default Author

النوم قديما

|

هل فعلا يختلف نومنا حاليا عن نومهم قديما، وإذا كان هذا الكلام صحيحا، فما الفرق؟!
قد لا يكون هذا الأمر مر بخاطرك سابقا، ولكن الواقع يقول نعم، نومنا يختلف عن نومهم في النوع والكم وأدوات النوم من غرفة وسرير ووسادة!
فالسرير، سابقا، يحتل مكانة عالية جدا، لم يكن مجرد قطعة أثاث، بل شيء مميز يجب أن يوضع على مرأى من الجميع من أصحاب البيت والضيوف، بل وحتى المارة من خلال النافذة. وفي القرن الـ 14 بلغ تكريم السرير ذروته، بحيث يعتبر جزءا من الوصية، ويتم توريثه لأفراد العائلة.
ترك "شكسبير" سريره المفضل كتحفة للضيوف المهمين، أما سريره الذي يحتل لديه المرتبة الثانية، فورثه لزوجته "آن"، وليس هذا تقليلا من شأنها، بل لارتباطه عاطفيا بهذا السرير!
وفي مسرحيات شكسبير، ورد ذكر سرير شهير فريد من نوعه، لم يصنع لشخص واحد أو اثنين، بل صنع عام 1590 ليتسع لثمانية أشخاص، لخان في مدينة وير البريطانية، عرضه أكثر من ثلاثة أمتار، استخدم دعاية للخان، حيث زاد إقبال المسافرين عليه، حتى أن بعضهم نحتوا أسماءهم على أعمدته الخشبية.
ومن أغرب الأمور في النوم قديما، أن الوسادة كانت تعتبر إهانة للرجولة، حيث اعتبرت إليزابيث تشابلين والكاتب ويليام هاريسون، أن الراحة والنعومة التي يشعر بها الرجل عند استخدامه للوسادة تقلل من رجولته وتهددها.
يقول "هاريسون" في كتابه "وصف إنجلترا" عام 1577 "تلك الوسادات صنعت لتستخدمها النساء أثناء الولادة"، وأن الرجال الذين في عمره كانوا يعرفون الراحة فقط عند استخدام جذع شجرة مستدير يضعونه تحت رؤوسهم، بدلا من وسادة مصنوعة من البوليستر. ويستنكر "هاريسون" قائلا "هل يتشرف الرجل بوضع كيس من القش تحت رأسه ليلا"؟!
واليوم تأوي إلى فراشك ليلا لتستيقظ صباح اليوم التالي. أما نومهم قديما فكان على مراحل، فخلال العصور الوسطى، كان الناس يذهبون إلى السرير في الساعة التاسعة مساء وينامون حتى الـ 12 من منتصف الليل. وبعد النوم لمدة ثلاث ساعات كان الناس في بريطانيا معتادين على الاستيقاظ "لساعة المراقبة"، وخلال هذه الساعة كانوا يتناولون الطعام أو يقرأون الكتب أو يتحدثون مع بعضهم أو يصلون، لإيمانهم أن الدماغ في هذه الساعة قادر على زيادة إنتاجهم ومنحهم الطاقة الكافية قبل الرجوع إلى النوم والاستيقاظ في الصباح.
أضف إلى ذلك، أن غرف النوم لا تتمتع بخصوصية أبدا، فكثير من الغرباء قد يشاركونك غرفتك وسريرك إذا كنت في نزل، وفي المنازل قد يشاركك في غرفتك أفراد العائلة أو أحدهم، وحتى الخدم مسموح لهم أن يناموا مع أسيادهم، رغم كل عنصرية ذلك الزمن!

إنشرها