Author

خطر «الحوثي» تجاوز المنطقة

|

لا تحتاج جماعة الحوثي ومن خلفها إيران لمن يثبت للعالم أنها جماعة إرهابية لا يمكن التعايش أو التحاور معها، فهي في كل مرة تؤكد ذلك للعالم بأفعالها، عبر استهدافها المدنيين في اليمن فلا تفرق بين طفل أو مسن ولا بين رجل أو امرأة، وذهب ضحيتها المئات من الأبرياء، أو عبر استهدافها المدنيين في السعودية بصواريخ العشوائية التي وقفت لها قوات الدفاع الجوي بالمرصاد، ولولاهم ــ بعد الله سبحانه وتعالى ــ لأوقعت كثيرا من الضحايا.
لم تكتف الجماعة بتلك الجرائم التي ترتكبها في اليمن، التي لم تتوقف منذ زحفها للعاصمة اليمنية صنعاء في 2014 والاستيلاء عليها بقوة السلاح وبالقتل وتدمير المنازل حتى يومنا هذا، بل زادت وهددت الملاحة الدولية والسفن العابرة عبر مضيق باب المندب، وكان آخرها استهداف سفينة النفط السعودية التي أبطلتها القوات البحرية التابعة للتحالف العربي، ليتأكد العالم مجددا أن عاصفة الحزم التي أطلقتها السعودية وحلفاءها قبل ثلاث سنوات كانت في محلها، ولم تكن فقط لحماية الحدود السعودية وإعادة الشرعية لليمن، بل لحفظ السلم الإقليمي والدولي، فهذه الجماعة الإرهابية والمدعومة من إيران، لا تحترم القانون الدولي، ولا المعاهدات الدولية، ولا حقوق الإنسان، ولا يمكن التجاور معها أو السماح لها بالإمساك بالسلطة في اليمن.
خطر الحوثيين تجاوز الحدود اليمنية، فبعد ارتكابها المجازر في اليمن التي ذهب ضحيتها 13 ألف قتيل و30 ألف مصاب، وتشريد أربعة ملايين يمني ــ وفق بيانات حكومية يمنية رسمية ــ ها هم وبمساعدة إيرانية يستهدفون المدنيين في السعودية والملاحة الدولية، وبالتالي فمحاربتهم وتجفيف مصادر تمويلهم وتهريب السلاح لهم من إيران وجماعة حزب الله اللبناني ليس شأنا سعوديا أو عربيا، بل يجب أن يكون شأنا دوليا بعد أن تجاوزت كل الخطوط الحمراء، وأصبح خطرها عالميا، وقد آن الأوان ليتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته، ويصطف خلف التحالف العربي والإسلامي في مساعيه للقضاء على هذه الجماعة وقطع يد إيران في المنطقة، التي لم تتوقف عن زعزعة استقراها وتهديد دولها والعبث بخيراتها وممتلكاتها منذ قيام الثورة المشؤومة في إيران عام 1979.

إنشرها