default Author

هذه هي

|

ليست أول ولا أفضل ولا أعظم ولا أجمل ولا أتعس، إنها فقط هي! بكل جمال المرأة، وتناقضاتها، ونجاحاتها، وإخفاقاتها. هي ليست كائنا غريبا في هذا الكوكب، صنعوا لها إطارا وحبسوها فيه، يرونها من خلاله حتى بتنا نفكر في أنفسنا مثلما يروننا!
فمن هي؟
إنها المرأة السعودية، ذلك الكائن المحير الذي شغل العالم. يكفي لأن تدخل إحداهن عالم الشهرة مجرد أن تقول إنها امرأة أو فتاة سعودية خالفت عرفا أو دخلت مجالا لا يتلاءم مع المرأة أساسا، لتحمل فوق الأعناق ويشاد بها، لنكتشف في النهاية أنها مجرد كذبة!
ما دعاني لهذه المقدمة، وما دفعني للكتابة عن المرأة السعودية، أمران. أولهما، حزني وأسفي الدائم على قصر إنجازات المرأة السعودية في عدد من البارزات لا يتجاوز عددهن أصابع اليد، ناسين أو متناسين عشرات، بل مئات السعوديات المتميزات في جميع المجالات، من ربة البيت إلى العالمة في علوم الفضاء. مجد المرأة السعودية ونجاحاتها ليس مستغربا، ولا حديث عهد، فهي الأم والمربية والقائدة التي ساندت الموحد منذ بداية الدولة السعودية ولعبت أدوارا يشار إليها بالبنان. وثانيها، وجودي مساء البارحة في كيان يحمل اسم إحداهن، ومن كانت فخرا وعزا لإخوانها. سيرتها اختلطت برائحة الورد الطائفي المروي بماء الإنجاز المنقى بتقنية النانو، ليلة امتزج فيها العلم بالعمل، وزرع زرع بيد أمهات قد لا يكن متعلمات، لكنهن معلمات ومربيات بالفطرة، فحصدته البنات!
كان مساء مميزا توجت فيه المرأة السعودية بتاج حقيقي "جائزة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن للتميز" في دورتها الأولى، أظهرت الجائزة نساء حق لهن أن يكن في هذا المكان ويعتلين سلم المجد، صبرهن، كفاحهن، عملهن الدؤوب، العمل الجماعي، ولد لنا نساء حقيقيات، وبرزت مؤسسات أديرت بسواعدهن، ليعم خيرها شرائح كانت تحت خط الفقر. نساء وهبن أنفسهن للعمل الخيري، فأشرقت شمس عملهن لتحجب ظلام الكسل والركون، وتمنح أشعتها الأمل، وتبعث روح التحدي في نفس كل من احتوتها هذه المؤسسات، سواء مقدمات الخدمة أو المستفيدات، فالمرأة بالذات حين تعمل يعم خيرها الجميع، هي أم بكل ما يحمله هذان الحرفان من معان.
فوزهن شرف لنا، لم يصنعهن الإعلام، بل صنعن أنفسهن، "مركز سليسيلة، البروفيسورة عواطف هندي، جمعية بنيان، نورة الحارثي".
إنجازاتهن دفعت بإحدى الحاضرات، الدكتورة غادة رئيسة إقليم آسيا والباسيفيك في مجلس الحرف العالمي، لتصعد إلى المنصة وتطلب مباشرة من الحرفيات السعوديات المشاركة في جائزة التميز للحرف اليدوية، لما رأته من أعمال حرفية مميزة استغلت فيها خامات البيئة. أعتقد أن هذه هي المرأة السعودية، القوة الناعمة!

إنشرها