Author

«العراقية» في مطار الرياض

|


احتفل مطار الرياض بعودة الرحلات المجدولة لشركة العراقية للطيران. هذه العودة التي نأمل أن تكون فاتحة خير للبلدين وشعبيهما بما يضمن التقارب المحمود الذي كان دوما ميزة مهمة للعلاقات في شرقنا العربي. العراق كان في مرحلة من المراحل التاريخية أهم مواقع التجارة والبحث عن العمل لكثير من أبناء الجزيرة العربية، وترتبط الأسر في البلدين بروابط اجتماعية واقتصادية تدعم استمرار العلاقة وتطويرها بعيدا عن محاولات التأزيم التي درجت بعض الأنظمة على الدفع بها للواجهة .
الروابط الأسرية التي نشاهدها وشاهدناها على مر التاريخ يجب أن تعود بقوة، وأن ندعمها جميعا كمواطنين محبين للسلام والعروبة، ذلك أن العلاقة التي تربط الشعوب في المنطقة لها من الأهمية والتميز الكثير، وما يبقى لنا في هذا الشرق سوى العلاقة التي نحافظ عليها ونحتمي بها من محاولات الإساءة والتفرقة التي أثرت في المنطقة العربية في السنوات الأخيرة. عندما انتشرت أنباء إقامة معرض سعودي في بغداد، انطلق جميع العراقيين ليرحبوا بهذا الإنجاز ويؤكدوا المحبة والتعلق الشديد بالشعب والحضارة والتاريخ الذي تمثله المملكة، ذلك أن المملكة هي قلب العالم العربي والإسلامي، ولا يمكن أن يفقد أحد بوصلته التي توجهه لهذه الأرض سوى بخسارة كثير من الشخصية والمفاهيم والقيم الإسلامية العظيمة التي تفسرها وتؤكدها أخوة اللغة والمصير الواحد. يبقى في هذا الإطار أن نؤكد أنه كلما توافرت وسائل اللقاء والتعاون والمحبة في البلدين للشعبين المتحابين، فسيكون هذا الوسيلة الأهم للتواصل والتفاعل، حيث يبحث الجميع عن الجوامع التي تعيد لهم الماضي الجميل وترصف الطريق نحو مستقبل أجمل. من هنا يأتي أهم عناصر العلاقة المستقبلية حيث التبادل السياحي والثقافي والاجتماعي سيكون رافدا للمحبة والمصالح المشتركة بين البلدين الشقيقين.
هذه الرمزية التي تمثلها وصول رحلة جوية، تبقى مؤدية لمزيد من التواصل، وتجعلنا ندعو لإخواننا في دولة العراق الشقيقة أن ينعموا بالأمان والمحبة وأن يعودوا لحضنهم الأزلي المهم الذي طالما كان جاهزا ومرحبا ومحبا وداعما للعراق الشقيق وشعبه العظيم.
سيأتي مزيد من علامات التقارب في المستقبل القريب، لا بد أن نرحب بها وندعمها ونشارك في الاحتفال بها كدواعم لحماية العلاقة المهمة التي ستعيد لعالمنا العربي أهميته ويؤكد أن التقارب العربي هو المصير المحتوم والأهم لنا جميعا.

إنشرها