Author

نشاط يقهر الإعاقة

|


شاهدت قبل أسبوع مقطعا يتحدث عن قدرة الكفيف على إبصار ما لا يراه اليوم إن كان يعاني العمى نتيجة سبب معين لا يحضرني، لا يستطيع الواحد أن يصف حجم السعادة التي يشاهدها على وجوه من تمكنوا من رؤية العالم لأول مرة. فقد أكثرهم القدرة على الكلام بسبب هالة السعادة التي سيطرت عليهم، هذا الجهد الرائع في مجال التعامل مع الإعاقات والسيطرة على أثرها فيمن يعانونها أمر رائع. لكن الانتظار إلى أن يحين ذلك ليس بالأمر المنطقي ولا المفيد.
يسعدني دوما أن أقرأ أنباء التحدي والنجاح الذي يحققه أبناء وبنات هذه البلاد في تحدي كل أنواع الإعاقة، هؤلاء الذين يبذلون جهودهم لتحقيق النصر على الإعاقة يستحقون كل تكريم ودعم. يجب أن تصل قصص نجاحهم لكل الأرجاء لتكون عبرة وفائدة وملهمة لغيرهم.
مثل هذا الأمر نشاهده في كثير من المهرجانات وهي وسائل نشر العلم لمن لا يعيشون في الدوائر الضيقة لمن يعانون الإعاقة. هذا يجب تغييره، إن الاحتفال المستمر والدفع بالمعلومات والأخبار للمجتمع برمته مسهم أهم في اجتثاث الشعور بالخوف والقلق والهروب من المحاولة الذي تسببه خشية الفشل. يمكن أن نعزو كثيرا من السلبية في المحاولة إلى النظرة الاجتماعية التي لا تساند محاولات التغيير والخروج من الإعاقة. أمران من المهم أن نلغيهما من قاموس الأبناء والبنات والمجتمع الذي يعيشون فيه لنشاهد إبداعات المعوقين في التعامل مع إعاقاتهم وقهرها.
عندما قامت مجموعة من فتيات القصيم بالعمل ضمن مشروع طهي الطعام، وحصلن على تدريب مكنهن من المساهمة في المعارض والتجمعات المنتشرة في المنطقة، ثبت للجميع أن قهر الإعاقة يمكن أن يتم بوسائل كثيرة، وأن هناك عددا غير قليل من المهارات التي يمكن أن يدركها من يعاني الإعاقة باستخدام حواسه الأخرى. من المعلوم أن الله سبحانه وتعالى يمنح من يخسر جزءا من قدراته من الوسائل ما يجعل حواسه الأخرى أكثر دقة وكفاءة، وهو ما يمكن أن يكون نتيجة للتركيز أكثر على الحواس السليمة لتصبح أكثر حذاقة من حواس الآخرين.
قهر الإعاقة والتفاعل مع الواقع أمران مهمان لكل من يعانيها، لكن الأهم أن يكون المجتمع مساندا ومباركا لكل جهد يهدف لتحقيق الإفادة من كل عناصر وفئات المجتمع.

إنشرها