Author

«كريم» .. وأزمة «فيسبوك»

|


عندما جلس زوكربيرج، رئيس “فيسبوك”، أمام لجنة الكونجرس التي حققت معه في تسرب معلومات عن المشتركين في الموقع إلى جهات لم يوافقوا على حصولها على معلوماتهم، أو يتعاملوا معها. كان واضحا أن هناك عملية حساب طويل للشركة لن تنتهي بمجرد خروج رئيسها من قاعة التحقيق. هناك كثير من الإجراءات والعقوبات اللاحقة التي ستطال “فيسبوك” ومن وضعوها في الوضع الخاطئ الذي حدث وسبب أزمة كبيرة في مجالات وعلى مستويات عدة.
وصل هذا الأمر إلى ما وصل إليه بسبب التهاون في حماية المعلومات والمشاركة المستمر للبيانات بين شركاء في مختلف المواقع لأهداف تجارية بحتة، لكن خروج المعلومة للعلن يعني أنها يمكن أن تذهب إلى أي مكان، خصوصا مع وجود حالة الاعتماد الكلي على التقنية في كل مجال، ووجود المعلومات متناثرة هنا وهناك بين مختلف شركات التقنية والخدمات والمصارف- التي يمكن أن تكون على موعد مع مساءلات خطيرة في قابل الأيام، نتيجة هذه المخالفة الجسيمة التي ارتكبتها “فيسبوك”، وقد ترتكبها شركات أخرى- ينبئ بمخاطر جمة أخرى.
المؤثر في الحالة هو، أنه يمكن للخبراء أن يتناولوا كل شيء ويسهموا في نشره بالطريقة التي تعجبهم، ثم يجمعوا المعلومات بالطريقة التي تحقق مآرب أبعد من التأثير الاقتصادي البحت. المشكل الحقيقي هو، الثقة العامة التي يمنحها المستخدمون هذه التطبيقات، فهم يفوضونها كل أمورهم الأسرية والمالية، وهنا تبدأ المشاكل، لكنها لا تنتهي.
بالأمس،القريب أعلنت شركة كريم أن موقعها اخترق، وأن معلومات المشتركين أصبحت في خطر، وهذا في حد ذاته يدفع لمخاوف في السوق السعودية، لأن هذه الشركة قد تكون مطلعة على عناوين الناس، وهي في الأصل مطلعة على معلوماتهم المالية، ولديها من القواعد ما يمكن أن يؤدي لكارثة حقيقية.
معلومات “كريم” مع معلومات أي مصادر أخرى، قد تؤدي لتكوين قاعدة بيانات ضخمة يستغلها أصحاب مصالح معينة لتحقيق اختراقات كبيرة والتأثير في الوضع الاقتصادي والأمني والاجتماعي، ولكل من لديه حساب مع «كريم»، يمكن القول ابدأ بتغيير بطاقتك الائتمانية وإلغاء تلك التي تعتمدها الشركة، ثم ابحث في كم المعلومات الذي قدمته لمحاولة التخلص من المعلومات التي يمكن أن تؤدي لضرر عليك أو على أفراد أسرتك. والله هو الحامي.

إنشرها