Author

الطائفية وإيران

|

إشكالية العالم العربي، ليست في تعدد المذاهب والأطياف والأديان. الإشكالية في استغلال التنوع الثري، وتحويله من مصدر ثراء ولقاء وعناق، إلى مصدر قلق وافتراق ونشر للفتنة والتحريش.
عقب سقوط نظام شاه إيران ساد وضع كانت فاتحته حربا أكلت الأخضر واليابس، وأفضت تلك الحرب العراقية - الإيرانية إلى استقطاب طائفي شديد، مع إصرار متواصل على تصدير الثورة إلى بقية دول الإقليم، عبر تنظيمات على غرار ما يسمى "خط الإمام" وسواه من تنظيمات بدأت في ضخ خطاب مأزوم تجاه الآخر وتحويله إلى حالة إرهاب.
في المقابل، كانت التيارات الإسلاموية الأخرى التي احتفت في مجلاتها وخطبها وخطاباتها بالتغيير في إيران واعتبرته نموذجا للثورة الإسلامية المنشودة تؤسس لنموذجها المقابل.
لم يتنبه أحد في ذلك الوقت إلى أن هناك توأمة بين التشدد السني والشيعي. ورغم خطابات الكراهية التي كان يرسلها هذا الطرف تجاه الطرف الآخر، لكن احتضان إيران للقاعدة والتنسيق مع الإخوان والتفاهم مع حماس أمور لا تخفى على أحد.
لقد أوجدت إيران في بلدان مثل سورية واليمن حالة استقطاب مؤلمة من خلال الميليشيات الحوثية وحزب الله وسواه من تشكيلات شيعية، كل هؤلاء يخدمون بعضا، و«القاعدة» و«داعش» تخدمانهم أيضا، من خلال إيجاد حالة استقطاب لدى جمهور الطيفين تستثمرها طهران.
لذلك يمكن قراءة تصريحات الدكتور العيسى أمين عام رابطة العالم الإسلامي باستحضار الصورة التي أفرزتها الحالة الإيرانية. يقول الدكتور العيسى في خبر نشرته «الشرق الأوسط» أمس إن عقلاء الشيعة ضد المشروع الطائفي الإيراني، ويرونه مسيئا حتى للمذهب الشيعي "والمذهب الشيعي بريء منه".
أضاف العيسى "السنة ليس بينهم وبين إخوانهم الشيعة صراع ولا صدام أبدا، بل يؤمنون بسنة الخالق سبحانه في الاختلاف والتنوع والتعدد". هذا خطاب مهم جدا.

إنشرها