Author

الغيث والرياح

|


انتشار أخبار الغيث في أنحاء المملكة كافة يسر الخاطر، بل إننا شاهدنا مناظر "أوروبية" في كثير من المحافظات والمراكز. تلكم الفترة الذهبية الجميلة تستدعي شكر البارئ على ما أنعم به علينا، وتؤكد أنه لا يأس من فضل الله، فقد اعتقد كثيرون أن السنة ستكون قليلة الأمطار، وأكد ذلك بعض المحللين.
ثم انتشرت فجأة التحليلات المعاكسة التي تجاوزت في بعض الأحيان الواقع لتنذر بكوارث في بعض المواقع. المؤكد أن الله سبحانه أفاض علينا نعمه، وأن الحالة المطيرة كانت منتشرة في أرجاء الوطن، وعلى مدار فترة غير قصيرة وهو ما مكن البنية التحتية من التماسك أمام الكم الجميل من الثلوج والمياه.
أكثر ما شغل الناس في تلك الفترة هو الرياح شديدة السرعة التي شاهدنا آثارها في عدد غير قليل من المباني والشوارع، وهي تذكر بأهمية المحافظة على المواصفات عند البناء بما يضمن التعامل مع أحوال الطقس الطبيعية، وإلا فغير الطبيعي لا يمكن أن نتوقعه أن نحسب حسابه عندما نقارن التكلفة باحتمالات ما سيكون.
الرياح العاتية التي أثرت في مناطق كثيرة لم تكن لها نتائج كسابقاتها في أعوام مضت، لكنها تعيدني للتوقعات المستقبلية التي لم يتحدث عنها أحد. هل المملكة ستتأثر بحالات أشد قسوة في القادم من الأيام؟ وهل هناك دراسات تنبئ بمثل هذا الأمر. قد يكون المختصون في المجال درسوا أمرا كهذا لكنني لا أملك سوى أن أطالبهم بنشر ما يعلمونه، وإن لم يفعلوا، فنحن في أمس الحاجة للتعرف على أنماط المناخ في القادم من الأيام.
أقول هذا وأنا واثق أن ما شاهدناه لا بد أن يكون مرتبطا بأمر آخر سواء كان الاحتباس الحراري أو التصحر الذي كان من أكبر آثاره كميات الغبار وكثافتها التي انتشرت في السنوات الأخيرة. العلم بالشيء مهم ولكن الأهم هو التعامل مع العلم والبحث في أساليب حماية البيئة التي تحقق بدورها حماية المدن والسكان والثروات المختلفة التي تعتمد على التواؤم والتوافق البيئي كمنظومة متكاملة.
أظن أن علينا أن نعرف لنتمكن من التصرف السليم حيال كل المؤثرات وألا يقتصر دور العلماء على الإنذار وإنما التعامل مع القادم من التهديدات للمنظومات البيئية كافة.

إنشرها