Author

التعدد والسرطان

|
لا أحب مصادمة قناعات الناس. خاصة فيما يتعلق بالأمور المباحة. ويأتي في مقدمة هذه الأمور قضية تعدد الزوجات. هذا الموضوع أصبح كل من ينشد الإثارة والشهرة يتسور عليه. تارة نشاهد سيدة تعلن عن إنشاء جمعية لتشجيع التعدد. وتارة أخرى نشهد رأيا مضادا وموغلا في التطرف. وفي كل الأحوال، فإن من يرغب في التعدد لن يعبأ برأي من يرفض هذا التوجه. وقد لفت انتباهي بالأمس كلاما منسوبا للدكتورة فاطمة الهملان الباحثة في مستشفى الملك فيصل التخصصي، تتحدث فيه عن سرطان عنق الرحم. وتكشف الدكتورة أن 95 في المائة من هذه الحالات ناتجة عن عدوى بفيروس. وكانت الدكتورة تشير إلى مشروعها البحثي فيما يخص سرطان عنق الرحم. وتتحدث عن خطة وطنية للتوعية بمخاطر هذا المرض ومكافحته. وهذا توجه مميز ونبيل. ولكن لفتني في ثنايا الحديث المنسوب للدكتورة، وأنا هنا أستند على تقرير منشور، أنها تربط تعدد الزوجات ـــ إضافة إلى التدخين ــــ باعتبارهما من مسببات المرض. وإذا سلمنا بداهة أن التدخين عامل مشترك لكثير من الآفات الصحية، لكننا لا يمكن عقلا ومنطقا أن نتقبل مثل هذا الحكم الانطباعي المستفز على قضية تعدد الزوجات. ولا أتصور أن الدكتورة تقصد ذلك حتما، ولعلها تعني ــــ وهذا هو الشائع فيما يخص هذه الأمراض ــــ أن تعدد العلاقات غير السوية من شأنه أن يفضي إلى هذه النتيجة. أما أن يقتصر الحديث على أن تعدد الزوجات هو المسبب لهذا النوع من السرطان فإنني أتوقع أن يكون الموضوع فيه ابتسار للمعلومة، وآفة بعض الأخبار رواتها. شخصيا لست ميالا للتعدد، ولكنني لا أحب استفزاز الآخرين في قناعاتهم المباحة شرعا. ولهذا فإنني أجد أن المعلومة التي تم نشرها بالأمس ناقصة وغير مقنعة أبدا. وتتطلب توضيحا عاجلا من الدكتورة.
إنشرها