Author

الديمقراطية العربية مرض

|


أعرف أن ما سأقوله أدناه لا يحب كثيرون المجاهرة به. نحن ننتقد النفاق ونمارس النفاق. والمثقف العربي أحد أكبر الكذابين، إلا من رحم الله. لقد أصبح هذا المثقف شاهد زور، لا يختلف عن الحزبي الإسلاموي الذي يحرض الناس على الانتحار وينأى بنفسه وأبنائه عن هذا الأمر.
المثقف العربي يظل يوهمك أنه يصحو على صوت فيروز، ويعطيك كلاما مرسلا ومثاليا عن المبادئ، ويقسم العرب إلى دول تقدمية ودول رجعية، ويقدم نظريات بيضاء جميلة حول مناهضة العنصرية، ولكنه كذاب ومتناقض مع نفسه.
الحقيقة أن بسطاء العالم العربي، لا يحتاجون للديمقراطية، بل إلى الصدق والعدل والإنصاف والأمن بكل أشكاله الغذائية والاجتماعية والثقافية والفكرية. هذه هي الحاجات الحقيقية.
والأكيد أن كل محاولات استيراد عربة الديمقراطية، أثبتت أن هذا البغل المستورد يموت بالسكتة القلبية عند أول عطسة.
لا يمكن أخذ قبعة الديمقراطية دون أن يكون لها إطار فكري، يتسق مع النسق المجتمعي السائد. الديمقراطية ليست سيارة رولز رويس ولا ساعة رولكس وليست حتما قطعة من الكروسان، يمكن الفرح بها لأنها مميزة.
هناك إطار قبلي ومجتمعي وثقافي وديني ينبغي أن يكون حاضرا عند اختيار نمط يمكن من خلاله بناء العلاقة بين الراعي والرعية.
مجرد إلغاء كل المؤثرات السابقة سيعطيك فوضى عاشتها دول عربية عدة ليس أولها اليمن وليبيا والعراق ولبنان وتونس... إلخ.
لا يوجد نموذج واحد في العالم العربي يمكن القول إنه أنتج ديمقراطية أشاعت السعادة بين الناس.
كذبة الديمقراطية أنهكت العرب. والحقيقة أن الرفاه والنماء والسعادة والحرية المسؤولة هو المطلب المنشود. ديمقراطية العرب كرست الطائفية والمذهبية والعشائرية والمحاصصة القائمة على مقايضات ومعادلات غير متزنة، نتيجتها انفجار شديد. حصاد الخريف العربي جاء ليؤكد أن الديمقراطيات العربية مرض.

إنشرها