ثقافة وفنون

تسوباسا

تسوباسا

لم تَصر ناومي عازفة في شركتنا، لكنها صارت صديقتي، واعدتُها عاما كان حافلا متصلا غيَّب الجنون عقلينا فيه، ثم تزوجنا لأن ابتعادي عنها أياما كان يحرمني جلاء ألحاني وجموحها. امتلكتُ ناومي إلى الأبد بحلقة ذهبية وضعتُها حول إصبعها، في كنيسة كساها اللون الأبيض كفستانها، وزيّنتها أزهار قرنفلية اللون كإكليلها، وبقينا معا عاما آخر، ثم استيقظت يوما لأجدها شنقت نفسها. تلك اللحظة التي شلَّت عالمي إلى الأبد، وكأنني كوكب توقف عن الدوران، ليستحيل أحد نصفيه إلى صحراء جليدية دمغها الموت بخاتم لا يُمحى، والنصف الآخر يواجه نجمًا لاهبًا يصهره في جحيم لا فرار منها. يلفني البرد كلما تذكرت لحظة استيقاظي ورؤيتها أمامي مشنوقة، للحظة ظننتها تداعبني دعابة سخيفة، ولم أفهم أنها فعلت ما فعلته حقا، حتى بعدما أنزلتها وأسجيتها على فراشنا. بقيت فترة محدقا إلى عينيها الجاحظتين، ولسانها المُدلّى، ووجها المزرق. بدت غريبة تماما، مشوهة تماما، لم أستطع استيعاب أنها المرأة نفسها التي شاركتني حياتي، وعاهدتني على البقاء معي إلى الأبد.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون