Author

نجومية المعلم

|


يبقى المعلم صاحب الحظوة الكبرى كلما تمكن من أداء واجبه بالطريقة الصحيحة التي تظهر نتيجتها بشكل فوري. نشاهد في حالات كثيرة تجمع الطلبة عند معلم معين أو ذكرهم إياه بالذكر الحسن، والذهاب إليه عند الحاجة، هنا تتضح أهمية الأداء المتميز بعيدا عن التلقين الذي قد يحدث في الفصول، لعل أهم ما يمكن أن نشير إليه في هذه المقالة القصيرة هو أهمية شخصية المعلم، وهذا أمر يتعلق بالاختيار في الأساس، ثم بالبيئة المنتجة والمهتمة التي يعيش ضمنها المعلم.
الحديث عن هذه المهنة جاذب، والبحث في العلاقة المهمة بين المعلم والطالب ومختلف المكونات المدرسية والمجتمعية يدفع باتجاه التأكيد على الأثر المهم للمعلم على شخصية الأطفال. إن وجود المعلمين المحبوبين والأكفاء في المدارس يظهر بصورة فورية في العلاقة مع الطلبة. يتخذ الطلبة ــــ غالبا ـــ من معلميهم قدوات في السلوك والتعبير والتعامل. ولهذا لا بد من تأكيد دور المعلم وأهمية كل ما يفعله في التأثير فيمن تحت تأثيره من الطلبة.
عندما يكون سلوك المعلم ومظهره وأسلوب حياته قويما ومنطلقا نحو الإيجابية والخدمة العامة والهدوء والحكم العقلاني، ستجد الكثير من الطلبة يتحولون نحو المشروع المتكامل الذي يمثله المعلم، وليس أعظم من أن تكون هناك حالة من التوازن في العلاقة بين المعلمين أنفسهم، حيث يحاول الجميع الوصول إلى الهدف نفسه، وهو ما افتقده كثير من المدارس في فترات سابقة حين كانت هناك حالة من عدم التوازن في المفاهيم بين المعلمين أنفسهم وتأثير سلبي لنقاشات خارج المدرسة على البيئة المدرسية.
لهذا نطالب دائما بأن تحيد المدرسة عن الخلافات التي لا تحقق فائدة حقيقية للطلبة، وتؤدي في الواقع إلى الصدام بين مكونات المدرسة الكبرى لتتحول إلى صدام بين الطلبة أنفسهم.
هنا تبرز حالات مهمة لا بد أن نذكرها ونشكرها ونؤكد على حاجتنا إلى توطينها وتثبيتها في العقل الجمعي المدرسي، ومع عدم وجود المصاعد في المدارس يضطر معلم لحمل طالب من ذوي الاحتياجات الخاصة على ظهره لإيصاله للفصل. رغم كل المآخذ التي يمكن أن يفكر فيها الواحد منا، إلا أن سلوك المعلم نبيل وهو يبرز أهمية أن يكون هناك حب ومودة تحمل الكل وتعين المحتاج لنغرسها في نفوس الأبناء.

إنشرها