Author

عملة إيران «تتبخر»

|

سواء سجل النظام الإرهابي الإيراني أحجام النقد الأجنبي باليورو أو بأي عملة صعبة أخرى، فالخراب الاقتصادي يسود الساحة الإيرانية من كل جانب. وسواء استمرت أكاذيب علي خامنئي على شعبه وعلى نفسه أيضا أو لم تستمر، فإن التردي الاقتصادي يحدث يوميا في البلاد، بما في ذلك انضمام شريحة من المجتمع إلى سكان الكهوف! وأخرى إلى ما دون الحضيض، وثالثة إلى ما تحت خط الفقر. الغلاء يسود الساحة، والعجز المالي ينتشر في كل مكان، والتضخم يتقدم إلى مستويات هائلة، والبطالة ترتفع كل ساعة. ويحدث أيضا تأخر بعض المؤسسات عن تسديد رواتب موظفيها. وتبقى المصيبة اليومية المتجددة حاضرة، بتبخر قيمة الريال الإيراني ليس الآن فحسب، بل منذ انقضاض الخميني على الحكم في البلاد.
بين عام 1979 والعام الجاري تراجعت قيمة الريال الإيراني مقابل الدولار بكم؟ بـ85 ألفا في المائة! نعم هذه النسبة صحيحة ويتحدث عنها إيرانيون من داخل البلاد. ورغم محاولات نظام الملالي الحد من هذا التبخر، إلا أنها كلها باءت بالفشل المؤكد. لا يوجد ما يسند هذه العملة إلى الساحة. وكل الثروات التي تتمتع بها البلاد ذهبت في مسارات لا دخل للشعب الإيراني بها، من خلال حروب في بلدان أخرى، وتأسيس العصابات والمنظمات الإرهابية، والقيام بأعمال غير أخلاقية، كل هذا لتحقيق حلم "التوسع"، لكن في النهاية هذا لا يرقى حتى إلى مستوى حلم، إنه الوهم بعينه، لاستحالة أن يتحقق لا الآن ولا حتى بعد ألف عام.
لم يستفد الشعب الإيراني حتى من وصول سعر برميل النفط في مرحلة من المراحل إلى 150 دولارا، والسبب أن هذه الأموال كانت تسرق منه من حكامه من أجل تمويل استراتيجية الخراب، ونشر ما أمكن من المصائب في كل المنطقة. الذي حدث أن المصائب أصابت الإيرانيين قبل غيرهم، وهم يعرفون أنه كان أمام نظام الملالي الذي يحكمهم بالحديد والنار كثير من الفرص لتغيير سلوكياته بما ينعكس على الشعب نفسه. والسلوكيات المطلوبة هنا، أن يكون جزءا طبيعيا من المنطقة، لا جزءا إرهابيا إجراميا طائفيا دنيئا فيها. وكان هذا دافعا دائما للإيرانيين لانتفاضة تلو الأخرى على هذا النظام، على الرغم من المخاطر التي تعرضوا لها من وحشيته.
سرقة مقدرات الشعب الإيراني من حكامه ليست السبب الوحيد للفقر وتبخر العملة الوطنية. هنا الفساد الذي صارت له مؤسسات انطلاقا من مكاتب علي خامنئي نفسه وصولا إلى أصغر مسؤول في الجهات التابعة له. الذي يحدث في إيران الآن، أن عصابات (بكل معنى الكلمة) باتت منذ سنوات تسيطر على أكثر من نصف الاقتصاد الوطني، وإنتاج الأموال من أموال الشعب لا يتم حتى بصورة شرعية، بل يجري عبر قنوات مشينة مثل تجارة المخدرات والاتجار بالبشر وغيرهما! المهم بالنسبة لهذا النظام المضي قدما باستراتيجية الخراب. فهو يعتبرها مقدسة مثل معتقداته المعيبة. لن تكون هناك قفزة للشعب الإيراني على الصعيد الاقتصادي طالما ظل نظام الملالي يتحكم في مصير الأمة كلها. فالعملة الوطنية ستنتهي بعد أن تفقد كل ما بقي من قيمتها المتبخرة.
ولا يبدو أي أمل في إمكانية إصلاح هذا النظام. في الواقع إن أية عملية إصلاح ستؤدي به إلى مزبلة التاريخ.

إنشرها