Author

القائد وتحدي التعليم

|

أرسل لي زميل مقالة أقرب للدرس القيادي، يذكر فيه كيف تمكن أحد رجال الأعمال البارزين من حصاد أكبر مشاركة في محاضرته، رغم عدم وجود ما يدفع لذلك. تمكن المحاضر من تجميع فكر واهتمام الحاضرين، من خلال استخدام وسائل التحفيز المهمة التي قد يؤمن بها بعضهم، وقد لا يفعلون.
إن الاعتقاد السائد بأن المحفز الرئيس للإبداع هو المال، لا يزال يسيطر على كثير من مفاهيم وفكر القادة اليوم. لا يمكن التقليل من أهمية هذا الحافز، لكنه في حال القائد المميز أقل أهمية وتأثيرا. استخدام وسائل المنافسة وحب التفوق والنجاح الموجودة لدى كل البشر، يمكن أن يحقق كثيرا مما لا نتوقعه عندما ننظر للأمور على أنها مجموعة مفاهيم بسيطة.
ركز المحاضر على تحقيق التنافس بين المجموعة، من خلال الحافز المالي في البداية، لكنه اعتمد على معايير وطرق أخرى خلال مراحل التعليم المختلفة، لدرجة أنه في النهاية جعل المجموعة غير مهتمة بالمال بالقدر نفسه الذي بدأ به. إن الشعور الطاغي لدى المجموعة أنهم أصحاب تأثير وقرار يؤدي مفعول السحر في تحفيز المجموعات الوظيفية. هنا، لا أدعو لحرمان "المستحق"، وهذه الحفرة المهمة التي يقع فيها أغلب القادة اليوم.
أقول "حفرة" لأنها من أسهل ما يمكن أن يقع فيه القائد، لكن الخروج منها ومعاودة النشاط الطبيعي العادل بين الموظفين الأنداد في كل شيء، إلا في الأداء والمشاركة في الإنجاز العام للمجموعة، يتطلب كثيرا من الجهد والوقت والتغيير. عندما تتفاعل المجموعة مع المهام الموكلة لها بشكل طوعي بعيد عن المصالح، نكون حققنا أعلى درجات التميز في القيادة، وهذه بالتأكيد أصعب الأمور التي يمكن تحقيقها.
ركز المحاضر على مفاهيم أساسية في إيصال فكرته، وربط كل سلوك مارسه الحضور بمفهوم من مفاهيم القيادة التي يؤمن بها، مثل التحفيز والتفكير خارج الصندوق، والعمل الجماعي، ودعم المنافسة الشريفة، والتحسين المستمر، وغيرها من المفاهيم المهمة التي لا بد أن يتقن استخدامها القائد بالطريقة الإيجابية التي تضمن النتائج الصحيحة.
في بداية المحاضرة، وعد المحاضر من يفوز في النهاية بجائزة كبرى، واعتقد الجميع أنها ألف دولار كان يحملها في يده، إلا أنه أكد أن الجائزة هي "التعلم"، وأن أهم ما يجب أن يعلمه أي قائد هو أنه لا يمكن أن يحصل على شيء دون أن يدفع ثمنه.

إنشرها