«كونوكو فيليبس» النفطية تتحرك للسيطرة على أصول شركة فنزويلية في الكاريبي

قالت ثلاثة مصادر مطلعة "إن شركة النفط الأمريكية كونوكو فيليبس تحركت للسيطرة على أصول تابعة لشركة بي.دي.في.إس.إيه الفنزويلية التي تديرها الدولة لتنفيذ قرار تحكيم لمصلحتها بقيمة ملياري دولار تعويضا عن تأميم مشروعاتها في فنزويلا قبل نحو عشر سنوات".
وبحسب "رويترز"، استهدفت الشركة الأمريكية منشآت في جزر كوراساو وبونير وسانت أوستاتيوس التي شكلت نحو ربع صادرات فنزويلا في العام الماضي. وتلعب المنشآت في الجزر الثلاث دورا مهما في معالجة وتخزين ومزج صادرات نفط الشركة الفنزويلية. وقال أحد المصادر "إن الشركة تلقت أوامر حجز قضائية تقضي بتجميد أصول منشأتين على الأقل ويمكن أن تتحرك لبيعها".
وقد تلحق مناورات "كونوكو" القانونية مزيدا من الضرر بإيرادات الشركة من النفط التي تشهد تراجعا وبالاقتصاد الفنزويلي المتعثر. وتعتمد فنزويلا اعتمادا شبه كامل على صادرات النفط التي نزلت بنحو الثلث من ذروتها بينما عملت المصافي بنسبة 31 في المائة فقط من طاقتها في الربع الأول.
وتعاني فنزويلا كسادا حادا مع نقص شديد في الأدوية والمواد الغذائية فضلا عن نزوح عدد متنام من مواطنيها.
وتطالب "كونوكو فنزويلا" وشركة بي.دي.في.إس.إيه النفطية التي تديرها الدولة في المحاكم الدولية بتعويضات يصل إجماليها إلى 33 مليار دولار، وهي الأكبر لأي شركة.
يشار إلى أن شركة كونوكو فيليبس الأمريكية قالت في 26 نيسان (أبريل) الماضي، "إن محكمة تحكيم دولية قضت بإلزام شركة النفط الفنزويلية بي.دي.في.إس.إيه التي تديرها الدولة بسداد 2.04 مليار دولار لها بسبب الإنهاء المبكر لمشروعين مشتركين لإنتاج النفط في البلد العضو في أوبك".
وتمت مصادرة أصول "كونوكو" في فنزويلا في عام 2007 في أعقاب عملية تأميم لقطاع النفط المحلي قادها الرئيس الراحل هوجو تشافيز. وخرجت الشركة من البلاد بعد عجزها عن التوصل إلى اتفاق لتحويل مشروعاتها إلى مشروعات مشتركة تسيطر عليها "بي.دي.في.إس.إيه".
واعتبرت الشركة الأمريكية قرار التحكيم الذي أعلنته غرفة التجارة الدولية، التي لا تملك أي وسائل لإنفاذ قراراتها، خطوة أولى في سلسلة إجراءات قانونية لتلقي تعويضات عن مصادرة أصولها في فنزويلا.
وتأثرت قدرة فنزويلا على السداد أيضا بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة عليها وعلى شركة بي.دي.في.إس.إيه.
وقالت "كونوكو"، "إنها ستسعى لتنفيذ الحكم والحصول على قيمة التعويض المالي". وحاولت شركات أخرى تسعى للحصول على تعويض من فنزويلا تنفيذ القرارات الصادرة لمصلحتها عبر محاكم أجنبية مختلفة.
وطالبت "كونوكو" بالحصول على ما يصل إلى 22 مليار دولار من "بي.دي.في.إس.إيه" تعويضا عن عقود جرى فسخها وخسارة أرباح مستقبلية من مشروعي هاماكا وبتروزواتا النفطيين. وتتضمن الاتفاقات مع "بي.دي.في.إس.إيه" صيغا سعرية تحد من التعويضات التي يمكن أن تطالب بها "كونوكو".