FINANCIAL TIMES

الصين تنازع أمريكا ريادة تقنيات علاج السرطان الحيوي

الصين تنازع أمريكا ريادة تقنيات علاج السرطان الحيوي

الصين تنازع أمريكا ريادة تقنيات علاج السرطان الحيوي

قبل بضعة أيام من خروج كريغ تشيس من مستشفى الشعب الإقليمي في جيانجسو في نانجينغ، أخبره طبيبه بشيء لم يكن يتوقع أن يسمعه: لقد تم شفاؤه من السرطان.
وكما يتذكر: "لم تكن لغته الإنجليزية جيدة، لذلك استخدم برنامج الترجمة من محرك جوجل.
عندما قال لي إنني شفيت، أخبرته أن من المستحيل ذلك - لا يوجد علاج للورم النخاعي المتعدد، لكنه قال ’لا، أنت بالتأكيد شفيت‘. لقد كان أمرا لا يصدق".
أمر لا يصدق، ربما، ولكنه أيضا صحيح. عندما عاد تشيس، البالغ من العمر الآن 57 عاما إلى أمريكا بعد أن أمضى ستة أسابيع من علاجه في الصين بهدف الخضوع لمزيد من الفحوصات، لم يتمكن أطباؤه من العثور على أي أثر للورم النخاعي المتعدد.
اختفى سرطان الدم الذي يعانيه منذ ثلاث سنوات - والذي هدد بإنهاء حياته.
غالبا ما يسافر الصينيون الأثرياء إلى الولايات المتحدة للحصول على الرعاية الصحية، ولكن من النادر سماع شخص ما يسير في الاتجاه الآخر.
في الواقع، كان تشيس أول أمريكي يعالج في مستشفى جيانجسو، حيث خضع لإجراء تجريبي يعرف باسم العلاج بالخلايا التائية المستقبلة للخلايا المستضدية الخيمرية أو ما يختصر إلى Car-T.
في الوقت الذي تنتقل فيه التقنية الحيوية من قوة إلى قوة على مدى العقود الأربعة الماضية، كانت الصين متخلفة عن هذه الصناعة، ويغلب عليها اتباع الغرب بدلا من السعي لتحقيق ابتكارات خاصة بها.
الآن تظهر بسرعة كبلد رائد عالميا في العلاجات الخلوية مثل Car-T، الذي يحاول علاج المرض وحتى الشفاء منه عن طريق اختراق بيولوجيا الجسم.
هناك منذ فترة تجارب سريرية في الصين أكثر منها في الولايات المتحدة، ويقول تنفيذيون وعلماء إن لدى الصين عددا من المزايا الاستراتيجية التي يمكن أن تسمح لها بتحدي الهيمنة الأمريكية، بما في ذلك نظام تنظيمي ميسر، وتكاليف العمالة المنخفضة، والخبرة في التصنيع الدقيق.
يقول براد لونكار، مؤسس صندوق Loncar المدرج في البورصة للسرطان والمعالجة المناعية، الذي عاد أخيرا من رحلة إلى الصين: "الشركات الصينية التي التقيتها مصممة على أن تصبح رائدة في هذا المجال.
هذه العلاجات لديها القدرة على أن تكون ذات قدرة تعطيلية كبيرة للغاية في مجال الطب، وأعتقد أنهم ينظرون إليها على أنها فرصة فريدة كمتنافسين جدد للارتقاء في صدارة صناعة التقنية الحيوية".
في وقت يشعر فيه الرئيس دونالد ترمب بالانزعاج من خطط بكين للهيمنة على صناعات المستقبل، فإن جهود الصين في أن تصبح الوجهة البارزة لعلاج الخلايا والتقنيات المتطورة الأخرى مثل تحرير الجينات، سيمثل تحولا كبيرا في الطب الحديث وعلامة مهمة في التنافس التقني المتنامي بين الولايات المتحدة والصين.
وكتب المحللون في وكالة بيرنشتاين في تقرير هذا العام: "علاج Car-T هو من بين الأركان القليلة للتقنية الحيوية التي قد يتاح فيها للصين فرصة التنافس على المستوى العالمي على المدى القريب والمتوسط، وحتى التقدم في السباق العالمي في أهداف معينة".
لم تكن زيارة تشيس للصين دون لحظات مؤلمة. في إحدى المناسبات في نانجينج، استخدم طبيبه لفافة من الأعشاب للحد من تورم كبير في كاحله.
