمقيم في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية. كما يهدف البرنامج إلى تحقيق المكاسب الاقتصادية وتوفير فرص وظيفية للشباب.
بنيت استراتيجية البرنامج من خلال الاعتماد على مؤشرات دولية تصنف على أساسها الدول من حيث جودة الحياة، وسبقت إعداد البرنامج دراسات شاملة لمقارنة الوضع القائم بالمستهدفات وتحديد الفجوة، ثم تم إعداد ورسم السياسات التي يسعى البرنامج إلى تحقيقها بمفرده أو من خلال برامج "الرؤية" الأخرى. سيشارك البرنامج في حفز القطاع الخاص لسد الاحتياج وتوفير المستهدفات.
يرتكز البرنامج على موضوعات رئيسة تهتم بالبنية التحتية والنقل، الإسكان والبيئة، الرعاية الصحية، الفرص الاقتصادية والتعليمية، الأمن والبيئة الاجتماعية، الرياضة، التراث والثقافة والفنون، الترفيه، الترويج، والمشاركة الاجتماعية. منها ما يملك مسؤوليتها المباشرة برنامج جودة الحياة، ومنها ما تتوافق مخرجاته مع مخرجات برامج أخرى تمتلكها "الرؤية".
اهتم البرنامج بتحقيق الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وفتح الفرص أمام القطاع الخاص ليتولى زمام المبادرات وتنفيذ البرامج لحفز القطاع وفتح مجالات جديدة أمام المستثمرين المحليين والدوليين. كما راعى البرنامج ضرورة تحديث الأنظمة والتشريعات من خلال سبر أغوار البيئة التنظيمية التي تعد أحد أهم التحديات التي قد تواجه البرنامج.
حوكمة البرنامج لم تسهب كثيرا في آليات وممارسات الحوكمة التي سيتم اتباعها، وإن كان نجاح هذا البرنامج سيعتمد حتما على متانة وإلمام نظام الحوكمة وأجهزتها التي ستدير هذا البرنامج والبرامج الأخرى التي بدأت فعليا أو التي ستعلن مستقبلا من أجل تحقيق أهداف "رؤية المملكة 2030".
اهتمام ولي العهد بتطبيق أفضل ممارسات الحوكمة، وتحديث الأنظمة والتشريعات الحاكمة في القطاعين العام والخاص من أجل توفير البيئة الملائمة لنجاح برامج "الرؤية"، أمر يدعو للفخر والاعتزاز. حيث إن إدراك أن الخطط والاستراتيجيات والبرامج والمشاريع ومتابعتها لن تتحقق ما لم يتوافر نظام حوكمة فاعل يسهم في توفير البيئة المناسبة، ويساعد على حل الإشكالات واستحداث وتحديث الإجراءات والممارسات التي يتطلبها تنفيذ هذه البرامج الطموحة. وستحقق برامج "الرؤية" أهدافها ـــ بإذن الله.