default Author

اسمك يحدد مستقبلك

|

يرافقك منذ أن تخرج من رحم أمك إلى رحاب الدنيا وحتى الممات بل وتنادى به يوم البعث رغم أنك لم تختره ولم تكن لك يد فيه، ولكنه أداة تعريفك لدى الناس، ووجهك غير المرئي، قد لا يعرف الناس صورتك ولكنهم يعرفون (اسمك)!
تفتح الإنترنت أو وسائل التواصل فتجد عديدا من البرامج والاختبارات والتكهنات تحكي عن اسمك وعلاقته بنجاحك وفشلك وحسن طالعك أو سوئه، ويزعمون أن له طاقة مؤثرة وخصوصية ودورا أساسيا في رسم صورة شخصية حامله، انطلاقا من قول العرب «لكل من اسمه نصيب». ويذهب البعض إلى القول إنه يضم بين أحرفه أسباب السعد والقوة والرزق، والعكس، يدفع البعض للجوء إلى وسائل لم تثبت فعاليتها، إلا أنها تمنحهم شيئا من الأمان النفسي والرغبة في سبر أغوار المجهول، بناء على التصنيفات التي يطرحها خبراء الحسابات الفلكية، التي تقسم الأسماء إلى اسم ضعيف يجلب الحسد والشرور، وآخر قوي يفتح باب الرزق ويبعد الخطر والأمراض.
إن تأثير الاسم في صاحبه أكدته الدراسات النفسية، ولكن ليس بالصورة السابقة، ويدل مدى أثر الاسم في حامله ما ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من تبيان لخير الأسماء، وتغييره لبعضها وتفاؤله بالبعض الآخر.
ففي الصحيحين أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن أحب أسمائكم إلى الله عبد الله وعبد الرحمن...».
وقد صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنه غير أسماء بعض الصحابة، وتفاءل بأسماء بعضهم. فعن ابن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير اسم عاصية وقال: أنت جميلة.
ولا يقتصر الوضع على أسماء الأشخاص بل تعداه إلى أسماء المناطق والقرى والمدن، ومعلوم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - غير اسم يثرب إلى المدينة المنورة، ويثرب هي المدينة تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد.
حتى أسماء الشركات لها أثر في نجاح الشركة أو فشلها فالشركات ذات الأسماء السهلة حققت نجاحا أكثر من الشركات ذات الأسماء المعقدة، لذا نرى المشاهير يغيرون أسماءهم إلى اسم فني له وقع تجاري يسهم في شهرتهم!
وأثبتت التجارب العلمية أن للاسم تأثيرا نفسيا بعيدا عن وساوس «الماورائيات» والغيبيات وتكوين الشخص صورة عن نفسه، تخيل أنك تنعت طفلا بالغباء طوال الوقت أو بالشرير فإن ذلك سيعزز هذا المعنى لديه وتتحول تصرفاته تبعا لصفته، فما بالك باسم يلازمه طوال حياته، لذا أحسنوا تسمية أبنائكم!

إنشرها