ثقافة وفنون

«العراب» .. يثير أسئلة الـ «ما وراء» حيا وميتا

«العراب» .. يثير أسئلة
الـ «ما وراء» حيا وميتا

ضجت الصحف العربية عموما والمصرية خصوصا بخبر وفاة الكاتب والروائي والطبيب المصري أحمد خالد توفيق، الذي اشتهر في مجال كتابة روايات الرعب وسلسلة ما وراء الطبيعة والملقب بـ"العراب"، وكان سبب الوفاة نوبة قلبية أنهت عمره بعد 56 عاما.
الروائي المتوفى لم يصدم الناس في كتاباته حسب بل صدمهم بعد وفاته، إذ كتب في روايته "قهوة باليوارنيوم" التي صدرت في 2013، أن موعد دفنه سيصادف الثالث من نيسان (أبريل)، ولتتقاطع الصدفة مع القدر ويدفن في التاريخ ذاته بداية الشهر الجاري.
ذكرت "التزامنية" كنظرية في كتب العلماء من أمثال "كارل جوستاف يونج"، التي تتمثل في تحقيق الصدف، واصفا إياها بـ"تحقيق مسعيين اثنين في ومضة زمن". هذه التزامنية لم تقتصر على المرحوم أحمد خالد توفيق، بل ظهرت بشكل واضح عند وفاة الشاعر الفلسطيني محمود كبير الذي أصدر ديوان "أثر الفراشة"، كاتبا فيه قصيدة لاعب النرد، التي تنبأت بوفاته، ما شكل صدمة كبيرة لمعجبيه ومحبي الشعر.
وعند الانتقال من النماذج الأدبية لا بد من أن نتوقف عند الفيديو الشهير، الذي ظهر فيه الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله-، مخاطبا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، "إن شاء الله بتحكم شعبك وأرضك"، وإن دل هذا التسجيل على شيء فإنما يدل على التزامنية والقدر وتقاطعهما في ومضة من الزمن.
ومن الصدف الشهيرة العلاقة ما بين لينكولين وجون كينيدي رئيسي الولايات المتحدة، إذ إن الغريب في كلا الرئيسين السابقين أنه يوجد عديد من عوامل التشابه بينهما، فالفرق ما بين انتخاب الاثنين 100 عام وتاريخ ميلادهما تفصله 100 عام أيضا، وتوفي كلاهما من خلال الاغتيال، والغريب أن حادثي الاغتيال متشابهان، فإن اغتيال لينكولين كان في مسرح وتم القبض على الفاعل في مخزن، أما كينيدي فتم إطلاق النار عليه من مخزن وتم القبض على الفاعل في مسرح.
وفي العودة لحقل الأدب لا بد من التوقف عند حادثة سفينة تيتانيك الشهيرة، التي سطرت في 1898 على أوراق الكاتب مورجان روبيرتسون، الذي ألف رواية عن سفينة كبيرة تسمى تايتن، كانت ذاهبة من بريطانيا إلى أمريكا عبر المحيط الأطلسي واصطدمت بجبل من الثلج، والغريب أنه بعد إصدار تلك الرواية بـ 14 عاما شهد العالم كله حادث غرق السفينة الشهيرة تيتانيك بنفس الطريقة تماما التي وصفها المؤلف في روايته.
رأي الشرع في الصدف، يقول الشيخ بن عثيمين -رحمه الله-، إن الصدف لا حرج فيها إذ إنها من غير تقدير الإنسان وتحصل رغما عنه، لكنها قدر محتوم قدر قدره الله سبحانه وتعالى في عالم الغيب، لكن للشرع نظرة واسعة مقارنة بما سبق من حالات ونماذج، إذ إن التزامنية والصدف لا تعني حدوث الشيء فحسب، بل توفر البيئة والتوقيت المناسبين لوقوع الحدث من عدمه.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون