Author

«وطن بلا مخالف»

|

تابعت أول مقاطع عمل نائب أمير منطقة عسير الجديد الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز، وهو يباشر شخصيا عمليات الحملة الوطنية "وطن بلا مخالف"، التي طاف فيها بأجزاء كثيرة من منطقة عسير التي تعاني بشكل أكبر من غيرها مخالفات التسلل، حيث يستغل المتسللون الطبيعة الجبلية للمنطقة لإيجاد ملاذ آمن يمارسون منه أعمالهم ومخالفاتهم. تنتشر مقاطع كثيرة عن الجهود المبذولة لتخليص الوطن من المخالفات العمالية التي تستمر في الإساءة للجهود المبذولة لحماية الاقتصاد والأمن، وهما العنصران الأكثر تأثرا بهذه المخالفات. فالمخالفون في البلاد يحرمون الأبناء والبنات من الوظائف المستحقة، وعندما لا يجدون الفرص الوظيفية التي يريدونها يلجأون إلى ممارسات ضارة بالأمن لتحقيقها.
كلما نظرنا إلى هذه الإشكالية، نجدها مسيئة. تعاني الحدود الجنوبية اليوم وجود أعداد كبيرة من المتسللين الذين يبحثون عن فرصة مختلفة وحياة جديدة بأساليب غير مشروعة. صحيح أننا سيطرنا بشكل أفضل خلال الفترة الماضية على الحدود الجنوبية، إلا أن المد لا يزال مستمرا، مع أن التخلف من القادمين للزيارة والعمرة أصبح من الماضي، بسبب استخدام وسائل عقلانية ومنطقية للسيطرة على وجوده.
لا تزال المملكة تمثل الملاذ الأنسب لكثير من الراغبين في الحصول على فرص وظيفية وحياة مختلفة، يسهم في تطور المشكلة واتساعها المساحة الشاسعة لأراضي البلاد والحدود التي منها البري والبحري والتي لا يمكن السيطرة عليها بالوسائل التقليدية. لا يعني هذا أن هناك إهمالا لعمليات الرقابة وهي تتمثل في برنامج متكامل إلكتروني ومادي يسيطر على الحدود، وقوات مؤهلة للتعامل مع المتسللين.
لعل المحاولة التي تبذل حاليا للتخلص من هذه الحالة التي تزايدت، بسبب السيطرة القانونية على التوظيف في مواقع معينة، تستدعي من الجميع التعاون وترسيخ مفهوم مسؤولية المواطن الأمنية، لضمان تحقيق الهدف من الحملة الأمنية الفريدة التي تحقق نجاحات كبيرة ويسهم في دعمها أمراء المناطق والجهات الأمنية المتخصصة وغيرها من جهات الرقابة، خصوصا الجوازات والتجارة والبلديات.
إن نجاح هذه الحملة سيسهم بالتوازي مع مجموعة الإجراءات الأخرى في كثير من الفوائد الاقتصادية والأمنية للجميع، وهو ما يستدعي أن يسهم الجميع في دعمها وربط نتائجها بالمتحقق على مستوى الوظائف والاقتصاد كمستفيد أهم من هذه الحملة الناجحة.

إنشرها