ويتذكر تشيس، وهو سمسار أوراق مالية، أنه "يشبه رائحة غداء إيطالي"، على الرغم من أنه يقول إنه على ما يبدو كان ناجحا.
هذه الحكاية ذات التقنية المتدنية لا تدل على حقيقة أن علاج Car-T هو في طليعة علم الأحياء: فهو ينطوي على استخراج خلايا دم المريض وإعادة هندستها في المختبر حتى تتمكن من التعرف على السرطان وتدميره ثم إعادة إدخالها في الجسم.
هناك بالأصل نوعان من منتجات Car-T للأنواع النادرة من سرطان الدم في السوق في الولايات المتحدة، التي تنتجها شركة نوفارتيس للأدوية السويسرية، ومجموعة جلياد للتقنيات الحيوية على الساحل الغربي.
العلاج لا يزال في مراحله الأولى، ويعتقد كثير من العلماء في هذا المجال أن التقدم الأكبر فيه لم يأت بعد. الهدف الرئيسي التالي هو الورم النخاعي المتعدد، حيث من المتوقع بعد ذلك أن توجه الشركات اهتمامها إلى السرطانات الصلبة، وحتى الأمراض المعدية مثل فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز).
البحوث في علاج Car-T في الصين توسعت بشكل ضخم في السنوات الأخيرة. هناك حاليا 116 تجربة سريرية مسجلة في البلاد وفقا لقاعدة بيانات الحكومة الأمريكية، مقارنة بـ 96 في الولايات المتحدة و15 في أوروبا، وهو ما يعطيها ريادة لم يكن من الممكن تصورها عندما تم اكتشاف العلاج لأول مرة.
يقول كارل جون، الأستاذ في جامعة بنسلفانيا الذي ساعد في تطوير علاجات Car-T الأولى: "كانت الصين لا شيء عندما بدأنا (التجارب البشرية) في عام 2010. ثم لحقوا بنا، والآن تفوقوا علينا".
على الرغم من أن الرسوم الجمركية المقترحة من إدارة ترمب على التجارة تستهدف المكونات الصيدلانية الخام من الصين، إلا أن ذلك لن يكون له تأثير يذكر على قدرة الصين على متابعة وتصدير العلاجات الخلوية والجينية في مستقبل.
سمع تشيس لأول مرة عن Car-T الذي من شأنه أن يخلصه من السرطان بعد أن تم نشر تجربة سريرية كبيرة للعلاج في حزيران (يونيو) الماضي، في أكثر مؤتمرات الأورام شهرة في العالم.
يجري لقاء الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري كل عام في مركز للمؤتمرات بجوار بحيرة ميشيغان، حيث ينقب 30 ألف باحث وطبيب من جميع أنحاء العالم في الدراسات التي ترعاها أكبر شركات الأدوية في مجال السرطان.
أكثر الأبحاث لفتا للنظر في مؤتمر العام الماضي قدمته مجموعة صينية للتكنولوجيا الحيوية لم يسبق لأحد أن سمع عنها: Nanjing Legend.
في دراسة شملت 35 مريضا صينيا مصابين بالورم النخاعي المتعدد، الذين انتكسوا جميعا ولم يعودوا يستجيبون للعلاجات، دخل 33 مشاركا في مرحلة أقل حدة للمرض بحيث لم يعد له تأثير خلال شهرين من العلاج.
وكان معدل الاستجابة بنسبة 94 في المائة من بين أعلى المعدلات التي شهدتها تجربة العلاج ب Car-T.
سرعان ما تحولت الإثارة حول هذه التجربة إلى عدم التصديق في بعض الأوساط، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن شركة Legend كانت اسما غير مألوف، وأن مقرها أيضا كان في الصين.
وقال بعض الوفود في المؤتمر لصحيفة "فاينانشيال تايمز" إن البيانات الواردة من شركة مقرها في بلد يعبث بأرقام نموه الاقتصادي لا يمكن الوثوق بها.
تشيس، الذي أمضى خمسة أشهر على قائمة الانتظار لتجربة علاج Car-T في الولايات المتحدة، تحرى عن Legend، وتحدث إلى التنفيذيين فيها، وتأكد من أنها شركة ذات موثوقية.
