FINANCIAL TIMES

قطاع التجزئة البريطاني يعلن الحرب على عبوات البلاستيك

قطاع التجزئة البريطاني يعلن الحرب على عبوات البلاستيك

تعهدت أكثر من 40 شركة في المملكة المتحدة بإزالة البلاستيك غير الضروري من أرففها بحلول عام 2025، وتعد هذه أكثر خطط الشركات طموحا حتى الآن لمكافحة التلوث الناتج عن البلاستيك وتغيير معايير التعبئة والتغليف.
وتغطي "اتفاقية البلاستيك" الجديدة في المملكة المتحدة، التي تدعمها شركات من بينها سينسبوري، وتيسكو، وويتروز، وأوكادو، وماركس آند سبنسر، ويونيليفر، ويو كيه، وبروكتر آند جامبل يو كي، نحو 80 في المائة من جميع عمليات التغليف البلاستيكي على أرفف المتاجر الكبيرة في بريطانيا، بحسب تقديرات قدمتها الشركات الموقعة.
ويقصد بهذا التعهد تعجيل وتيرة التخلص من مواد التغليف التي تستخدم لمرة واحدة ثم ترمى في مدافن النفايات، في الوقت الذي يزداد فيه قلق العامة من الأثر البيئي على المحيطات، نتيجة التلوث الناشئ عن المواد البلاستيكية.
وكانت الحكومة قد أعلنت في وقت سابق عن خطة طويلة الأجل لتقليل النفايات البلاستيكية على مدى السنوات الـ 25 المقبلة. لكن الشركات كانت أسرع إلى حد كبير في الاستجابة لاحتجاجات عامة التي أثارتها جزئيا صور التلوث في الجزء الثاني من مسلسل "الكوكب الأزرق"Blue Planet 11 من إنتاج هيئة الإذاعة البريطانية.
وقال ديفيد بوتس، الرئيس التنفيذي لشركة موريسونز، التي انضمت إلى اتفاقة البلاستيك: "تقليل الضرر الذي يسببه البلاستيك هو أحد أكثر المشكلات التي يمكن للمجتمع أن يعالجها". وأضاف: "نحن في موقع مهم لإجراء تغييرات في عمليات التغليف لدينا".
اتخاذ إجراءات جديدة مثل بيع الخضراوات والفواكه من دون تغليف، وبيع المصاصات الورقية بدلا من البلاستيكية، أو السماح للمستهلكين بإحضار أوعيتهم الخاصة إلى موقع بيع اللحوم، قد تبدو هذه الأمور خطوات صغيرة، لكنها يمكن أن تشكل إضافة إلى تغييرات كبيرة في صناعة البلاستيك.
ووفقا لدراسة أجرتها المفوضية الأوروبية، تشكل عمليات التغليف نحو 40 في المائة من الطلب على البلاستيك في أوروبا. ويقدر نشطاء في مجال البيئة أن أقل من نصف العبوات البلاستيكية في المملكة المتحدة تتم إعادة تدويرها في الوقت الحالي.
واتفقت الشركات التي وقعت على اتفاقية البلاستيك في المملكة المتحدة على عدة أهداف، من ضمنها التخلص من عمليات التغليف غير الضرورية، وتغير تصميم منتجاتها لتكون جميع مواد التغليف قابلة لإعادة التدوير، أو إعادة الاستخدام، أو التحلل.
ومن ضمن الأهداف أيضا أن تتم إعادة تدوير، أو تحلل 70 في المائة من مواد التغليف البلاستيكية بحلول عام 2025، مقارنة بنسبة تبلغ 46 في المائة حاليا.
يقول ماركوس جوفر، الرئيس التنفيذي لـ "راب "، وهي مجموعة غير ربحية تقود اتفاقية البلاستيك، إن المبادرة كانت حول إيجاد طرق جديدة للتأكد من إعادة تدوير البلاستيك، أو إعادة استخدامه.
ويضيف: "المسألة كلها تتعلق بتغيير نظام كيفية عمل البلاستيك، لجعله مدورا أكثر. المملكة المتحدة رائدة عالميا في هذا الأمر. وأهم من كل هذا، البلاستيك لا يعد نفاية، بل مادة ثمينة".
لكن جوفر يعترف أيضا بأن تغير تصميم مواد التعبئة وتغيير سلوكيات المستهلك أمور تتطلب الوقت والمال، مشيرا إلى أن الشركات تبحث عن بدائل للبلاستيك الذي لا يمكن إعادة تدويره. وهذا يجعل الأمر صعبا فيما يخص الأوعية البلاستيكية المصممة، مثلا، لتوضع في البراد أو الفرن.
وبينما رفضت الشركات المشاركة في الاتفاقية التعليق على مدى جاهزيتيها للإنفاق لتحقيق الأهداف، قال محللون إن الاستثمار بشكل كبير في التكنولوجيات الجديدة لمواد التغليف قد يؤثر سلبا على الهوامش الحالية الضعيفة لدى المتاجر.
لكن برونو مونتين، وهو محلل مختص في مجال تجزئة المواد الغذائية الأوروبية في شركة بيرنستين، يرجح أن تستفيد متاجر السوبرماركتس من اقتصاديات الحجم، لأنها تعمل بتناغم.
ويقول: "حقيقة أنهم يعملون معا تعني أن الأمر قد لا يكون مكلفا كما كان سيحدث بخلاف ذلك. إذا كان الجميع لديهم الزيادة في التكلفة نفسها، عندها سيضع الجميع التكلفة نفسها على المستهلك".
واقترحت الحكومة خطة لإعادة إيداع الزجاجات الفارغة، وحظر المصاصات وأدوات المزج (الملاعق) البلاستيكية باعتبارها خطوات نحو الحد من المخلفات البلاستيكية. وحظرت الحكومة بالفعل الميكروبيدات البلاستيكية وفرضت رسوما إلزامية بقيمة خمس بنسات على الأكياس البلاستيكية في المتاجر.
ومنحت وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية مجموعة "راب" 9.6 مليون جنيه في العام المالي الماضي.
وقال مايكل جوف، وزير البيئة، مشيدا باتفاقية البلاستيك: "طموحنا في الحد من مخلفات البلاستيك التي يمكن تجنبها سيكون واقعا إذا تعاونت الحكومة وأصحاب الأعمال التجارية والعامة معا". وأضاف: "تحرك الصناعة يمكن أن يمنع وصول البلاستيك الفائض إلى أرفف متاجرنا في المقام الأول".
مع ذلك، حذر نقاد من أن محاربة مواد التغليف البلاستيكية تخاطر بتجاهل بعض فوائدها، بما في ذلك حقيقة أنها تساعد في الحفاظ على الطعام طازجا لفترة أطول.
قال إدوراد كوزيور، المدير الإداري في "نيكستيك"، وهي شركة تقدم استشارات حول إعادة التدوير، إن التحدي الحقيقي سيكون في تغيير سلوكيات المستهلك التي أصبحت تعتمد على ملائمة المنتجات البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة.
وأضاف: "يتعين علينا أن نعيد التفكير في كل هذا، و إعادة ترتيب الأولويات. ينبغي ألا لنا أن نتخلص من البلاستيك. ما يجب فعله هو تغير المفاهيم".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES