Author

زيارة ولي العهد.. والاستثمار في العقول

|

يراهن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على المستقبل، ويكرر في كل مرة أن الطموحات السعودية لا حدود لها، ولا يكل ولا يمل من العمل على صناعة مستقبل واعد للسعودية، خاصة وهو المكلف من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بكثير من الملفات، ولعل من أهمها "رؤية 2030"، الهادفة إلى إحداث قفزة في كل المجالات، وطموحها وقوف المملكة جنبا إلى جنب مع الدول الكبرى في العالم. الجميع يذكر كلمة ولي العهد الشهيرة عندما قال "في حال كان الشعب السعودي مقتنعا، فعنان السماء هو الحد الأقصى للطموحات".. بهذه العزيمة المدفوعة بدعم شعبي كبير، مؤمن تماما بالخطط والعمل الذي يقدمه الأمير الشاب مهندس "رؤية 2030"، شرع في توظيف كل الطاقات للدفع نحو مستقبل باهر يأمله وينشده كل سكان المملكة، من مواطنين ومقيمين، وبدأ في تنفيذ عديد من المبادرات والمشاريع الوطنية التنموية والاقتصادية والاجتماعية، عبر شراكات ممتدة من أقصى الأرض إلى أدناها.
النهوض بالسعودية وفق طموحات تعانق السماء، رآه السعوديون واقعا ملموسا أمامهم، خلال زيارة ولي العهد الجارية حاليا للولايات المتحدة، فهذه الزيارة لا شك أنها متفردة بكل تفاصيلها، وقلما نسمع أو نقرأ مثلها في زيارة لأي مسؤول من المنطقة إلى أمريكا منبع العلم والمعرفة والرائدة في التطوير، فغالبية الزيارات أو كلها، دائما ما تبحث الشؤون السياسية والأحداث في المنطقة، ولكن زيارة ولي العهد ــ كما أسلفت ــ كانت عميقة، وتؤكد أن "السعودية أولا" في قلب ولي العهد، وتطويرها والنهوض بها، هي شغله الشاغل الذي لا يحيد عنه، لدرجة أن كثيرا من وسائل الإعلام الغربية تساءلت، وهي ترى نشاطه في الزيارة بالقول، "متى يجد ولي العهد وقتا للنوم؟".
المتأمل في زيارة ولي العهد الأخيرة، لا بد أن يتوقف أمام حرصه على زيارة أعرق الجامعات في العالم وكبار مراكز التقنية، لبحث مجالات التعاون معها في الجانبين، العلمي والمعرفي، وتعميق الشراكة معها بما يخدم خطط وبرامج "رؤية 2030" الطموحة، وهو ما يؤكد قناعاته بأن رفعة السعودية وتحقيق تطلعات قيادتها وآمال شعبها، التي قال عنها ولي العهد إنها "تعانق السماء"، لا يمكن أن تتم ما لم يصاحبها استثمار في العقول، وهو ما حرص عليه ولي العهد في زيارته الناجحة والمستمرة للولايات المتحدة الأمريكية.

إنشرها