Author

استمرار التوتر

|

يفترض أن تكون العلاقة بين الجهات التعليمية والمستفيدين من خدماتها في حال من التوازن المعقول. لا يمكن أن يتوقع أحد أن تكون الحياة وردية وخالية من المشكلات والصعوبات، لكن استمرار التعقيد في هذه العلاقة يجعل الأمر متطلبا لمزيد من النقاش والدراسة، ومن أقدر على النقاش والدراسة من الجهات التعليمية، وهي صاحبة المجال ومسؤولة توطينه واستقراره.
يؤلمني أن أشاهد كل يوم مزيدا من الخلافات والتعديات التي تمارس في أكثر من موقع، والمؤلم أكثر أن نشر هذه الأمور في وسائل التواصل له ما له من المحاذير التي يجب أن ينتبه لها كل من يقوم بالنشر. فوجود مزيد من المشاهدات لهذه المقاطع، واستمرار نشرها، قد يؤدي لانتشارها، وهو أمر لا يرغب فيه أحد.
لكننا لا نستطيع أن نحاصر المخالفات إلا بإيجاد الحلول المنطقية والقانونية التي تحمي خصوصية الناس، وتمنع نشر ما يسيء للمجتمع أو يسهم في نشر مزيد من المخالفات والإساءات. على أن الأمر الذي شاهدناه في السابق وتكرر الحوادث كل أسبوع تقريبا، لا يمكن أن يترك دون معالجة.
خلال أسبوع واحد انتشر أكثر من مقطع وخبر عن طالب يعتدي على معلم وولي أمر ينتهك حرم المدرسة ليعتدي على المعلمات، أو هكذا كان ينوي. هذا قد يكون جزءا من كل، وقد يكون المزيد موجودا وغير مرصود، فكيف نتعامل مع هذه الحالة الإشكالية.
أزعم أن قرار منع إدخال أجهزة الاتصال الذكية أمر غير قابل للتنفيذ لأننا بهذا مضطرون لإضاعة وقت غير قصير في البحث والتفتيش والمعاملات المتعلقة بأمر هكذا، حتى وإن اعتقدنا أننا سنسيطر على الوضع، فسنكون واهمين. الحال القائمة اليوم قابلة للاستمرار مع تعديل مهم وهو استخدام وسائل منع الوصول للشبكات إلا في مواقع معينة وأجهزة محددة ومن خلال شبكة سلكية.
هنا يمكن أن نوجد الوسائل التعليمية التي يحتاج إليها الطالب والمعلم في المختبرات وقاعات الدرس بشكل محدد ومقنن، ونمنع في الوقت نفسه الوصول إلى الشبكات التي يمكن أن تنشر ما يسيء للطالب أو المعلم أو المدرسة، وما يمكن أن يحرم الجميع من الاستفادة من الوقت الذي يقضونه في المدرسة. هناك وسائل معروفة وموجودة، ويمكن أن تسهم الوزارة في البحوث التي تحقق مثل هذه النتيجة.

إنشرها