كان أحد أطبائه قلقا بشأن الكيفية التي قد يعالج فيها مستشفى صينيا الآثار الجانبية السامة والمميتة أحيانا ل Car-T - الإنتاج المفرط للخلايا المناعية المعروفة باسم "عاصفة السيتوكين" - ولكنه توصل إلى أنهم سوف يفعلون ما يستطيعون لإبقائه على قيد الحياة. بعد شهر، لحق برحلة بطائرة متجهة إلى شنغهاي.
ويقول: "كنت أعلم أنهم كانوا يحاولون بيع هذا الدواء في الولايات المتحدة، لذا فهم لن يأخذوا أمريكيا في برنامجهم التجريبي ويرسلوه إلى بلده جثة هامدة".
لم يكن هو الشخص الوحيد الذي انتبه للبيانات المنشورة في Asco. اشترى المستثمرون أسهما في الشركة الأم لشركة Legend، وهي شركة GenScript المدرجة في بورصة هونج كونج، التي ارتفعت أسهمها ستة أضعاف منذ الدراسة الإيجابية.
وأثارت "Legend" اهتمام المسؤولين التنفيذيين في "جونسون أند جونسون"، أكبر شركة للرعاية الصحية في العالم.
كانت مجموعة الأدوية الكبرى تبحث عن طريقة لدخول السباق لتطوير علاج Car-T لورم النخاع المتعدد، وقد أذهلتها نتائج التجربة.
يقول بيتر ليبوويتز، الذي يترأس بحوث علم الأورام في وحدة جانسن، قسم صناعة الأدوية في شركة جونسون أند جونسون: "كانت البيانات السريرية متفوقة على أي شيء آخر رأيناه. كانت البيانات جيدة فوق الحد على نحو يكاد يصعب معه تصديقها".
على مدار الأشهر القليلة التالية، تولى الدكتور ليبوويتز وزملاؤه بعدة رحلات إلى الصين للقيام بالعناية الواجبة، وأصبحوا واثقين من أن علاج Car-T التابع لـ Legend، الذي يحمل الاسم الرمزي LCAR-B38M، "من الأصول المذهلة".
في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وقعت الشركتان صفقة. دفعت شركة جونسون أند جونسون مبلغ 350 مليون دولار لإبرام اتفاقية تتقاسم بموجبها الشركتان تكاليف تطوير Car-T وتقسيم الأرباح، إذا تمت الموافقة عليها من قبل الأجهزة المنظمة في الولايات المتحدة والصين.
من رأي الدكتور ليبوويتز أن LCAR-B38M يمكن أن يكون متفوقا على أي علاج Car-T منافس يجري تطويره في شراكة بين Bluebird Bio و"سيلجين"، وهما شركتان للتكنولوجيا الحيوية في الولايات المتحدة، الذي يعتبر عموما المنتج الأكثر تقدما في السباق لمعالجة الورم النخاعي المتعدد.
وكما يقول: قد يكون أحد أسباب ذلك هو أن Car-T شركة Legend يرتبط بنقطتين على البروتين المسبب للسرطان. ويضيف: "إذا كنت ستلتقط كرة سلة، فمن الأسهل الإمساك بها بكلتا اليدين بدلا من يد واحدة".
حتى لو تبين أن Car-T من شركة Legend هو أفضل من منافسه الأمريكي، إلا أن ذلك قد يكون أمرا شاذا عن القاعدة. يقول الباحثون في كلا البلدين إنه على الرغم من الطفرة في الأبحاث، إلا أن الصين لا تزال تحاول اللحاق بنا علميا.
يقول الدكتور جون: " Legendهي الاستثناء. الباقي هو مجرد نسخ الأجهزة لما نقوم به في الولايات المتحدة - ليس هناك الكثير من الابتكار حتى الآن".
يوافق يانج لينج، مؤسس شركة Persongen Biomedicine، وهي شركة صينية لصناعة علاج Car-T، على ذلك. "على المستوى الفني، بلدنا بشكل أساسي يتبع الاتجاه العام في أورام الدم".
ومع ذلك، فإن بعض مجموعات التكنولوجيا الحيوية تشق طريقا جديدا. هناك أكثر من 20 تجربة لـ Car-T تستهدف الأورام الصلبة في الرئتين والكبد والبنكرياس والثدي والمبايض.
علاج السرطانات التي من هذا القبيل هو أولوية بالنسبة لشركات Car-T نظرا للأعداد الكبيرة من الأشخاص المتأثرين بها.
