Author

ولي العهد .. شراكات تقنية عملاقة

|

جاء في وثيقة برنامج صندوق الاستثمارات العامة 2020، أن تحقيق غايات "رؤية المملكة 2030" الوطنية في حقول الاستثمار داخليا وخارجيا وتنويع مصادر البناء والإنماء، وتعميق أثر ودور المملكة في المشهدين الإقليمي والعالمي، هو الدور الأساس لصندوق الاستثمارات الذي عليه العمل كمحرك فاعل لتنويع الاقتصاد في المملكة، وتطوير قطاعات استراتيجية. ويسعى الصندوق إلى القيام بهذا الدور الكبير من خلال برامج عدة أهمها تنمية أصوله في الأسواق العالمية، وأن يعمل على ما يمكنه من أن يصبح الشريك المفضل عالميا، والأكثر تأثيرا، كما عليه أن يعمل لجذب الاستثمارات الأجنبية النوعية ومن ثم توطين التقنيات والمعرفة المتطورة، وترسيخ الملكية الفكرية في المملكة، وهذا سيحقق أهدافا أخرى لك من أهمها توليد 11 ألف وظيفة محلية في وظائف نوعية تتطلب كفاءات عالية. ووفقا لبرامج تحقيق الرؤية فإن هذه الخطط الطموحة ستتحقق من خلال استثمارات تصل إلى أكثر من 200 مليار ريال، واتفاقيات مع شركات تقنية عملاقة ومتطورة.
ولأن نجاح الخطط الاستراتيجية مرهون بالتنفيذ فقد تولى الأمير محمد بن سلمان ولي العهد خلال زيارته الحالية للولايات المتحدة مهمة اللقاء مع كبار الرؤساء التنفيذيين لكبريات شركات التكنولوجيا والتقنية الحديثة، وقد جاءت هذه اللقاءات بعد سلسلة من الاجتماعات مع كبار التنفيذيين في الحكومة الأمريكية والمؤسسات المالية الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وهذه اللقاءات مع هذه المؤسسات كانت مهمة وضرورية قبل لقاءات ولي العهد مع الشركات، حيث من المهم التأكيد على حجم الثقة بالاقتصاد السعودي ما يشجع كبريات الشركات الأمريكية إلى لقاء الأمير في هذه الزيارة أملا في الفوز بفرص استثمارية في المملكة، ولكن بالطبع فإن للمملكة خططها المرسومة وبرامجها المعدة ومن بينها خطط الشراكة مع صندوق الاستثمارات العامة. وفي هذا السياق التقى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد في "سياتل" كلا من ساتيا ناديلا الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، وجيف بيزوس الرئيس التنفيذي لشركة أمازون وعددا من المسؤولين في شركة أمازون، كما التقى بيل جيتس وهو من أكبر المستثمرين في العالم.
هذه اللقاءات لها عنوان واحد وهو الاستثمارات في شركات التقنية المتطورة، وهو العالم الجديد الذي يخطط الأمير الشاب لنقل المملكة إليه من خلال مدينة الأحلام "نيوم"، فشركة مايكروسوفت ما زالت تتربع على عرش التطبيقات الحاسوبية، وشركة أمازون هي العنوان الأول عالميا للتجارة الإلكترونية التي تبلغ قيمتها السوقية قريبا من 900 مليار دولار، بينما تقبع في المرتبة الثانية في العالم بعد "أبل". لقاءات بهذا المستوى مع هذه الشركات تعطي مؤشرات على حجم الاستثمارات المرتقبة، كما أنها تدفع بالعمل بقوة نحو قضايا أبعد من مجرد استثمارات وعوائد بل تصل إلى التعاون بشأن تدريب وتأهيل الكفاءات الوطنية، ودعم التحول الرقمي والابتكار القائم على المعرفة وفقا لـ "رؤية السعودية 2030"، فهدف صندوق الاستثمارات يصل إلى توظيف 11 ألف شاب في وظائف متقدمة تقنيا، ولهذا فإن الحديث المباشر مع هذه الشركات سيضع النقاط فوق الحروف لتحقيق الهدف.

إنشرها