Author

مستقبل العرب

|


المصالح هي القاسم المشترك بين الشعوب، وهذا الأمر يصدق على العرب. السوق العربية المشتركة هي الأساس الذي يمكن أن يكون جامعا بين العرب، ومن خلال هذه السوق يمكن تأسيس إطار لا يمكن أن يهتز. ولكن هذا الإطار، لا يزال تأثيره محدودا، رغم أنه جرى الحديث عنه كثيرا.
لقد استطاعت دول الخليج العربي، من خلال مجلس التعاون، أن تقدم نموذجا أكثر كفاءة، من خلال التنسيق الاقتصادي بينها.
ولا شك أن الجامعة العربية، تمثل رابطة أوسع، تنتظر تفعيلا يجعل المصالح الاقتصادية تغدو أكثر فاعلية من أجل تحقيق التنمية والرخاء في البلدان العربية. من المؤسف، أن عملية التجريف التي تعرض لها العالم العربي، بسبب الخريف العربي، وما قبله من تجارب وإخفاقات، قد أفضت إلى إشاعة روح الفرقة، ولم يكن من الممكن تجسير فعل اقتصادي حقيقي يمكن من خلاله تحقيق التكامل الاقتصادي المنشود.
لقد بدأت المملكة، أخيرا، تجربة جديدة من خلال مشروع نيوم، الذي أعلن عنه ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، في 24 تشرين الأول (أكتوبر) 2017، من خلال تظاهرة عالمية كبرى شهدتها الرياض.
هذه التجربة هي مبادرة خلاقة، إذ إنها تمد جسورها صوب عدد من البلدان العربية، ولا تقتصر ثمراتها على المملكة وحدها.
مثل هذه المشروعات المشتركة، التي تتجاوز الشعارات إلى الفعل الحقيقي، هي ما يحتاجه العالم العربي، حتى يتمكن من الوقوف في وجه محاولات إشغاله بحروب صغيرة وخلافات مصطنعة.
من المؤسف أن بعض العرب تورط في إشعال الخلافات، وصب الزيت على النار، وتحريش الشعوب، وعمل المؤامرات، وتشجيع التطرف والإرهاب.
لقد كان التحالف ضد الإرهاب هو، المحطة الأولى التي تم من خلالها تنفيذ الخطوة الأهم من أجل حماية البيت العربي. قمة الظهران، بالأمس، جاءت لتمثل فرصة لصياغة واقع عربي جديد. وهذا مصدر فرح لكل العرب. ولا عزاء للمتآمرين.

إنشرها