تقول شركة "Innovative Cellular Therapeutics" التي تتخذ من شنغهاي مقرا لها ومن بين مساهميها هناك شركة سوفت بانك اليابانية، إنها حققت تقدما ملحوظا اتجاه تحويل "Car-T" إلى منتج جاهز يمكن شراؤه بدلا من علاج يتم تجهيزه لكل مريض على حدة. الانتقال من النموذج "الذاتي جينيا" الحالي - الذي يستخدم خلايا المريض نفسه - إلى نموذج "متشابه جينيا" يستخدم الخلايا من المتبرعين يعتبر خطوة رئيسية في تقليل تكلفة العلاج وتعقيده.
يقول شياو يانج، مؤسس ICT: "كنا في البداية نسير خلف غيرنا، لكن لدينا الآن القدرة على أن نكون من القياديين".
طفرة Car-T يجري دفعها الآن من خلال طوفان من الاستثمارات – التي وصلت إلى عشرة مليارات دولار في العام الماضي - في شركات التكنولوجيا الحيوية الصينية، التي أسسها في الأغلب علماء ولدوا في الصين ثم هاجروا وأخيرا عادوا من الخارج.
غالبا ما يقول هؤلاء المؤسسون إن الحصول على تمويل في الصين أسهل منه في الولايات المتحدة.
مع العدد المتزايد من السكان المتقدمين في السن وأنماط الحياة غير الصحية والتلوث في البلاد، تعاني الصين إصابات عالية بالسرطان في العالم، حيث تم تشخيص 4.3 مليون حالة في عام 2015، أي ضعف الرقم في عام 2000.
وهذا يجعل التعاقد مع المرضى لإجراء التجارب أسهل ومن المحتمل أن يكون مصدرا هائلا للطلب.
لدى الصين أيضا مواطن قوة استراتيجية، مثل النفقات العامة الرخيصة وقطاع للتصنيع ذي تكنولوجيا عالية، التي يمكن أن تساعد في خفض التكلفة العالية لصنع دواء Car-T لكل مريض على حدة.
طبيعة هذه العملية التي تحتاج إلى تصميم مخصص للشخص أو الحالة - التي تتم في معظم الأحيان عن طريق اليد – أدت إلى أسعار قياسية للعلاج، التي تصل إلى 475 ألف دولار للشخص الواحد في الولايات المتحدة.
وهذا يثير قلق المرضى الصينيين الذين تقل دخولهم بشكل عام عن المستويات الأمريكية. يقول تشانج تشي، أحد مرضى تجربة "Legend" في الصين: "كان الجميع يشعر بالقلق الشديد بعد أن عرض الدواء للبيع في الولايات المتحدة"، لأن التكاليف التي بحدود حتى مليون رنمينبي (158 ألف دولار) ستكون "عبئا ثقيلا بالنسبة لأي شخص صيني".
وقال فرانك تشانج الرئيس التنفيذي لشركة Nanjing Legend، الحاصل على درجة الدكتوراه من جامعة ديوك وعمل لمدة سبع سنوات في شركة أدوية أمريكية، إن الأسعار يمكن أن تكون أقل في الصين على اعتبار أن تكاليف تصنيع "Car-T" يمكن أن تكون سدس تلك الموجودة في الولايات المتحدة.
هناك 30 شركة صينية تشارك في تجارب Car-T تبني ما يزيد على عشرة آلاف متر مربع من مرافق التصنيع المخصصة، وغالبا بدعم من الحكومات المحلية.
يقول فاسانت ناراسيمهان، الرئيس التنفيذي لشركة نوفارتيس، وهي أول شركة تطلق علاجا يقوم على Car-T، إنه يمكن أن ينتهي الأمر بمجموعته بالتوجه إلى الشركات الصينية للمساعدة في إنتاج علاجاتها.
يقول: "لا شك أن هناك خبرة قوية في الصين في مجال الأتمتة، واستخدام الروبوتات، والتصغير. نريد الاستفادة من ذلك إذا كانت الجودة موجودة".
يقول الدكتور جون إن شركة Tmunity، وهي شركة أسسها أخيرا، يمكنها أيضا إجراء أبحاث في الصين، مشيرا إلى أن كثيرا من علماء الأحياء في البلاد تدربوا في جامعات أمريكية قبل أن يعودوا إلى بلدهم - ويمكنهم إجراء تجارب بتكلفة أقل بكثير.
إذا استمرت الصين في القيام بمثل هذا الكم الهائل من الأبحاث، فسوف تقود الطريق في النهاية إلى اكتشافات علمية مهمة.
