Author

«بايتون» تكشف عن سيارة المستقبل

|
يتطلب لحاق السيارات بركب الجيل التالي من الأجهزة الذكية تضافر عدة جهود منذ البداية. ومن أهم محركات التغيير مهندسو السيارات الذين يقدمون باستمرار أشكالا مبتكرة للتنقل باستخدام التقنيات الجديدة. وعلى القدر نفسه من الأهمية نجد خبراء الحوسبة الذين يطورون حدود الحركة من خلال التحول الرقمي. ولم يحدث من قبل أن اتحدت هذه القوى الدافعة للتغيير في شركة واحدة، ولكن شركة بايتون نجحت لأول مرة في الجمع بين السيارات والتقنيات الرقمية في مكان واحد. والهدف هو تطوير سيارة يتصور أن تكون أكثر ذكاء من البشر بتكلفة تبلغ 45 ألف دولار. حيث كشفت شركة بايتون عن سيارة كهربائية منافسة لمنتجات شركة تسلا ولكن في نطاق 300 ميل وإمكانات التعرف على الوجه وشاشة 50 بوصة تعمل باللمس. وقد كشفت شركة بايتون الصينية النقاب عن أول نموذج قابل للقيادة من هذه السيارة في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية في لاس فيجاس. وقدمت الشركة الجديدة ــ التي تتخذ من الصين مقرا لها التي أسسها خبراء سابقون في "بي إم دبليو" و"إنفينيتي" ــ سيارة رياضية متعددة الاستخدامات مزودة بتقنية تعتمد على توسيع تجربة ووظائف الهاتف الذكي. وإذا نجح المؤسسون في تنفيذ هذا التحدي فلن يحتاج السائقون والركاب إلى هواتفهم الذكية أو أي أجهزة ذكية أخرى أثناء السير على الطريق. حيث ستلبي السيارة جميع احتياجاتهم بكل بساطة من خلال إيماءة باليد أو أمر صوتي. وتشعرك أول سيارات شركة بايتون ــ المصممة بنسب معبرة وعناصر رقمية مبدعة ــ أن التنقل في المستقبل سيعتمد على الذكاء الاصطناعي. وقد يرى البعض أن هذه السيارة تشبه السيارات الرياضية متعددة الاستخدامات ولكنها أكثر ذكاء، وهذه بالضبط حقيقة هذه السيارة؛ أول سيارة ذكية بدهية. وقد تم الكشف عن سيارة الدفع الرباعي الكهربائية بالكامل في أول يوم إعلامي في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية 2018، وهو معرض تجاري يعقد سنويا في لاس فيجاس. ويكتنف صالون السيارة شعور بكثافة الخدمات الرقمية المتميزة. أولا تنبهر العيون بشاشة عرض ضخمة تمتد تقريبا لتغطي كل المساحة الأمامية بقياس 49 بوصة. ثم هناك تجربة التحكم بالإيماءات من خلال تقنيات "بايتون" الجديدة، والتفاعل باستخدام الأمر الصوتي وتفعيل عناصر التحكم الرئيسة بواسطة جهاز التشغيل اللوحي المبتكر. وسيضم الإصدار الأساس للسيارة ــ الذي يبدأ بسعر 45 ألف دولار تقريبا ــ بطارية قدرة 71 كيلو واط / ساعة يمكنها السفر لمسافة 250 ميلا بشحنة واحدة. وتقول الشركة إن شحن بطارية هذا الطراز الأساس بنسبة 80 في المائة يستغرق 30 دقيقة. أما الطراز الأكثر تكلفة ــ ولم تصرح الشركة بسعره ــ فسيعمل بالدفع الرباعي وسيكون قادرا على السفر 325 ميلا بشحنة واحدة. وبشكلها الأخاذ وطولها البالغ 191 بوصة "4.85 مترا" فإن أول سيارات "بايتون" تظهر جماليات التصميم الجديدة في كل جوانبها، بما في ذلك الواجهة الأمامية المغلقة ومقابض الأبواب الخفية والهوائيات الخفية والسقف الأملس المنحدر. وفي البداية سيتم بيع السيارات في الصين، ولكن بحلول النصف الأول من عام 2020 ستتوافر السيارات في أمريكا الشمالية، بينما يبدأ البيع في أوروبا في وقت لاحق من هذا العام. وقد قام بتأسيس هذه الشركة الجديدة ــ التي كانت سابقا تعرف بشركة فيوتشر موبيليتي ــ، كارستن بريتفيلد الرئيس السابق لبرنامج "بي إم دبليو آي 8"، ودانيال كيرشيرت المدير السابق لشركة إنفينيتي الصين، إضافة إلى مسؤول تنفيذي سابق لمدة طويلة في شركة بي إم دبليو. ولم يعرف أحد كثيرا عن الشركة حتى وقت قريب. وفي الأشهر الماضية أظهرت الشركة بعض الصور المحفزة والمعلومات الأساسية في مؤتمر إعلامي تعريفي في سانتا كلارا بكاليفورنيا. وتختفي في هذه السيارات ميزات التصميم التقليدية لتفسح المجال أمام صور التصميم المبتكرة. حيث تحل كاميرات الرؤية الجانبية محل المرايا الجانبية، كما تقوم كاميرات التعرف على الوجوه الشهيرة بتحديد هوية المستخدم، وتعرض أسطح "بايتون" الذكية تصميما ضوئيا متفاعلا يعتمد على الحالة. وليست هذه سوى بعض من العناصر الذكية الفريدة التي تعزز القوة الرقمية المرئية للسيارات. ويطلق بريتفيلد وكيرشيرت على سيارات الدفع الرباعي هذه "السيارات الذكية البدهية"، ولا شك أن لديهم أسباب وجيهة. وهذه السيارات ــ مقارنة بكل المفاهيم التي قدمت في معارض الإلكترونيات الاستهلاكية التي عقدت في السنوات الأخيرة ــ تبدو طبيعية تماما. وقد صرح كيرشيرت قبل كشف النقاب عن السيارة أن ما يتم عرضه اليوم هو 80 في المائة من الإمكانات الكاملة. والسيارة تزخر بالتقنيات من شاشة عريضة تمتد تقريبا لتغطي كل المساحة الأمامية وتضم جميع العدادات، إلى شاشة أخرى على عجلة القيادة تعمل باللمس، إلى الخصائص "الذكية" المتصلة التي من شأنها أن تتيح للعملاء في المستقبل استخدام إشارات اليد والأوامر الصوتية عبر مساعد أليكسا الإلكتروني من إنتاج شركة أمازون للسيطرة على مختلف خصائص السيارة. والأكثر من ذلك أن السيارة ستقوم بمراقبة معدل ضربات قلب السائق ووزنه ودرجة تشبعه بالأكسجين وضغط دمه.
إنشرها