FINANCIAL TIMES

نتائج «أبل» تبدد مخاوف السوق من تراجع الطلب على «الآيفون»

نتائج «أبل» تبدد مخاوف السوق من تراجع الطلب على «الآيفون»

كان ظن "وول ستريت" أن اللعبة قد انتهت بالنسبة لشركات الهواتف الذكية.
بعد عشر سنوات من النمو المذهل منذ إطلاق أجهزة آيفون، كان المستثمرون يشعرون بالتوتر من أن شركة أبل منيت بالإخفاق، في الوقت الذي حذرت فيه شركات التوريد بما فيها TSMC في الشهر الماضي من تراجع الطلب على الأجهزة الراقية.
يقول المعلقون إن الزبائن يستغرقون الآن وقتا أطول لتحديث أجهزتهم، وحتى أسواق النمو المفترضة مثل الصين والهند تشهد نوعا من التباطؤ.
شركة أبل، أكثر الشركات قيمة في العالم، شهدت عشرات المليارات وهي تُمحق من رسملتها السوقية خلال بضعة أيام في أواخر نيسان (أبريل) الماضي، بسبب مخاوف من أن قرار شركة أبل بإطلاق جهاز آيفون إكس بسعر ألف دولار، يأتي تماما في اللحظة غير المناسبة.
تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة أبل، ينظر إلى لعبة الهواتف الذكية بطريقة مختلفة إلى حد ما. وقال مخاطبا المساهمين "أعتقد أنها أمر من النوع الذي يشبه فوز فريق في الدوري الممتاز. ربما تريد من الفريق أن يفوز ببضع نقاط، لكنه فريق فائز في الدوري الممتاز. لا يمكنني أن أكون أكثر فخرا بالمنتج".
نتائج شركة أبل للربع الثاني أثبتت صحة الفكرة: مبيعات وحدات آيفون البالغة 52 مليون جهاز كانت أعلى بنسبة 3 في المائة من حيث الحجم، إلا أن إيرادات المنتَج قفزت بنسبة 14 في المائة، في الوقت الذي دفعت فيه مبيعات آيفون إكس متوسط سعر البيع إلى الأعلى بمبلغ 73 دولارا قياسا على السنة السابقة، ليصل إلى 728 دولارا.
منذ إطلاق جهاز الآيفون إكس في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، حتى نهاية آذار (مارس) الماضي، كانت مبيعاته أعلى بانتظام من النسخ الأرخص ثمنا، وهي أجهزة آيفون 8 وآيفون 8 بلاس.
قال كوك "هذه هي الدورة الأولى التي شهدنا فيها موديلات الآيفون الأرقى على الإطلاق تصبح كذلك هي الأكثر شعبية. نحن متفائلون للغاية بمستقبل شركة أبل".