ويقول: "جزء من عملية الاكتشاف هو مجرد إجراء التجارب على البشر ودراسة الأشياء التي تظهر. سيقدمون ملاحظات جديدة غير متوقعة وسيؤدي ذلك إلى ملكية فكرية جديدة. هذا ما يحدث إذا أجريت تجارب كافية".

إطار
فجوات في القواعد
الانتشار الواسع للتجارب على Car-T في الصين يستفيد من ثغرة في الأنظمة، فحيث إن العلاج تم تصنيفه على أنه تقنية طبية وليس دواء، فإن إجراء التجارب يقتضي الحصول على إذن من لجان الأخلاقيات الداخلية في المستشفيات، وليس إدارة الغذاء والدواء الصينية.
ويقول الأطباء إن هذه العملية يمكن أن تستغرق فترة قصيرة، ربما في حدود شهرين.
يحق للمرضى الأمريكيين المشاركة في التجارب على Car-T حين تفشل جميع العلاجات الأخرى؛ لكن في الصين يستطيع المرضى أن يبدأوا التجارب بعد عدم نجاح العلاج الكيماوي، الذي من شأنه أن يعتبر "خط الدفاع الأول" في الولايات المتحدة، بحسب ما يقول يانج جيانمين، وهو طبيب في مستشفى تشانجهاي في شنغهاي، الذي يجري تجارب على Car-T.
ويقول إن معظم المرضى الذين يعالجون بالدواء المذكور في المستشفى عانوا ردود فعل سلبية أدت إلى إصابتهم بارتفاع الحرارة وارتفاع ضغط الدم، وفي بعض الحالات التعرض لسمية خطرة في الجهاز العصبي.
ويضيف أنه في الحالات التي يموت فيها المرضى، فإن الأمر بيد لجان الأخلاقيات الداخلية لتقرير ما إذا كان يجب وقف التجارب.
هناك حالتان على الأقل من تجارب Car-T تستخدمان أسلوب كريسبر للتحرير الجيني، الذي لا يسمح للعلماء الأمريكيين حتى الآن باستخدامه في التجارب على البشر.
يقول يانج من شركة Persongen: "الأمر الذي من شأنه أن يعتبر استهانة بالحياة في الغرب، عمل في الواقع على دفع تطوير القطاع في الصين، فالشركات تستطيع أيضا أن ترى بسرعة إذا كان علاجها فعالا".
فرانك جانج، الرئيس التنفيذي لشركة Legend، يقول إن التجارب الأسرع تساعد شركته. ويضيف: "ربما يحتاج الأمر في الولايات المتحدة إلى سنة أو أكثر، لكن في الصين ربما نكون قادرين على التعاقد مع الأشخاص خلال بضعة أشهر".
في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، أعلن الجهاز التنظيمي الصيني المختص بالأدوية أن علاجات Car-T يمكن أن تخضع للتنظيم باعتبارها أدوية، ما يعني أنه يمكن أن يوافق على بعض التجارب. وقد تقدمت أربع شركات بطلبات للموافقة بما فيها Legend.
يقول المحللون إنه في حين أن القرار سوف يبطئ من التطور الذي يخطف الأنفاس لعلاج Car-T في الصين، إلا أن من شأنه أن يحول دون نشوء وضع يحاول فيه كل طرف تحقيق التقدم على هواه.
يقول الدكتور ليبوويتز من شركة جونسون أند جونسون: "هذه هي المرة الأولى التي يقومون فيها بذلك، بالتالي هناك عناصر لضمان أن يتم الأمر بالطريقة السليمة، لكنهم يريدون أيضا أن يبينوا أنه من منظور علمي وتنظيمي، فإن بإمكانهم التقدم بسرعة، شأنهم في ذلك شأن أية جهة أخرى".

أرقام حول علاج Car-T
116 – عدد التجارب السريرية على Car-T في الصين، مقارنة بـ 96 في الولايات المتحدة.
4.3 مليون – عدد الأشخاص الذين تم تشخيصهم حديثا بأنهم مصابون بالسرطان في عام 2015.
138000 – عدد المصابين بسرطان الرئة من الرجال الصينيين الذين تزيد أعمارهم على 75 سنة.
عشرة مليارات دولار – حجم الاستثمارات في عام 2017 في شركات التقنيات الحيوية الصينية.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES