Author

الكلمة ومواقع التواصل

|

 

تستمر وسائل التواصل الاجتماعي الإلكترونية في خلق الرأي العام وتشكيله، ويستمر الذكاء في التعامل مع الإعلام ووسائله، إضافة لوسائل التواصل المجتمعي في تكوين الشخصية العامة التي تظهر بها المنشأة للعالم الخارجي. تعتمد الفطنة، هنا، على الهدوء والروية وسرعة البديهة وحسن التصرف. عناصر معنوية لا يمكن أن نتفق على تشخيصها، لأن كلا يرى العالم من منظوره الخاص المبني على خبراته وثقافته وبيئته التي نشأ فيها.

لهذا نقول، إن أي شخص يمثل مجموعة أو منظومة أمام العالم، سيضر نفسه قبل أن يضر منشأته عندما يخطئ في التعامل مع هذه الوسائل الخطيرة. الاستعجال والغضب، هما العنصران الأهم، ولهذا كانت نصيحة النبي الحبيب ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ للشاب الذي سأله أن ينصحه بقوله، "لا تغضب "، فكررها عليه، وكرر لا تغضب مرارا.
الغضب يدفعنا لفقدان الاتجاه، ويغطي على قدرتنا في الحكم على الأمور بشكل عقلاني، وهو ما يجعلنا نستمر في البحث عن الحلول والمخارج، وكان الأولى أن يحافظ الواحد على هدوئه وتماسكه أمام الآخرين. تزداد أهمية عنصري الروية والهدوء، عندما يكون الطرف المقابل متمرسا في عمليات الإمساك بالأخطاء واستغلالها في الحصول على ما يريد، ومن أقدر من المحامي على قراءة الطرف المقابل والاستفادة من تجاوزاته وسلبياته.
لذا، كان المطلوب دوما أن يكون المسؤول العام على مستوى عال من التأهيل والتدريب التفاعلي، وهو نتاج تدريب وبرامج معلومة، يمكن أن يحصل عليها الجميع لوفرتها وسهولة الحصول عليها واستيعابها. هذه المهارات هي، مهارات التواصل، وتمكن كل من يبرع فيها من أن يؤثر في الرأي العام ويجذب المتلقي لطرفه.
على العموم، ما يمكن أن نتعلمه من الحوار، الذي أدى لفقدان أحد المتحدثين هدوءه، هو أن عملية الاختيار لا تنتهي عند صدور القرار، وإنما تبدأ عندئذ. يجب أن نعمل على توفير التأهيل المناسب لكل من يعمل في مجال مهما كان هذا المجال وقناعتنا بسهولة العمل فيه. التأهيل الذي أتحدث عنه يستمر دون كلل ولا ملل، ويتعامل مع الإعداد والتنشيط للمهارات، حيث تستمر التحديات في مواجهة المسؤول، والمنشأة التي يمثلها، وتزيد خطورته كلما كان ذا علاقة بالمستفيد وخدماته ورؤيته وانطباعه عمن يقدم الخدمات له.

إنشرها