Author

الأمير محمد بن سلمان .. الثوابت لا تخضع للحلول الوسط

|

ليس هناك عدو أكبر للسعودية "والمنطقة" سوى النظام الإيراني. وهذا العدو صار كذلك بعد سنوات طويلة من محاولات المملكة، أن يندمج هذا النظام ضمن الأطر التي تفيد المنطقة كلها، بل إيران نفسها. لكن هذا لا يعني أن موقف السعودية ينسحب على الطائفة الشيعية. هذا مستحيل بالطبع. فالمملكة تتعاطى مع أبناء هذه الطائفة ضمن أسس ومبادئ المواطنة، ولديهم المدارس الخاصة بهم على أراضي السعودية، والقيادة في البلاد لا تفرق بين شيعي وسني من جهة العطاء لبلاده والقيام بواجباته، وتعتمد على تكافؤ الفرص في ذلك. إنها مسألة لا علاقة لها بإجرام وخراب النظام الإيراني الذي خطط عن سابق تصميم وإصرار إلى أن يكون هكذا، وأن يظل خارج نطاق مفاهيم المجتمع الدولي.
ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قدم التوصيف الأمثل لإيران ونظامها الخارج عن القانون الدولي، كما أنه عرض الحقائق كما هي، دون تجميل أو التفاف حولها. فقد اعتاد العالم على هذا المستوى من الخطاب، وعلى الشفافية التي يتمتع بها حين يتحدث عن كل شيء. منطلقا من قناعته بأنه لا يمكن أن يكون هناك تقدم، بعيدا عن النزاهة والصدق والشفافية، يجب أن تعرض الحقيقة كما هي على الجميع. من هنا، يصبح كل شيء خاضعا للتقييم الاستراتيجي سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي أو من جهة التحولات الاجتماعية التي تمر بها المملكة، ضمن الخطة الاستراتيجية الشاملة الهائلة. يضاف إلى ذلك، حتى السياسة تكون أكثر نزاهة عندما تمارس ضمن المفهوم السعودي للممارسة الصادقة الواضحة.
الأهم أيضا في طروحات الأمير محمد بن سلمان، الثوابت التي أطلقها في غير مناسبة، وهذه لا تخضع لا للسياسة ولا للحلول الوسط، في مقدمتها الدين الإسلامي، الذي تمكنت في السابق مجموعة من المخربين الإرهابيين اختطافه، لكن السعودية لم تتوقف ولم توفر أي وسيلة، حتى أعادت الإسلام إلى مكانته الحقيقية السمحة المسالمة البناءة، التي تصون الإنسان (أي إنسان). وهي تحارب الآن وستحارب كل فكر متطرف، وكل إرهاب بصرف النظر عن دوافعه. والحق، أن السعودية سبقت كثيرا من البلدان في مكافحة الإرهاب بشتى الوسائل، بل سبقتها أيضا في وصول الإرهاب إلى أراضيها. دور المملكة في هذا المجال، لا يستند فقط إلى أنها دولة محورية إقليميا وعالميا، بل لأنها الجهة التي يتوجه إليها المسلمون من كل بقاع الأرض، لأنها ببساطة مهد الوحي.
ولي العهد يركز منذ إطلاق "رؤية المملكة 2030" وبرنامج التحول المصاحب لها، على مسألة التوطين ويضعها ضمن نطاق استراتيجي. فهو يعتبر أن التوطين بحد ذاته رافد اقتصادي. كما أنه ربط كل مشروع استراتيجي بالتوطين والتأهيل. والتوطين هنا يشمل أيضا الصناعات الجديدة على المملكة. إنها خطة تحمل ثمارها معها، وتتوافق مع كل مسار من مسارات "الرؤية" و"التحول". كما أن الأمير محمد بن سلمان، يعلق أهمية كبيرة على الشراكات الكبرى، ولا سيما على الساحات العالمية ذات الصلة. وكلها شراكات تزيد من سرعة عمليات تنفيذ "الرؤية". لا شيء يقف أمام التحديث والتقدم والتطوير الذي يقوده ولي العهد بإشراف مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
السعودية ماضية قدما على جميع الأصعدة، وهي تحقق الإنجازات فعلا على الأرض، كما أنها تقوم بدورها الإقليمي العالمي على أكمل وجه. وأنتجت سياساتها الواضحة الحكيمة نمطا يحتذى. وقد أثبتت في العامين الماضيين، أن آليات التنفيذ الشابة بقيادة ولي العهد يمكنها أن تختصر كثيرا من المسافات، بل بإمكانها أن تختصر الزمن نفسه لتحقيق الغايات.

إنشرها