Author

هل ستشيخ باكرا؟

|

قبل البدء في كتابة هذا المقال بحثت عن دراسات تفيدني عن معدل أعمار الأشخاص في العالم بشكل عام، رغم إيماني المطلق أن الأعمار بيد الله وحده. والمدهش أن المعدلات كانت متفاوتة بشكل عجيب، فالدول الأكثر فقرا وجهلا والأقل رعاية صحية، كان متوسط الأعمار فيها لا يتجاوز 45 عاما، في حين يرتفع المعدل إلى 84 عاما في الدول المتقدمة الأكثر رفاهية والأفضل في نظام الرعاية الصحية. ورغم احترامي لكل هذه الدراسات، إلا أن قناعتي الشخصية تقودني نحو الإيمان بأن الحقيقة تظل أمرا نسبيا لا نستطيع القطع بها بشكل مطلق، فأغلب المعمرين في العالم ممن تجاوزوا 100 عام جاؤوا من بيئات فقيرة تفتقد الرفاهية. وقد استوقفني أن مجلة "ساينتفيك أمريكان" نشرت عام 2004،‏ تحذيرا أطلقه أكثر من 50 عالما قاموا بإجراء دراسات مطولة حول الشيخوخة. جاء في هذا التحذير "ما من منتج في الأسواق أثبت حتى الآن أنه يبطئ أو يوقف ‏أو يعكس عملية الشيخوخة". الشيخوخة، مثل جميع المراحل التي نمر بها كجنس بشري، لا بد أن نعيشها إن أطال الله في أعمارنا، ولذلك بدلا من أن ترتعد خوفا من اقترابك منها، فلتحاول أن تستعد لها بشكل أجمل. أتفق تماما مع الذين ينادون بالنظام الغذائي المتوازن، والتمارين الرياضية اليومية التي تزيد من لياقة الجسم والعضلات والقلب وتعمل على تحسين الصحة بشكل عام، ولكن لتدرك جيدا أنه لم يتم اكتشاف علاج يقضي على الشيخوخة نهائيا، فحكاية الينبوع السحري الذي يعيد الشباب من جديد، سيظل خرافة مثل خرافة "الغول والعنقاء والخل الوفي"!
لكن هناك أمورا أساسية إن قمت بفعلها فستعمل على تحسين شيخوختك بشكل كبير، وستعيشها بأقل المتاعب.
ـــ إن بناء أي هرم في العالم يتم من القاعدة إلى القمة، وكذلك جسدك إن حافظت عليه مبكرا من خلال الرياضة اليومية، خاصة المشي والتمارين التي تمنحك اللياقة الكافية، فلن يخذلك جسدك في شيخوختك.
ـــ لا شيء أسوأ من أن تجعل معدتك "مكب نفايات" للوجبات السريعة والدهون و"الحلا" و"الكبسة" اليومية والمشروبات الغازية، مهما كنت متأخرا في التنبه لهذا الأمر، فعليك أن تبدأ الآن في تغيير عاداتك السيئة.
ـــ تم أخيرا تصنيف الضغوط النفسية والتوتر كأحد أهم أسباب الوفاة في العالم، تخيل كيف ستهاجمك الشيخوخة المبكرة بسبب تحميلك نفسك فوق طاقتها. أظن الوقت حان لتراجع كثير من مفاهيمك وأساليبك وقوانينك في الحياة.
ـــ احرص ألا يشيخ قلبك قبل جسدك. اجعله دوما مفعما بالحب، فأنت تستحق شيخوخة ممتعة!

اخر مقالات الكاتب

إنشرها