أخبار اقتصادية- عالمية

شركات الطيران الأجنبية .. حلقة جديدة من التوتر التجاري بين واشنطن وبكين

 شركات الطيران الأجنبية .. حلقة جديدة من التوتر التجاري بين واشنطن وبكين

شن البيت الأبيض هجوما حادا أمس ضد محاولات الصين إلزام شركات الطيران الأجنبية بتغيير الطريقة التي تشير بها إلى تايوان وهونج كونج ومكاو واصفا أحدث جهود الصين لضبط الكلمات التي تشير إلى الأقاليم ذات الحساسية السياسية بأنها "هراء استبدادي".
وفي ظل اشتداد الخلاف بشأن الفائض التجاري الصيني مع الولايات المتحدة، قال البيت الأبيض إن هيئة الطيران المدني الصينية بعثت رسالة إلى 36 شركة طيران أجنبية، ومن بينها شركات أمريكية، تطالبها بهذه التغييرات.
وبحسب "الفرنسية"، أفاد مسؤولون من الولايات المتحدة وشركات طيران أن الشركات أبلغت بحذف الإشارات الموجودة على مواقعها الإلكترونية أو مواد أخرى التي تبين أن تايوان وهونج كونج ومكاو مستقلة عن الصين.
وأضاف البيت الأبيض في البيان أن الرئيس دونالد ترمب "سيقف إلى جانب الأمريكيين الذين يقاومون جهود الحزب الشيوعي الصيني الرامية إلى فرض رأي سياسي صيني على الشركات والمواطنين الأمريكيين".
وأضاف "هذا هراء استبدادي وجزء من اتجاه متنام للحزب الشيوعي الصيني نحو فرض آرائه السياسية على الشركات الخاصة والمواطنين الأمريكيين".
وتعد تايوان القضية الأكثر حساسية للصين، إذ تعتبر بكين تلك الجزيرة الديمقراطية المتمتعة بحكم ذاتي إقليما تابعا لها، وكانت هونج كونج ومكاو مستعمرتين أوروبيتين في السابق وهما الآن جزء من الصين لكنهما تتمتعان بالحكم الذاتي إلى حد كبير.
وقالت وزارة الخارجية الصينية إن يانج جيه تشي كبير الدبلوماسيين الصينيين ومايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكية تحدثا هاتفيا بشأن العلاقات الثنائية وإن تشي أكد لنظيره الأمريكي أن العلاقات في "مرحلة مهمة"، ولم يتضح ما إذا كانت المكالمة جاءت قبل بيان البيت الأبيض أم لا أو إذا كان الاثنان قد ناقشا الأمر. وأشار بيان الخارجية إلى أن تشي أبلغ بومبيو بضرورة أن يعزز البلدان التبادلات وأن يحافظا على التواصل بشأن القضايا الاقتصادية والتجارية وأن يحترما "المصالح الأساسية وبواعث القلق الرئيسية" لبعضهما البعض.
وأوضح تشي أن على الصين والولايات المتحدة "حل الخلافات والقضايا الحساسة بالشكل الملائم" والإبقاء على التواصل والتنسيق بشأن القضايا الدولية والإقليمية "ودفع العلاقات الثنائية على المسار الصحيح".
ويأتي هذا الانتقاد الحاد من البيت الأبيض بعد مباحثات تجارية بين مسؤولين كبار من الولايات المتحدة والصين الأسبوع الماضي شهدت الكثير من الخلاف.
وذكرت مصادر على دراية بالمباحثات أن إدارة ترمب طلبت خفض الفائض التجاري الصيني مع الولايات المتحدة بقيمة 200 مليار دولار بحلول عام 2020، وخفض الرسوم الجمركية بشدة ووقف دعم التكنولوجيا المتقدمة.
وقال ترمب خلال مناسبة في كليفلاند أمس: "مجموعتي عادت لتوها من الصين، سيكون علينا العودة للعمل مع الصين لأن هذا ظل طريقا في اتجاه واحد لعقود. لا يمكننا المضي في ذلك الطريق"، لكنه أكد مع ذلك على أنه يكن احتراما كبيرا للرئيس الصيني شي جين بينج.
وفرض ترمب بالفعل رسوما جمركية على سلع صينية بقيمة 50 مليار دولار قد تدخل حيز التنفيذ الشهر المقبل، وردا على ذلك الإجراء، قالت الصين إن الرسوم الجمركية التي ستفرضها على السلع الأمريكية بما في ذلك فول الصويا والطائرات، ستدخل حيز التنفيذ إذا فرضت الولايات المتحدة رسومها الجمركية.
وطالبت بكين بأن تعامل واشنطن الاستثمارات الصينية على قدم المساواة مع غيرها في مراجعات الأمن القومي وأن تتوقف عن فرض قيود جديدة على الاستثمارات الصينية.
والخلاف بشأن كيفية إشارة شركات الطيران إلى هونج كونج وتايوان ومكاو هو حلقة جديدة في سلسلة التوترات في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين.
وأفاد متحدث باسم مجموعة طيران تمثل شركتي يونايتد إيرلاينز، وأميركان إيرلاينز، وشركات طيران أخرى كبرى: "نواصل العمل مع مسؤولي الحكومة الأمريكية من أجل تحديد الخطوات التالية".
كانت الصين قد طلبت في كانون الثاني (يناير) اعتذارا من دلتا «إيرلاينز» عن إدراجها لتايوان والتبت على أنهما بلدان مستقلان على موقعها الإلكتروني.
في المقابل، اعتذرت دلتا إيرلاينز في بيان، عن ارتكابها "خطأ غير متعمد دون أي نية سياسية أو تجارية" قائلة إنها أدركت خطورة الموضوع واتخذت خطوات لحله.
وأغلقت الصين في كانون الثاني (يناير) الموقع الإلكتروني الصيني لـ "ماريوت إنترناشيونال" لمدة أسبوع عقابا لأكبر سلسلة فنادق في العالم على إدراج التبت وتايوان وهونج كونج ومكاو كدول منفصلة في استبيان للعملاء.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية