Author

اقتصاديات السياحة

|

 

هناك بلدان عدة تعيش في رفاه من عوائد السياحة فقط. فقد أصبح هذا الأمر خيارا اقتصاديا عالميا، لأنه يأتي متسقا مع حاجات إنسانية واجتماعية. هذه التجارب الناجحة مشهودة. ولا شك أن الثراء الطبيعي والحضاري والاجتماعي في المملكة يؤهلها لأن تكون وجهة مهمة للسياحة العالمية.

وهذا الكلام، رد على بعض البسطاء، الذين ينظرون إلى المشروعات المرتبطة بالسياحة والترفيه باستخفاف، ولا يستوعبون حجم العوائد التي تدرها على الاقتصاد العالمي.
إن وجود حزمة خدمات سياحية متكاملة له دور في نهضة الاقتصاد، وفي توفير فرص العمل، ناهيك عن إسهامه في إضفاء البهجة والسعادة والانشراح على أفراد المجتمع، وأيضا على الزوار الذين يأتون من الخارج.
لو نظرنا إلى مشروع القدية، الذي تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ـــ يحفظه الله ـــ بوضع حجر الأساس له السبت الماضي، سنجد أن هذا المشروع سيوفر 57 ألف وظيفة للذكور والإناث. ويستقطب 17 مليون زائر بحلول 2030.
هذا الأمر يصدق على السينما وما يرتبط بها من خدمات، تؤدي إلى إيجاد وظائف، وتحريك اقتصاديات موازية ترتبط بالمأكولات والمشروبات والتسوق بشكل عام.
وعندما تنتظم هذه الخدمات، مع وجود عدد كبير من المتاحف والمواقع الأثرية والتراثية والنشاطات والفعاليات الثقافية والفنية، فإن محصلة كل هذا تحريك عجلة الاقتصاد، وإثراء الهوية الوطنية والحضارية وتعزيزهما، وتحفيز المواطن على أن يكون خياره الأول هو السياحة الداخلية، مع إيجاد مناخ يؤدي إلى زيادة مرتادي هذه الأماكن من الخارج عبر رحلات ما بعد العمرة في الوقت الحالي، ومن خلال التأشيرة السياحية فور الإعلان عن البدء بمنحها للسياح الأجانب.

إنشرها