نتائج "أبل"وثقة كوك تباغت السوق
والت بيسيك، وهو محلل لدى BTIG للأبحاث، حدَّث توقعاته استنادا إلى توجيه شركة أبل بأن إيرادات الربع المنتهي في حزيران (يونيو) المقبل، ستزداد بنسبة عالية تصل إلى 18 في المائة بالمعدل السنوي.
وقال في مذكرة يوم الثلاثاء الماضي "تشير تقديراتنا إلى أن توجيه شركة أبل الجديد يتضمن أنها ستبيع أكثر من 40 مليون جهاز في الربع المنتهي في حزيران (يونيو) المقبل، ما يناقض المخاوف التي أبرزها زملاؤنا في الأسابيع الأخيرة". في الوقت نفسه الذي أبلغت فيه شركة أبل عن زيادة بنسبة 25 في المائة في صافي الأرباح، أعلنت الشركة عن برنامج لإعادة شراء الأسهم بقيمة 100 مليار دولار، وزادت توزيعات الأرباح على الأسهم بنسبة 16 في المائة، ما أضاف مبلغا آخر من التوزيعات يبلغ 13 مليار دولار في السنة.
يعتقد المحللون أن توقعات الشركة باستمرار النمو في مبيعات أجهزة الآيفون هي التي دفعت سهم شركة أبل إلى الأعلى بنسبة 4 في المائة في ساعات بعد الإقفال يوم الثلاثاء الماضي.
قال جين منستر، وهو محلل لشركة أبل منذ فترة طويلة وهو أيضا مستثمر في التكنولوجيا لدى "لوب فنتشرز": "غالبية حركة سعر السهم كانت في أن التوجيه لم يكن إلى الأدنى" في الآفاق حول إيرادات الربع الثالث. وأضاف: "هناك فضل يجب أن يُنسَب إلى كون أن أكثر الهواتف شعبية هو أغلاها ثمنا".
جاذبية جهاز آيفون الجديد هي أوضح ما تكون في الصين، حيث باعت شركة أبل عددا أقل من الهواتف مما فعلت في السنة الماضية، ومع ذلك كسبت قدرا أكبر من المال، حسبما يقول بن باجارين، وهو محلل لدى "كرييتيف استراتيجيز".
بصورة إجمالية، شهدت شركة أبل إيراداتها وهي تزداد بنسبة 21 في المائة في الصين الكبرى، التي تضم هونج كونج وتايوان. وقالت أبل إن أجهزة الآيفون إكس هو أكثر الأجهزة مبيعا في البلاد، وتبعه في ذلك الموديلان الآخران من جهاز آيفون.
السعر العالي لجهاز الآيفون إكس، بدلا من أن يكون العامل السلبي الذي توقعه كثير من المحللين، عمل على عزل أبل عن التباطؤ في الهواتف الذكية الذي أصاب الأجهزة الصينية المنافسة مثل أوبو وفيفو.
وقال باجارين "لو لم يكن لديهم "الآيفون إكس" لكانوا قد شهدوا قدرا من الألم يفوق كثيرا ما فعلوا".
ويرى أن السبب في ذلك يعود إلى حسن حظ شركة أبل أكثر مما يعود إلى تدبيرها.
وقال في تعليقه على تباطؤ السوق "لا أدري كيف كان من الممكن لأي شخص أن يتوقع حدوث ذلك. أُخذ الناس على حين غرة، خصوصا في الصين". وحتى لو كانت مبيعات أجهزة الآيفون إكس أفضل من أسوأ توقعات وول ستريت، إلا أنه مع ذلك لم يكن "نجاحا منقطع النظير"، بحسب ما يقول وين لام، وهو محلل لدى وكالة آي إتش إس.
شعبية الجهاز الحالية يمكن أن تكون مصدرا للمتاعب بالنسبة لشركة أبل. وقال "إذا كان لديك جهاز بسعر ألف دولار، فمن الممكن أن يتمسك به المستهلكون لفترة أطول حتى يبرروا التكلفة لأنفسهم. ثم بعد ذلك تأخذ في دفع دورة الإنعاش. وهذا ربما يأتي في نهاية المطاف ليقض مضجع أبل".
من جانب آخر، تستطيع شركة أبل استدامة سعر البيع الأعلى من المتوسط من خلال إطلاق موديل جديد في أيلول (سبتمبر) المقبل، من النوع الذي يشتمل على نظام التعرف على الوجه الموجود في الجهاز إكس وعرض الشاشة من أقصاها إلى أقصاها، لكن مع شاشة أكبر.
ألمح كوك إلى هذا النهج يوم الثلاثاء الماضي، قائلا "سنستمر في تقديم أجهزة آيفون مختلفة للناس للوفاء باحتياجاتهم".
وحيث إن لدى الشركة هذه المبالغ الضخمة من رأس المال في ميزانيتها العمومية، والتي تجعلها تتحمل توزيع مبلغ 100 مليار دولار آخر إلى المساهمين، يظل لديها مع ذلك عشرات المليارات من النقدية، فإن بمقدور كوك أن يلعب لعبة الأمد الطويل.
وقال "أنا غير مقتنع بوجهة النظر التي تقول إن سوق الهواتف الذكية مشبعة"، وأشار إلى أن شركة أبل يمكن أن تزيد من حصتها السوقية وتحصل أيضا على زبائن جدد، في الوقت الذي يقوم فيه مالكو الهواتف العادية بالتحديث إلى الهواتف الذكية. وأضاف "سوق الهواتف الذكية هي أفضل سوق لشركة المنتجات الاستهلاكية في تاريخ العالم. ونحن في غاية السعادة لكوننا جزءا منها".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES