أخبار اقتصادية- عالمية

أسعار الكهرباء تحدد مصير 30 ألفا من توربينات الرياح الألمانية

أسعار الكهرباء تحدد مصير 30 ألفا من توربينات الرياح الألمانية

تعد ألمانيا واحدة من زعماء العالم، عندما يتعلق الأمر بطاقة الرياح، حيث يوجد نحو 30 ألفا من توربينات الرياح تعمل، لتزود طاقة للشبكة.
ووفقا لـ"الألمانية"، فإنه على الرغم من توربينات الرياح الضخمة تلك، التي غالبا ما تزيد طول ريشها عن 50 مترا، إلا أنها لا تدوم للأبد، وهناك قلق متزايد في ألمانيا بشأن كيفية إعادة تدوير التوربينات، التي أدت غرضها وتم تفكيكها.
ومن المنتظر أن يتزايد العدد على مر السنوات المقبلة، حيث إنها تتآكل وبدأت تسود تكنولوجيات أحدث، لكن لا يمكن أن يتم بيعها كلها في الخارج.
وتأسست خدمة إدارة النفايات "نيوكومب" ومقرها مدينة بريمن في عام 2015، وهي تقوم بتقطيع الريش الدوارة، التي تم تفكيكها وخلط الشظايا ـ بالأساس الألياف الزجاجية- مع مخلفات من تصنيع الأوراق للبيع لصناعة الأسمنت، طبقا لما قاله الرئيس التنفيذي للخدمة، هانز- ديتر فيلكن.
وأشار إلى أن "الألياف الزجاجية تضاف إلى الأسمنت، والطلب متزايد للغاية، لدرجة أنه يمكننا في الواقع إنتاج المزيد".
وتأخذ خدمة إدارة النفايات ريشا، تم تفكيكها من مختلف أنحاء ألمانيا وأيضا من الدنمارك المجاورة.
وتأخذ أيضا مخلفات الإنتاج، المتروكة من تصنيع الريش الدوارة، المصنوعة بشكل عام من البلاستيك المقوى بالألياف الزجاجية.
وفي الوقت الحالي، فإن تلك المخلفات تشكل الجزء الرئيس للمادة، لذلك حتى الآن، هناك حاليا عدد ضئيل من الريش الدوارة بشكل نسبي، يتم تفكيكها.
وبينما خدمة إدارة النفايات تعد نفسها تحتل مكانا لائقا في السوق الألمانية، يتوقع فيلكن مزيدا من المنافسة، خلال السنوات المقبلة.
كما يتوقع "اتحاد طاقة الرياح الألماني" أنه سيتم تفكيك عدد متزايد من توربينات الرياح اعتبارا من عام 2021.
ومن تلك النقطة، ستتوقف كثير من التوربينات عن أن تكون مؤهلة لإعانات سخية، بموجب "قانون مصادر الطاقة المتجددة" الألماني، الذي دخل حيز التنفيذ في عام 2000، وكفل رسوما جمركية لمدة 20 عاما.
ومن المرجح أن يتم استبدال كثير من التوربينات القديمة بمعدات أكثر تطورا وكفاءة.
ويعتقد الاتحاد أن الإبقاء على تشغيل التوربينات القديمة سيكون ممكنا من الناحية الفنية، لكن سواء أكانت مربحة أم لا، سيكون أمرا قابلا للنقاش، حيث إنه لا يمكن أن يتنبأ أي شخص بأسعار الكهرباء في عام 2021.
وطبقا للاتحاد، كان هناك أكثر من 28 ألفا من توربينات الرياح، تعمل في ألمانيا العام الماضي. وبدأ نحو 1800 توربين جديد في العمل على الأرض العام الماضي، بينما من المقرر أن يتم تفكيك 387.
وأضاف الاتحاد أن هناك طلبا على التوربينات القديمة من جنوب شرق أوروبا، على سبيل المثال. لكنه أشار أيضا إلى أنه يتم دراسة الأفكار بشأن إعادة التدوير، على نحو متزايد، في ضوء توقعات بأنه سيتم فصل مزيد من التوربينات من الشبكة.
ويدرس العلماء أيضا الخيارات، كما يدرس باحثون في جامعة "براندنبورج التقنية"، جنوب برلين دمج الريش الدوارة الممزقة والرماد المتطاير، الذي تخلفه محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم، لاستخدامها في صناعة الأسمنت.
ومن المتوقع أن تساعد الريش الدوارة، التي يعاد تدويرها في استقرار الخرسانة، عندما تحدث تصدعات، حسبما يوضح هولجر سيدليتز، الأستاذ في إدارة البناء في الجامعة. ويضيف أن التجارب التي أجريت العام الماضي كانت واعدة.
ويشير توماس بروبست من الرابطة الألمانية للمواد الخام الثانوية والنفايات إلى أن الريش الدوارة غير مناسبة للحرق، حتى بعد التمزيق.
ويمكن أن تلحق لدائن "الايبوكسي" الصلبة، المستخدمة في مادة "البوليمر المقوى بألياف الكربون"، المستخدمة بشكل متزايد، أضرارا بمرشحات مصانع الحرق، طبقا لما ذكره بروبست.
ويؤكد بروبست أنه تم إثارة معظم الأفكار الخاصة بإعادة التدوير، في قطاع البناء، حيث يتم استخدامها في "الجص"، إضافة إلى الأسمنت، لكن ليس هناك بعد أي تطبيقات على نطاق واسع لإعادة تدوير الريش.
يشار إلى أن ألمانيا سجلت ارتفاعا قياسيا جديدا في إنتاج الكهرباء من مصادر طاقة متجددة عام 2017.
وبحسب بيانات شركة "إيون" الألمانية للطاقة، أنتجت محطات توليد الكهرباء المولدة من طاقة الشمس والمياه والرياح العام الماضي نحو 154 مليار كيلوواط/ساعة، بزيادة قدرها الخمس مقارنة بعام 2016.
وذكرت الشركة أن تلك البيانات لا تشمل إنتاجية الكهرباء للمحطات العاملة بالكتلة الحيوية، التي بلغت 38 مليار كيلوواط/ساعة.
يذكر أن مصادر الطاقة المتجددة تعتمد على نحو كبير على أحوال الطقس، وتخضع إنتاجيتها لذلك لتقلبات موسمية قوية. فعلى سبيل المثال، شهدت ألمانيا طقسا عاصفا خلال شهري أيلول (سبتمبر) وكانون الأول (ديسمبر) الماضيين، ما جعل النصيب الأكبر لإنتاجية الكهرباء من الطاقة المتجددة لمحطات الرياح، حيث بلغت 16 مليار كيلوواط/ساعة في كلا الشهرين. وفي أيار (مايو) وتموز (يوليو) وآب (أغسطس) الماضي بلغت إنتاجية محطات الطاقة الشمسية، التي تضم 1.6 مليون لوح شمسي في الولايات الجنوبية على وجه الخصوص، نحو خمسة مليارات كيلوواط/ساعة في كل شهر من الثلاثة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية